كلمة معالي د. غازي القصيبي في مجلس الشورى
قدر هذه الوزارة أن تواجه إصلاح سوق العمل، وتواجه إصلاح سوق البطالة
هذه الكلمة التي ألقاها معالي د. غازي القصيبي وزير العمل رحمه الله عندما جاء لمجلس الشورى وألقاها أمام الأعضاء في 23/9/1429هـ، وهي كلمة بالغة التأثير في صدقها ووطنيتها.
***
أشكر لكم دعوتكم الكريمة التي أتاحت لنا أنا وزملائي أن نسعد بلقائكم هذا الصباح، واللقاء فرصة سانحة أنتهزها لأجدد تقديري وعرفاني لمجلسكم الموقر على ما طوق عنق وزارة العمل من افضال بدأ بقرار إنشاء الوزارة نفسها، مروراً بالجهد الكبير بدراسة نظام العمل وإنجازه وبقراركم الرائد لتخصيص ألف ريال من رسوم الاستقدام لصندوق تنمية الموارد البشرية، الأمر الذي أتاح للصندوق كما يقول الأصوليون في الولايات المتحدة الأمريكية أن يولد ولادة جديدة على نحو ستظهر أثاره للجميع قريباً – بإذن الله-، وهذا كله عبر قرارات وتوصيات من مجلسكم تتجد لا أحصيها ولا أنسى ما فيها من مؤازرة ودعم، وفي الحديث “لا يشكر الله من لا يشكر الناس”.
أيها الزملاء الكرام: إن قدر هذه الوزارة أن تواجه إصلاح سوق العمل، وتواجه إصلاح سوق البطالة، وإصلاح أوضاع التدريب، وإصلاح أمور الإستقدام، وإن قال لكم أحد أن الإصلاح عملية ممكن أن تتم بدون ألم فلا تصدقوه، ويعلم الله ما أصابني من ألم أحتسبه عند الله، وأنا أجيئكم اليوم ولسان حالي يردد:
لابد من شكوى إلى ذي مرؤءة … يواسيك أويسليك أو يتوجع.
أيها الزملاء الكرام، كنت قد نمقت مقدمة طويلة كثيرة الشؤون والشجون، ثم تذكرت أن الوقت المتاح لمداخلاتكم وأسئلتكم محسوب بميزان الذهب في دقائق معدودة، فآثرت ألا أستسني نفسي من هذا المبدأ، وان أترك المجال الأرجب لما سأسمعه منكم وقد جئنا هنا، زملائي وأنا، لا لكي نعلم بل لكي نتعلم، وجئنا لنستمع بقدر ما نتكلم، إلا أن الكلام الذي كنت حبرته تحبيراً يمكن إيجازه في كلمات قليلة، مأساة وزارة العمل مع السعودة أنها توظف من لا يرغب في الوظيفة عند من لا يرغب في توظيفه، ومأساة وزارة العمل في الاستقدام أنها تحول بين مستميت في الوظيفة ومستميت في توظيفه.
كنت قد قرأت في بعض الصحف وعداً أو وعيداً بلقاء ساخن جداً هذا الصباح، وأحب أن أقول لكم أني أستجم من نوبة برد شديدة، فلعل في سخونة الأسئلة ما يساعد –بإذن الله- على الشفاء، على أنني أود أن أذكركم أنه إذا ازدادت البرودة تخشبت الأعضاء وجمد الدم في العروق، أما إذا إزدادت الحرارة، فقد يعقبها الحمى والهذيان لا سمح الله، وخير الأمور في هذ الأمر كما في الأمور كلها الوسط، أشكركم وأعيد زمام هذه الجلسة إلى يدي معالي رئيس المجلس الأمينتين.