مقدمة عن عنيزة وتلك الأيام
حمد بن عبدالله القاضي
لمناسبة مقدمة مشاركة لي في عنيزة
مقدمة عن عنيزة وتلك الأيام
🌴 أهلا بكم بديرتي عنيزة
🌱 اسمحوا لي بدأً أن أرحل بكم وببضع دقائق من ووقتي مع ذكريات أُروي بشهدها قلبي كلما زرت عنيزة التي عشت فيها سنوات عذبة مطلع عمري حين كنت لا أدري أو بالأحرى لا أعبأ. هل الدنيا تدور بأهلها او لا تدور
مغانٍ هي التاريخ والعمر والهوى !
وحسبها وشما بصدري أن فيها قبرَ أبي رحمه الله وقبر أمي التي أَودعت قلبي بجانب قبرها تغشّتها رحمة ربي
لازلت أتذكر..!
ذلك البيت الطيني الذي عشت فيه بصباي وبعضاً من شبابي.
أستذكر تلك المدرسة الابتدائية التي قضيت فيها – مع أترابي- سنوات من أندى سنوات عمري.
أستعيد (سوق المسوكف) بشكله القديم الذي كم مشيت فيه والشويرع الصغير الذي يطل عليه بيت أهلي: وكم لعبت فيه.. وركضت وضحكت حتى خلت أنه ليس للشجن وجود في هذه الدنيا..!
🌱🌱🌱
الله..
يا تلك الأيام..
إنها أندى أيام العمر وأبهاها..
الله..
ففي تلك السنون..!
ذكريات وبكارة آمال لا يقدر الزمن على ” فرمتتها“
كانت أجمل مما أظن وأحلى مما أتوقع.
كيف رحلت معالمها من خاطري؟
وكيف غابت عن صفحة عيني وتوارتِ خلف غيوم الحاضر..!
لرسومها وآثارها المادية اختفت .. وقضى عليها معول المدينة أو التطور أو الحضارة.. سمه ما شئت.!
رحلت رسوما وأشكالا لكنها باقية وشوما بخافقي فلم تغب
وكيف تغيب ضحكاتٍ وبراءة وحبورا
لكم ظللت أستعيد وأتغنى بقصيدة الشاعر المرحوم عبدالعزيز المسلم عندما زار مدينته ومدينتنا الوادعة (عنيزة) ووجد بيته الطيني قد هُد، وسوقه المسقوف قد صار شارعاً، ومدرسته بجدرانها البسيطة أضحت غابة من الأسمنت..!
لقد أرسل دمعه وأنشد قلبه قصيدة مؤثرة.. يقول فيها:
مغاني الصَبا تهوي عليها المعاول
أضاق الفضا: حتى تراع الأوائل
أأنسى؟ ومن ينسى صباه حياته
ربيع الفتى ما عاشه وهو جاهل
فذي (قبة) كنا نلوذ بظلها
نناغي حصاها سقفها ونسائل
وذي (نخلة) كنا نطوف بجذعها
ونرشقها (النباط) وهي تغازل
وذا (مجلس) طافت به أمسياتنا
روافل من أعراسنا وحوافل
وذا (مسجد) ضجت به نغماتنا
بآي المثاني صاخبات رواتل
وذي (دارنا) ذات الشموخ جدارها
يحاكي رفيعات الذرى ويطاول
مغان هي التاريخ والعمر والهوى
أفي غمضة تقضي عليها المعاول؟
لك الله يا تلك المتسربلة بفجر العمر ووهج البدايات
حمد القاضي