من أجل يارا
د. غازي القصيبي
لهذه القصيدة قصة بالغة التأثير فقد سألت طفلة الشاعر "الوزير" يارا لم لا نراك كثيراً؟ لم لا تلعب معنا؟ فأجابها بهذه القصيدة التي جسد فيها انتصار هَم وطنه على الجلوس مع طفلته.
((أبـي! ألا تصــحبنا؟ إنني
أود أن تصــــــحبنا… يا أبي!))
وانـطلقت من فـــــمها آهة
حطت على الجرح.. و لم تذهب
وأومضت في عينها دمـعة
مالت على الخد.. و لم تـــسكب
وعاتبتني – كبرت دميتي –
وهي التي من قــــبل لم تـــعتب
((أهـــكذا تـهجرنا يا أبـي
لزحــــمة الشــغل وللمــكتب؟))
* * *
يا أجمل الحلوات.. يا واحتي
عبر صحاري الظــــمأ الملهب
أبوك مذ أظـــلم فـجر النـوى
يعيش بين الصـــل و العــقرب
يضحك.. لو تدرين كم ضحكة
تنبع من قــلب الأسـى المـتعب
يلعب.. و الأحزان في نفسه
كحـشرجـات المــوت لـم تلـعب
يود لولا الكبــــــــر لو أنه
أجهش لما غبت… لا تذهــبي!
***
يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي
يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي
أبوك في المكتـــب لما يزل
يهفو إلى الطــيب و الأطيــــب
يصنع حلما: خير أحلامــه
أن يسعد الأطفال في الملعــــب
من أجل يارا و رفيقاتهـــــــا
أولع بالشغـــــل… فلا تغضبي