حمد القاضي وقصة الكتاب الذي تصفحه الملك سلمان
عبد العزيز النصافي
في هذا الحوار القصير يتحدث ل (ثقافة اليمامة) أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية عضو مجلس الشورى السابق الأديب حمد القاضي عن (حكاية الصورة) التي جمعته مؤخراً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكيف هي مشاعره لاحتفاء الملك بكتابه..
* بعد أن تشرفت بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وقمت بتسليمه لكتابك «عبدالعزيز الخويطر وسم على أديم النزاهة والوطن». كيف تصف لنا هذا الموقف؟
* عرفت وعرف غيري الملك سلمان بأنه المثقف والقارئ لكل ما يصدر من عطاء جديد، ولقد تدثرت بالابتهاج وأنا أسلمه – حفظه الله- كتابي وأجد احتفاءه به وتوجيهه أحد منسوبي الديوان الذي كان يقف على يمينه وهو يعطيه له بعرضه عليه.
* ما الذي دار بينك وبين خادم الحرمين الشريفين لحظة تسلّمه – حفظه الله- لهذا الكتاب؟
* كان الحديث القصير عن كتابي الذي أهديته له؛ وهو عن الراحل عبدالعزيز الخويطر «وسم على أديم النزاهة والوطن»، حيث أثنى – حفظه الله- على د.عبدالعزيز الخويطر – رحمه الله-، كما شكرني على تأليف هذا الكتاب عنه وفاءً له، وأنا أعرف العلاقة الوثيقة والطويلة التي تربط بين خادم الحرمين الشريفين مع الراحل الخويطر، وهي ليست علاقة رسمية فقط، ولكن علاقة ثقافية جميلة وكان الملك سلمان من أكثر الحريصين والقارئين لكتب الخويطر، وكنت المشرف على متابعة إصدار كتبه، وذات مرَّةٍ استعجل د.الخويطر طباعة أحد أجزاء كتابه «أي بني» الذي كان بالمطبعة وكان الملك سلمان الذي كان وقتها أميراً للرياض سأل عنه فطلب د.الخويطر منِّي متابعته مع المطابع لسرعة إنهائه لرغبة الملك في أخذ نسخة منه قبل سفره بإجازته السنوية.
* لماذا اخترت هذا الكتاب عبدالعزيز الخويطر «وسم على أديم النزاهة والوطن» بالتحديد؟
* اخترت كتابي هذا عن د. الخويطر لإهدائه للملك سلمان؛ لأنه عن سيرة راحل كبير نذر عمره لخدمة المواطن، وقد دونت فيه مسيرته وريادته ومواقفه وسجاياه بوصفه – كما وصفته – أنموذجاً للنزاهة والإخلاص والأمانة..
فضلاً عن ذلك فإني أعرف محبة خادم الحرمين للراحل والتقدير الذي يكنه له: مسؤولًا عاش عمره لخدمة هذا الوطن وكذا كونه أديباً ومؤرخاً يتابع خادم الحرمين نتاجه الأدبي والتاريخي باحتفاء كبير.
* الملك سلمان عرف بقربه من الأديب والمثقف، بصفتك أديباً ومثقفاً ماذا تقول عن هذه العلاقة بين«الملك والمثقف»؟
* علاقة الملك سلمان بالمثقفين والإعلاميين والمؤرخين سواء كانوا سعوديين أو عرباً علاقة تقدير لهم ولإنتاجهم، فهو – حفظه الله- رجل قارئ بعمق وفهم يفيد ويستفيد وينبه على الخطأ ويحفز على العطاء المفيد فهو يحفل بالكلمة ويحتفي بالكتاب ويعتني بالتاريخ.
ولي ولغيري مواقف ثقافية معه كثيرة أختار منها واحداً يشي بتذوق الملك سلمان للكلمة العذبة سواء كانت شعراً أو نثراً، فذات مرة زار الملك سلمان معالي الشيخ ناصر الشثري زيارة خاصة بمغرب أحد الأيام ودعاني الشيخ ناصر للحضور والمشاركة بهذه الجلسة، وكان أغلب الحديث فيها عن الشعر الذي يحبذ القيم، وفي ذات الجلسة شاركت ببيتين جميلين عن الكرم وهما:
إِذا جـادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بها
على الناسِ طُـــرًّا إِنها تَتَــقَلَّـبُ
فلا الجودُ يفنيها إِذا هي أقبلتْ
ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ
فأعجب بها الملك، ومن حرصه على هذا الشعر وتذوقه اتصل بي مكتبه صباح اليوم التالي عندما كان أميراً للرياض قائلًا إن الأمير يريد هذه القصيدة واسم قائلها.
* سلمان بن عبدالعزير (المثقف والقارئ) ما مواقفك معه التي لا تنساها؟
* لي ولغيري من المثقفين مواقف كثيرة وبخاصة ما يتعلق بالجانب الثقافي والإنساني، أذكر عندما كنت رئيساً لتحرير المجلة العربية، أن أحد المؤرخين كتب مقالاً بالمجلة عن إحدى المدن وأخطأ بمعلومة عنها، وحال صدور المجلة اتصل بي – حفظه الله- ليلاً مبيناً خطأ هذه المعلومة ويقترح تصحيحها، وفعلاً تم التصحيح بالعدد التالي.
* في نهاية هذا الحوار ماذا تود أن تقول؟
* نحن محظوظون؛ مواطنين ومثقفين أننا نعيش في عهد ملك يُعلي من شأن الثقافة ويدرك أثرها وتأثيرها على حضارة الوطن والوعي وعلى بلورة عطاء الأديب والمثقف السعودي أمام الآخرين بوصفنا وطن الحضارة والثقافة – كما قال ذلك – حفظه الله – أكثر من مرة، وقد انعكس هذا الاهتمام منه – رعاه الله- في عهده على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية في منظومتنا التنموية، فلأول مرة تكون لها وزارة خاصة وهيئة لها، كما أن رؤية 2030 التي يتولاها مهندسها سمو الأمير محمد بن سلمان أعطت للجانب الثقافي اهتماماً كبيراً لكونه مكوناً مهماً للتطور من جانب ومن جانب آخر فالاقتصاد بالمعرفة يسهم في تحقيق أهداف الحكومة لتنويع مصادر الدخل ليكون واحداً من مصادر الاقتصاد الوطني.