الملك سلمان مثقفاَ وقارئاً
.
بسم الله الرحمن الرحيم
(ب)
الملك سلمان مثقفاَ وقارئاً
***
حمد بن عبدالله القاضي
كاتب سعودي /عضو مجلس الشورى السابق
***
بدءا الملك سلمان بن عبدالعزيز عُرف بكونه مثقفاً وقارئاً وعاشقاً للتاريخ، ولن تكفي سطور محدودة للحديث عن جانبه الثقافي.
ومن عرفه من المؤلفين والمثقفين أدركوا هذا الجانب المضيء بشخصه، وهو حفظه الله يجد متعة بالاحتفاء والاهتمام بهذا الجانب، وهذا الإحتفاء ظل و استمر معه أميراً ووزيراً وملكاً، ولعله يتمثل بقول الشاعر محمد بن عثيمين شاعر الملك عبدالعزيز -رحمهما الله- عندما قال في بيت جميل:
جعلت سميري حين عزّ مسامري
دفاتر أملتها العقول النوابغ
ومن يعشق القراءة كالملك سلمان يجد أن في الرحلة مع كتاب أو السفر بين كلمات مقال متعة لا تضاهيها متعة.
***
من هنا هاهي ثقافتنا الوطنية تواصل حراكها داخليا وخارجيا في عهد الملك المثقف لبلورة والإضافة لمنجزنا الثقافي بشكل أكبر. إن أعظم مؤشر على ذلك عنايته بالثقافة واحتفاؤه بالمثقفين منذ بداية توليه الحكم حيث التقي بأطياف من المثقفين والأدباء والإعلاميين وتحدث إليهم
ونرى ونتابع بين فترة وأخرى هذا الاهتمام من الملك القارئ المحب للثقافة والكتاب، لقد حيث تضمنت رؤية 20-30 وحمل أحد أهم برامجها:”البرنامج الوطني” إقامة البنى التحتية لتنطلق من المنشط العلمية والأدبية و:إنشاء العديد من المؤسسات والمشروعات الثقافية كهيئة مستقلة للثقافة والمجمع الملكي للعلوم والفنون وصناديق للأدباء والفنانين فضلا عن حرص وحضور الملك سلمان المناسبات الثقافية كالمهرجانات الثقافية والعلمية ومعارض الكتب ومؤتمر الأدباء وحفلات الجوائز ويسند ذلك عنايته بالكتاب وتحفيزه على نشره وانتشاره عبر المؤسسات المتنوعة كدارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها.
وثقافتنا موعودة بغد مشرق ليتزامن سموق وطننا الاقتصادي والتنموي مع حضورنا الثقافي.
وأتوقف هنا عند مواقف تشيبمحبة الملك سلمان للكتاب وعلاقته بالأدباء وتخصيص جزء من وقته لمتابعة حراك النشر واختيار الكتب وتحديد أوقات معينة للقراءة بجدوله اليوم.
***
كان معالي د. عبدالعزيز الخويطر رحمه الله المحب للملك سلمان إنساناً ومثقفاً ومؤرخاً … كان الخويطر -رحمه الله- يسألني عن مراحل طباعة كتبه بوصفي المتشرف بمتابعتها وطلب مرة استعجال طباعة أحد أجزاء مذكراته كتاب مذكراته
((وسم على أديم الزمن) وقال لي: إن الأمير سلمان -وكان أميراً للرياض وقتها- يسأل عن الجزء الجديد من الكتاب، يريد أن يطلع عليه، حيث أن لديه رحلة ويرغب أن يأخذه معه ليقرأه خلال سفره ومرة روى د. الخويطر أن أحد كتبه ذات الحجم الصغير ((حديث الركبتين)) الذي تحدث فيه عن قصة إجرائه العمليةلها .. قال لي: إن الملك سلمان قال له: إنه قرأ هذا الكتيب بطريقه ما بين الرياض والخرج.
***
هو محب للشعر الذي يفيض بالحكمة ويحفز على كريم الخلال.. أذكر مرة أنه كان بزيارة خاصة لمعالي الشيخ ناصر الشثري وكنت أحد الحضور، وجرى الحديث عن الشعر وإيراد بعض الأبيات الحكيمة وشاركت بتلك الجلسة بإسماعه -حفظه الله- والحضور بيتين جميلين من الشعر الذي يحثثانعلى الكرم وهما:
إذا جادت الدنيا عليك فجدْ بها
على الناس طراً قبل أن تتفلّت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا هي ولّت
وأعجب بها -حفظه الله- وبالمعنى الجديد الذي حمله البيتان، ومن نهار الغد تلقيت اتصالاً من مدير مكتبه الخاص أ. عساف أبواثنين يفيدني بأن سمو الأمير سلمان يريد مني أن أرسل له هذه القصيدة التي ورد فيها هذان البيتان واسم قائلها.
***
معروف أن لدى الملك سلمان بمنزله مكتبة لعلها من أكبر المكتبات الشخصية بالعالم العربي إذ تحوي نحو (20) ألف عنوان ما بين كتب تاريخية وأدبية وإسلامية وموسوعات.
هذه ملامح صغيرة عن اهتمامه -حفظه الله- بالعلم والثقافة: قارئاً ومتابعاً وعاشقاً للمعرفة والتاريخ مما سينعكس بإذن الله على المزيد من المنجز الثقافي بالوطن.
***
وبعد:
من حظ ثقافتنا أنه يقف على سدة قيادة الوطن ملك مثقف يدرك أهمية الثقافة في بناء الوطن، ووعي المواطن وتشكيل الوعي ومن هنا نستشرف الكثير لمنظومتنا الثقافية ليرى العالم عطاءات وإبداعات الأديب والعالم والمثقف السعودي الذي أصبح يضيف إلى ثقافة الآخر وليس فقط يستقي منها، وليكون لنا منجزنا العلمي المضاهي لمنجز حضور وطننا السياسي والأدبي والاقتصادي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