عروس الغضا
للشاعر الكبير أحمد الصالح – مسافر رحمه الله
**بمناسبة اختيار مدينة عنيزة الأولى عربيًّا (مدينة الإنسانية).
ماذا أُحدِّثُ عنك من لغةِ الهوى
أنت المعين ألذ ما نتساقى
ماذا أقول وقد تنامى في دمي
نبضُ الهوى لمليحتي دفَّاقا
والحبُّ نفث غرامه شوقًا لها
لعروسةٍ تستكملُ الأذواقا
فتلفتت عينايَ نحو فُتونها
فوجدتها أحلى الملاحِ مذاقا
هذي الجميلةُ ما ألذَّ وصالَها
لعنيزةٍ طاب الهوى وانساقا
في كلِّ شبرٍ من ثراك أماجدٌ
غرٌّ كرامٌ طيّبُوك خَلاقا
عانقتُ فيك كلَّ أحلام الصِّبا
وزها الشبابُ أحبةً ورفاقا
حتى أشاع الدفءَ بين جوانحي
وتلبَّس الأفكار والأخلاقا
اللهَ ما أحلاكِ ظلاً وارفاً
وصبيةً كم هِمْتُ فيك عِناقا
يحنو على كثبانها شجرُ الغضا
والعاشقون استلهموا الإشراقا
أنا يا عنيزةُ كلُّ أحلامي نمت
وعلى ثراك تَبرْعمت أوراقا
وقرأتُ فيك ملامحاً لرجولتي
ومشى الشبابُ فكنت لي الترياقا
نأت الليالي بي وأسلمني الهوى
شوقا إليك فأسبل الآماقا
هذا هوايَ الآن عاد يزورني
ويعيدُ لي شرخَ الصِّبا خلَّاقا
هامت به سنواتُ عمري فارتوت
والغصنُ أينعَ طلعُه غيداقا
هذا وأنتِ قصيدةٌ عربيةٌ
هامت بك الشعراءُ حسناً فاقا
كلُّ المعاني فيك لا أحصي لها
عداً، هواك المسكُ طاب وِراقا
هذي عنيزةُ في هواها أينعت
حِجَجُ الأحبةِ طيبُها قد لاقى
كلُّ القلوبِ لها مثاب محبةٍ
وعلى شذى أزهارِها نتلاقى
وإلى جمال نخيلها أنظارُنا
تجد البهاءَ تمتِّع الأحداقا
ألقيتُ نحو فتونها لي صبوةٌ
وأدمتُ في محرابها الإطراقا
وصبوتُ فيها وارتويتُ بمائِها
ونهلتُ حباً لا يخافُ فِراقا
وتلفتت عيناي نحو أحبةٍ
هم قُرّةٌ لي طيَّبوا الأعراقا
هذي ركابهمُ تنادوا رغبةً
وإلى عنيزة جاوزوا الآفاقا
حبٌ ونخوةُ ماجدٍ وتراحم
ما قارفوا زُورا ولات نفاقا
هذي عنيزةُ لا تسل عن حبها
قلبي بها يستعجلُ الأشواقا
هذا أنا وحبيبتي أنشودة
غنت زمان الوصل حيت أفاقا
عمرٌ مضي وأبى مُعلِّمُ نشئها
والأرضُ والأحبابُ حيث تلاقى
حبٌّ لها وشباب للعلم اجتبوا
هدياً دروبُ العلم فزن سباقا
وإلى نمير النبع صافٍ مورداً
رَوَّى العقول وكَرَّمَ الحذاقا
عذراً فقد طافت بي الذكرى على
زمنٍ تنامى في العروق وشاقا
ذكرى الأحبةِ كم يُلحُّ نداؤُها
همساً وجهراً وثَّق الميثاقا
أنا يا عنيزةُ في هواك قصيدةٌ
غنيتها زمنَ الهوى الحرَّاقا
فتفجرت كل المعاني في دمي
والحبُّ فيها أنهلَ المشتاقا
قد كنت أقرأ ذكرياتي عندها
فاستوحشت مُلحُ الهوى الأوراقا
الحبُّ في كثبانها وجبالها
ونما بكلِّ حقولها فتلاقى
حسنُ الطبيعةِ زاهياً بربيعها
والحسنُ فيمن طيَّبُوا الأخلاقا
أَلْقُوا لها صدرَ المحبة والندى
تُعلُون صرحا شامخا عملاقا
في كلِّ ميدانٍ أقيموا مشهدا
وابنوا مشاريعَ النماءِ صداقا
عذراً إذا أزفَ الفراقُ فإنّ لي
عوداً بإذن اللهِ ليس فراقا
■جريدة الجزيرة■