حمد الجاسر ووفاؤه لزوجته
🌿كان وفاء العلامة المؤرخ حمد الجاسر أنموذجا يحتذى لزوجته با فخره بأنها كانت وراء ما أنجزه
وذلك فيما كتبه في ذكرياته التي نشرها في ((المجلة العربية)) عدد ربيع الآخر 1414هـ الحلقة (239) في سلسلة ذكرياته وسوانحه: ((ويقتضي الوفاء، أن أعترف بما كان لزوجتي أم محمد العنقري من جهود كان لها أعمق الأثر في اجتياز أبنائها وبناتها مراحل دراستهم بطريقة مرضية، ولما لها من آراء سديدة، ونظرات صائبة، وعزيمة قوية في حسن توجيههم، وفي تربيتهم تربية مثالية، مع العناية التامة بجميع أحوالهم في البيت وفي المدرسة، وبذلك أتاحت لي من الاستقرار والانصراف للعمل المثمر أطول فترة من الزمن عشتها، إذ كفتني الاشتغال بما أنا مطالب به من تفقد أحوال الأولاد في مسيرتهم الدراسية، وجميع شؤون البيت))، ويضيف بثقة لم يمنعه كبرياء الرجل – كما يمنع العادي من الرجال– أن يقول بكل نبل: ((وأصبحت متفرغاً مُدة استطعت خلالها أن أنشئ (دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر) وأن أصدر فيما بعد – مجلة العرب – وكان لذلك التفرغ الذهني والاستقرار النفسي أثرهما في تقديم ما استطعت تقديمه خلال ما ينشر في ((مجلة العرب)) وما تصدره ((دار اليمامة)) مما ألفته أو حققته من كتب، مما يُعدُّ أهم ما استطعت تقديمه في حياتي، ولتلك الزوجة الوفية في كل ذلك فضلها الذي لا ينسى، حيث لم تقف عند حد عنايتها بجميع أحوال أبنائها، ورعاية شؤون بيتها، بل أضفت على قلب زوجها من الراحة ما مهد أمامه السبل ليبذل ما يستطيع بذله فيما اتجه لـه من عمل نافع)).