حمد القاضي: «يا عين هلي صَافي الدمع هلّيه» على عالمنا العربي
إعداد:: فاطمة الرومي
* كتلة من الأخلاق الحميدة تمشي لتزرع الحب والوئام والصفاء..هكذا يراك الآخرون فكيف ترى نفسك؟
* هذا ما يقوله الفضلاء الذين يستقون رؤيتهم الجميلة من الأخيار ممن يحسنون الظن بي والجمال كما يقول المثل الغربي – في عين الرائي.
* قهوتك الصباحية ماذا تحب أن تتناول إلى جانبها عادة؟
* رغيف من حلم وطبق من أمل وإناء بمقادير من عزم وشمس وعسل.
* بماذا تهجس هذه الأثناء؟
* أهجس بقول المتنبئ:
هّون علي بصر ما شق منظره
فإنما يقــــظـات العـــين كالحلم
* عنيزة الوادعة ماذا تبقى منها في وجدانك؟
* وهل غابت حتى تعود!
« مغان هي التاريخ والعمر والهوى!»
* ترى ما الذي ظل عالقاً في الذاكرة من تلك المرحلة؟
* إنها ساكنة بين أهداب عيني ورواق قلبي.
* تجربة مجلس الشورى كيف تراها؟
* هي من أجمل محطات إسهامي بخدمة وطني، كانت فضاء مفتوحاً للمشاركة بصنع القرار.
* ما الذي أضافه دخول المرأة للمجلس؟
* مزيداً من تنوع الخبرة والمشاركة بالتشريع وتداول الرأي حول هموم الوطن ومعالجتها بوصفها مواطناً بغض النظر عن جنسها.
* المجلة العربية ما الذي تمثله لك تلك المرحلة من حياتك؟
* هي المرحلة الأبهى في السير بين حقول الحرف، كنت أمارس فيها عملي عشقاً له وتماهياً معه، وبحمد الله بجهد زملائي استطعنا أن نقدم مجلة مقروءة تكتبها النخبة ويقرأها الجميع.
* حدثنا عن تجربتك في مجال الإعلام متى بدأت؟
* دخلت الإعلام وتحديداً الصحفي كاتباً ناشئاً ثم انطلقت في مداراته المقروءة والمرئية ثم الرقمية، نجحت حيناً وأخفقت حيناً، لكن الكلمة تظل وهجاً لا يخب.
* ما نصيب المكتبة من مؤلفاتك؟
* ستة كتب صنعتهم على عيني وتربوا بحضني، ثم قدمتهم للآخرين.
* وماذا تحمل لنا بقادم الأيام من جديدك؟
* كتابي القادم «مرافئ على ضفاف الكلمة» ولعله أغلاها لثلاثة أسباب أوضحتها بالمقدمة، وقد شرفت أن كتب مقدمته الراحل غازي القصيبي بخط يده – رحمه الله- ورحيله هو سبب تسويفي بطباعته!! وأتوق أن يصافح عيون القراء قريباً.
* فارس الثقافة والأخلاق حمد بن عبدالله القاضي.. أين تضع هذا الكتاب؟
* هو كتاب ألفه وأصدره الباحث الأستاذ يوسف العتيق فضلًا ووفاء منه رغم إشعاري له بعدم رغبتي في ذلك.
* لمن تشرع أبواب القلب؟
– أشرعها لحنان أم، وبسمة طفل، ودفء قلب.
* على أي الشواطئ ترسو سفنك المتعبة؟
* أنيب بشار بن برد ليجيب عني
ولا بد من شكوى إلى ذوي مروءة
يواســـيك أو يســلــيك أو يتوجــــع
* قائمة الأحلام ماذا تحقق منها؟
* تحقق منها الأكثر.. وبقي الأجمل، فانتظار الأحلام حيناً أعذب من معانقتها:
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
وإلا فقـــد عشــنا بها زمــناً رغـدا
أماني من ســـعدى حســـاناً كأنـما
سقــتك بها ســعدى على ظمإ بردا
* قلمك لمن يرفع ريشته؟
* قلمي وإن شئت بلغة العصر «كيبوردي» أرفعه لكل قارئ ينشد الكلمة الصادقة، ولكل كاتب يؤمن أن الكلمة رسالة.
* ماذا تقرأ الآن؟
* رغم شح الوقت وكثرة «الخراش» على وقتي ووقت غيري أجاهد كي أقرأ خاصة بالسفر بين يدي الآن كتاب الصديق العزيز د. إبراهيم عبدالرحمن التركي «سيرة كرسي ثقافي»، حيث أستمتع بأناقة حرفه وتوهج ذكرياته.
* كتاب أعدت قراءته أكثر من مرة ولمن هو؟
* هناك كتب قرأتها أكثر من مرة، فبداية علاقتي مع الحرف المقروء، أعدت بعض قصص محمد عبدالحليم عبدالله برومانسيتها الجميلة: عذوبة وعذابا، وأعدت بالسنوات الأخيرة: مجموعة غازي القصيبي الشعرية وبعض كتب خالد محمد خالد التاريخية.
