رفقا بها
جورج صيدح
كان الطبيب يعمل مشرطه في أحشاء ابنة الشاعر لانتزاع الزائدة منها فكانت هذه القصيدة خلال إجراء العملية:
(( رفقــاً بهــا يـــا مبضـــــع الجـرّاح
أدميـت قلـب الوالــد المـلتــــــــاح
إن زدت إيلاماً فضحــت تجلّــــُدي
وجمعت بين صياحهـا وصيـاحــي
والله لــو أطلقتُ روحــي لارتمــت
تحت النّصـال، تصدّها بجراحـــي
* * *
هذي القطاة، قُصاصةُ من ريشهـا
تكفي إذا انتثرت لقـصّ جنـاحـــي
أنــا لا أحدّثـهــا بغــيـــر نــواظري
وبغيــر شــمّ عبيـرهــا الفــــــوّاح
ويْحي، دفعتُ إلى المشــارط فلـذةً
كنتُ الضّنين بهــا علــى الأريــاح
صُرِعَـتْ مـن الآلام فـي غيبوبـــة
سكرت بها وأنا الصريعُ الصاحـي
* * *
قالــوا غلوتَ بحبّها، فأجبتُهـــــم:
ويل الشجـيّ مــن الخليّ اللاّحــي
النــوحُ إن يُثقلْ علــى أسمــاعكـم
صلّــواَ لأجل نجاتهــا، وصداحــي
هــي فرحــةُ للوالديــن وحيــدة
يتـــاَسيــان بهــا علـى الأتـــــراح
إن الذي أشفى على خوض الدّجى
مثلـي، لَيَقـدرِ قيمــة المـصبـــــاح
آمنتُ فـي علم الطبيب، وأنّ فــــي
جُـــرح الجســوم سلامــةَ الأرواح
ربّـــــــاه، سدّد كفّـــــــه وسلاحــه إ
أني طرحتُ علـى يديــه سلاحــــي ))
للشاعر: جورج صيدح