حمد القاضي لـ عكاظ؛ أبحث عن إمرأة بلا أسنان: لا تفارق ذهنه ويخشى عليها من “الغدر”
سامي صالح التتر – جدة
* منذ متى وأنت حمد القاضي الذي نعرفه ؟
منذ صرخة الولادة وحتى سكرة الموت أنا حمد القاضي.
* من أي البواب دخلت بلاط صاحبة الجلالة ؟
من باب الأدب دخلت إلى عالم الصحافة، لكن وهج الصحافة أخرجني من جنة الأدب إلى جحيمها.
* ارتبط القاضي "بالعربية" و"العربية" بالقاضي، كارتباط التوأم السيامي.. فكيف تمت عملية الفصل؟
تمت بشكل عادي، فقد أمضيت فيها سنوات طويلة وأعطيتها ما قدرت عليه، فكان أن ودعتها إلى فضاء ثقافي آخر.
* ماذا نقشت على صفحات "المجلة العربية" قبل مغادرتك لها؟
أسأل قرًاء، وقارئات "المجلة العربية"، حسبي أنني اجتهدت في ما قدمته أداء للأمانة وحرصاً على ما يثري القرّاء، ويضيف إلى ثقافة وطني.
* يُقال إن "خلف كل عظيم امرأة"، فهل تكمل العبارة؟
لولاها ما كنت أنت، ولا كنت أنا في هذا الوجود نتحاور الآن.
* أي النساء تحرق أغصانها؟
النساء يجعلن الأغصان تورق في الوجدان ولا يحرقنها.
* هل وجدت المرأة التي تجسد حلمك؟
وجدت شيئاً من الحنان الذي فقدته بعد رحيل والدتي يرحمها الله, لكن لا يمكن أن يوجد كل ما يعوض حنان الأم وتضحياتها.
* هل تشبيه الوطن بالمرأة صحيح؟
إن لم تكن المرأة وطناً بعطائها وحضنها الدافئ، فمن تكون؟
* هل ما زلت عند قولك: "لو لم أكن كاتباً، لتمنيت أن أكون بائع عطور"؟
نعم, وسأظل كذلك, فناشر عطر الحرف تماماً هو كباعث أريج العطر.
* الأندية الأدبية، كيف هي بورصتها؟
أستشرف أن تتجه بوصلتها نحو كافة الأطياف ونحو كل ما يتطلع إليه المثقفون وشرائح المجتمع.
* مًن من كتّابنا يحتل مكانً بارزاً داخل إطار الإبداع؟
كل كاتب وكاتبة يثري عقلي بمضمون عطائه ويطرب قلبي بجميل أسلوبه.
* وكاتبة استطاعت أن تشق لنفسها ساحة للحديث بين الفحول؟
ليست كاتبة، بل عشرات تفوق حبر حرفهن إبداعاً ونقداً ورؤية على قامات المئات من فحول الرجال.
* أمسّ ليس لنا، وغداً ربما لا يأتي، ماذا ستفعل باليوم؟
"قد يكون الغيب حلواً
انما الحاضـــر أحــلى"
* متى بدأت علاقتك بالكلمة، وما أول مقال كتبته؟
منذ أحسست بالحياة وشعرت أن لديً شيئاً أريد أن أقوله للناس، وكانت بداية كتابتي رومانسية فيها ظمأ للحنان، ريما بسبب فقدي لوالدتي، أما أول مقال نشرته فهو مقال ذو فكرة بسيطة عنوانه "النجاح وليد العمل والكفاح".
* بيت شعر تردده؟
هي أبيات كثيرة حسب الموقف والظرف، ففي التعامل مع الناس قول زهير:
"ومَن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنـــسم"
وفي الوجدانيات قول جميل:
"نحن قوم تذيبنا الأعين النجًل غير أنا نذيب الحديداً"
* لقد جمع الشاعر في هذا البيت الأخًاذ بين القوة والرقة كما يقول النقاد. هل تعتز بشيء كُتب عنك؟
يسعدني – كأي إنسان – ما يُكتب عني، وأعتز به، لكن أكثر ما أعتز به: ما كتبه عني والدي الشيخ حمد الجاسر – يرحمه الله – تحت عنوان "ابني القاضي بعطائه ووفائه"، وما كتبه عني الدكتور عبدالعزيز الخويطر تحت عنوان "لسان عف وقلم نزيه".
* من الكاتب الذي يشدّك؟
مَن يجعل الحق هدفاً، والصدق مركباً، ويبقى ملتزماً بثوابت أمته ووطنه عقيدة وإنساناً.
* ما حجم الكراهية في فضاءات نفسك؟
"لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من همّ العداوات"
* قصة وفاء مرّت عليك لا تزال عالقة في ذهنك؟
قصة نائلة زوجة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما هشّمت أسنانها بعد وفاة عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكي تتشوه ولا يتزوجها أحد وفاء لزوجها قائلة رضي الله عنها: "والله لا يجلس مني أحد مجلس عثمان".
يا للوفاء.. أينهُ من وفاء الرجال والنساء في عصر عولمة الغدر؟!.
* هل تتعامل مع الصبر؟
نعم، وفي كثير من الأحيان.. ومن دون الصبر كيف نواجه الحياة, ونعانق الطموح، حتى الماء – كما يقولون – عندما تصبر عليه تستطيع حمله بالمنخل عندما يتجمد.
* ماذا يلفت نظرك في المرأة؟
أنوثتها مظهراً، وثقافتها مخبراً.
* ماذا عن الحب؟
"وإن الكـــونً لولا الحب قفر
وإن لم نسْتمع صوت النواح"
* مدينة تحب أن تزورها؟
مكة المكرمة لراحة الروح، وعنيزة لذكريات الصبا، والقاهرة لنوافذ الثقافة.
* مبداً تؤمن به؟
"فاغرس من الفعل الجميل فضائلا
فــإذا ذهـــبـــت فإنـــها لا تـذهـــب"
* كان لك برنامج تلفزيوني شهير اسمه"رحلة الكلمة"، لماذا توقفت عن مواصلة الرحلة المرئية عبر هذا البرنامج؟
بسبب انشغالي في الفترة الأخيرة، وبخاصة بعد تشرفي بعضوية مجلس الشورى.
* ما اللون الذي تفضله؟
في مسألة الكتابة تحديداً أحب الكتابة باللون الأخضر، لأنه لون سنابل العشب وفضاءات الفأل وبراءات الأطفال وأتشرف أن يستمد حرفي شيئاً من ذلك، أما في المجالات الأخرى فكل مجال أحب لوناً معيناً، سواء كان سيارة أو منزلاً.
* رسائل موجهة