الكتاب: نشر ضوئه بين مؤسسة البريد ووزارة الثقافة
الثقافة ليست متعة فقط ولكنها خطاب وعي يتماهى مع الإنسان ومع تنمية وطنه ومع تقديم منجز انسانه للآخر.
وما يبهج لدينا تنامي الحراك الثقافي ومن أبرز معالمه حركة النشر والتأليف لكن مما يواجه المؤلفين صعوبة توزيع الكتاب بالمكتبات من جانب وارتفاع سعر تكلفة إرساله بالبريد من جانب آخر مما لا يشجع على انتشار شمس الثقافة فإرسال كتاب بالبريد يكلف ثلاثة أضعاف قيمة طباعته وأكثر، فكتاب يكلف 10ريالات يتطلب إرساله 38ريالاً والمؤلف يرسله إهداء وليس بيعاً ويصعب على كثير من المؤلفين تحمل ذلك.
هذا الارتفاع الذي يحد من توزيع منبع المعرفة «الكتاب الورقي» وهو أي» الورقي» حتى الآن هو الأوفر إقبالاً والأكثر تحفيزاً على القراءة من الكتاب الرقمي الذي يجلب الملل حين القراءة عبره.
هذا وكنت كتبت خطاباً خاصاً حول هذه القضية لرئيس مؤسسة البريد ولكن مع الأسف لم أجد منه أي رد وليس بالضرورة تحقيق المقترح الذي أرسلته إليه ولم أعتد ولله الحمد إلا التجاوب من المسؤولين مع ما أتناوله من مقترحات وقضايا سواء ما أبعثه شخصيا أو أنشره والتي أهدف منها خدمة الوطن والمواطن بطرح موضوعي بناء وقد أشرت بمقالي السابق: «النقد الموضوعي وتجاوب المسؤولين» إلى التجاوب منهم بدءا من أمراء المناطق وأكثر من عشرة وزراء متجاوبين ذكرتهم.
إعلان
ولذا حين لم يأت رد من البريد كان الخيار نشر مقالي هذا الموجه إلى مؤسسة البريد بمقترح تعامل المؤسسة مع الكِتَاب معاملة «رحيمة» فهو ليس له مردود ربحي على مؤلفه، بل هو يطبعه على حسابه وقبلها يدفع له من فكره وجهده ووقته ويرسله بالبريد إهداء إسهاماً منه بنشر المعرفة ونشر العطاء الثقافي وبلورة عطاء الإنسان السعودي أمام الآخرين.
أخيراً أتوجه إلى وزارة الثقافة راعية الكتاب والمعنية بالثقافة أن تساند المؤلفين بالاتفاق مع مؤسسة البريد بأن يتم التعامل مع الكتاب بوصفه أداة وعي وتثقيف تماما مثل ما تعامل المؤسسات الخيرية والاجتماعية فضلا أن في الإرسال عبر البريد دخلا للمؤسسة وهي متوجهة للتخصيص ناهيكم عن المنافسة مع شركات النقل البريدي الخاص فلتجعل مؤسسة البريد «سمننا في دقيقنا».
* * *
=2=
آخر الجداول
*لأنتٍ الجمال.
*مقطع عذب للشاعر محمد جبر الحربي من مجموعته الشعرية:
*لَأَنْتِ الْجَمَالُ مِنَ الْفَجْرِ
حَتّى طُلُوعِ النَّهارْ.
جَمَالٌ تَفَتّقَ مِنْ أَسْوَدِ الْكُحْلِ، وَالْكُحْلُ مَالْ.
يُسَائِلُ أطفالَ حَارَتِنا كَيْفَ عِطْرُ الصَّبَاحِ..؟!
وَكَيْفَ الجَمَالْ..؟!
أمِنْ عَسَلٍ كَاشْتِعَالِ الطُّفُولَةِ يَا طِفْلَةً مِنْ خَيَالْ..؟
وَهَلْ يُشْبِهُ الطِّفْلُ فِيكِ سِوَى مَا تُغَنِّي الحُقُولُ..
وَأنتِ الضُّحَى وَالظِّلالْ
🍃صحيفة الجزيرة