يا أعزّ النساء
د. غازي القصيبي
[قصيدة " يا أعزّ النساء " هي أغلى قصيدة لديّ حيث يمتزج ويندمج فيها الهم العاطفي في التأمل الشفاف في مسيرة حياته مع الهم القومي:
غازي
●●●
يا أعز النساء.. همي ثقيل
هل بعينيك مرتع ومقيل؟
هل بعينيك حين أوي لعينيك–
مروج خضر وظل ظليل؟
هل لعينيك بعد زمجرة القفر غدير
وخيمة ونخيل؟
يا أعز النساء!جئتك حيران
فأين الحادي وأين الدليل؟
يا أعز النساء! جئتك ظماّن
فأين الأكواب والسلسبيل؟
يا أعز النساء جئت حصانا
مثخنا هده السباق الطويل
●●●
وتساءلتِ ما دهاكَ حبيبي؟
وطواني الشذا وغنى الهديل
اتركِ الجَرح لحظة يتكلم
ربّ جَرح يطيب حين يقول
وإذا ما صمتّ عذّبني الصمت
وهل تهجر البكاء ثكول
●●●
يا أعز النساء! سِفْر شقائي
كل سطرٍ فيهِ حسامٌ صقيل
يا أعز النساء! أين مضى الطفل
وأين ابتسامه المعسول؟
أين ولتّ براءتي؟أين طهري؟
أين غاب الفتى العفيف الخجول
كبر الطفل شيّبته لياليه
وعرته من صباه الفصول
قبضة الأربعين تهصر روحي
فأحاسيسي العذارى كهول
لم تعد ثمّ شعلةّ من حماس
سُكبَ الزيت واستراح الفتيل
يا أعز النساء!
أخشى على قلبي من المجد إنما المجد غول
تأكل الرفقُ والسماحة والطيبة فالقلب وحشة وطلول
والطموح الذي يغني له الناس سراب ما بُلّ منه غليل
والمعالي وإن أحاطت بها الأشواق وهم له تُدقّ الطبول
فبريق الثراء ليس يطول
وبريق الأمجاد حال تحول
قدري ما صنعته باختياري
قدري صاغه العلي الجلي