* كتاباتك مفعمة بالشاعرية فهل ضل الشاعر داخلك طريقه إلى الشعر؟
* كانت بداية دخولي عالم الصحافة: كتابات تأملية ووجدانية وبعض قصائد شعرية، ثم بدأت أراوح ما بين الكتابة على ورق الورد والتحبير بمطرقة النقد!
* ماذا قدمت مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية بوصفك عضواً وأميناً عاماً لمجلس أمنائها؟
* قدمت الإيفاء والوفاء لعلامة نذر عمره – رحمه الله- لخدمة ثقافتنا وتراثنا فهي مكون فاعل بمشهدنا الثقافي سواء المنبري أم الطباعي أم البحثي عبر ندواتها ومطبوعاتها ومناشطها ومشاركاتها وحفاظها على تراث العرب وإرث الراحل.
* حدثنا عن علاقة الملك سلمان بهذه المؤسسة وبالعلامة حمد الجاسر؟
* الملك سلمان هو قمة الوفاء لهذه المؤسسة، فهو من بارك ودعم قيامها ورأس أول اجتماع لتأسيسها، ثم واصل وفاءه برئاسته الفخرية لها وترأس مجلس أمنائها، أما علاقته بالشيخ الجاسر – رحمه الله- فهو لا يفتأ كلما رأس أو جاء ذكر المؤرخ الجاسر إلا ويطريه ويثمّن ما قدمه لتاريخنا وتراثنا ويشير بامتنان إلى استفادته – حفظه الله- من الراحل فيما يتعلق بتاريخنا السعودي.
* ما آخر ما تقوم به قبل أن تخلد إلى النوم؟
* قراءة أحياناً وكتابة تأملية حيناً وسفر بعيون الليل آونة.
* نحن مجتمع مسكون بالتوجس والارتياب.. ما سبب ذلك برأيك؟
* لا أحب التعميم.. بعضنا مسكون فعلًا بالتوجس والارتياب من أي خطاب، سواء كان خطاباً يحفز على الأصالة والقيم أم خطاباً تنويرياً لمواكبة إيقاع العصر.
* كيف تقرأ الأحداث في عالمنا العربي حالياً؟
* أقرأها وقلبي يتشظى شجناً: ولم لا، فمفردات عالمنا العربي الأوفر حضوراً: حرب وحراب، ودماء ودموع ويتامى وثكلى و«يا عين هلي صَافي الدمع هلّيه».
* وكيف ترى المستقبل استناداً إلى قراءتك لمعطيات الواقع؟
* أستشرف رغم ركام الظلام مستقبلًا محتشداً بالأمن والإنجاز والحب والجمال بإذن الله بعد أن ارتوت أمتنا دماء وفرقة وكراهية وحزناً.
* أيهما يشدك أكثر شاشة تلفاز أم صفحة كتاب؟
* لكل وقته.. ولكن وجدتني أخيراً كما تشدني صفحة الكتاب تغريني. شاشة الجهاز، والأهم سفر عيني سواء على «جمل كتاب أم طائرة جهاز».
* بتويتر خصوصاً لك نشاط ملحوظ، ما رسالتك عندما دخلت هذا العالم الفضائي؟
* رسالتي كما كتبت بالتعريف «البايو»
«زرع تغريداتي نغماً ينبت المحبة لا لغماً يبث الكراهية».
* كيف تتحاور مع المختلفين معك بوسائط التواصل؟
* بدءاً أنا أسعد والله بالمثقفين والمختلفين فيما أطرحه فما أنا نبي معصوم لكن شرط أن يلتزم المختلف بأخلاقيات الحوار بعيداً عن بذيء القول.
* كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
* علاقة جميلة وجدت فيها فضاء رحباً وتحديداً «تويتر» ألفيته «عشاً» أطرح فيه تغريداتي ومقالاتي ولقاءاتي وألاقي الصدى الناجز اتفاقاً واختلافاً.
* باختصار: كيف نقضي على قضية العصر «التطرف»؟
* بالمزيد من الوعي، وبلورة سماحة الإسلام الذي يدعو إلى التسامح وقبول الآخر.
* بيت شعر تردده دائماً؟
* لغازي القصيبي:
يا أعز الناس همي ثقيل
هل بعيــنيك مرتع ومقيل
* هل مر خطاب الكراهية على شاشة قلبك؟
* لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفســي من هم العـداوات
* في رسائل قصيرة ماذا تقول لهؤلاء؟
* د.عبدالله الجاسر:
* يؤمل بك المشاهدون لقنواتنا تطويرها وزيادة جرعات طرحها وملامستها قضايا الوطن بوعي واعتدال.
* الأستاذ محمد الأحيدب:
* كاتب تقرأ الصدق في كتاباته والغيرة على دينه ووطنه.
* الأستاذ خالد السليمان:
* يجمع بين القدرة على تناول ما يهم المواطن باختزال وأسلوب مشوق ووطنية متوهجة.
* الدكتور حمد المانع:
* ذهبت عن مكانك وكرسيك وبقيت مكانتك وأعمالك.
* الأستاذ منصور الخضيري:
* هو توأم روح وصديق عمر أكرمه الله بأخلاق الكرام وشيمة الوفاء.