حوار في ملتقى المبتعثين هذا الوطن الأغلى كيف يكون انتماؤنا لـه ؟
حمد بن عبدالله القاضي
(2)
حوار في ملتقى المبتعثين هذا الوطن الأغلى كيف يكون انتماؤنا لـه؟
***
حمد بن عبدالله القاضي
عــضـو مـجـلـس الــشـورى السابق
أمين عام مجلس أمناء مؤسسة
الشيخ حمد الجاسر الثقافية
محاور المحاضرة
** توطئة:
* الأول: يدور حول العنوان الرئيسي لهذه الورقة: تمثيل الوطن الأغلى.
* والثاني: حول تشكيل الوعي نحو مواجهة الصعوبات وارتياد سبل النجاح.
** ولأبدأ بالمحور الأول:
* حديث عن الوطن:
** ماذا يعني أن ننتمي لوطن دستوره القرآن:
** وقفات قصيرة مع سماحة الإسلام:
1- الإسلام وثقافة التسامح .
2- الإسلام واحترام الإنسان .
3- فرية تهميش الإسلام للمرأة .
4- نماذج من سماحة علماء الإسلام .
5- الإسلام وترسيخ التعددية .
** وطن نفخر به:
* هذه البعثات الكبرى فوق (100) ألف طالب.
** هذا على المستوى المادي.
** أما على المستوى المعنوي والعالمي
** كيف نبني العلاقة مع الآخرين:
** المحور الثاني: تشكيل الوعي نحو مواجهة الصعوبات وارتياد سبل النجاح:
** النجاح توازن:
** ضرورة التخصص:
** النجاح هو التفرد:
** النجاح والخلطة السرية:
** النجاح تميز أو تفكير بالمقلوب:
بسم الله الرحمن الرحيم
** توطئة:
* عندما دعيت للمشاركة في الحديث إلى المرشحين والمرشحات للابتعاث في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي؛ إحترت عن أي موضوع أتحدث.. وطافت بذهني أطياف من الموضوعات فاخترت الحديث عن: كيفية تمثيل هذا الوطن الأجمل ، ولكي لا يكون حديثي مملا أو إنشائياً فسأحاول أن أعضد وأطري حديثي ببعض القصص الواقعية فهي التي تبقى في الذاكرة ، وسوف ينقسم حديثي إلى محورين:
* الأول: يدور حول العنوان الرئيسي لهذه الورقة: تمثيل الوطن الأغلى.
* والثاني: حول تشكيل الوعي نحو مواجهة الصعوبات وارتياد سبل النجاح.
** ولأبدأ بالمحور الأول:
** حديث عن الوطن:
* الإنسان يحب وطنه غزيرة.. فكيف عندما يكون الانتماء للوطن هو متنزل الوحي المباهي بوجود الحرمين الشريفين.
* الإنسان يقول أحد شعراء الوطن أ / سعد البواردي:
أحبك يا أرضـي ولست بخـيرهـا
ففي غيرك الأنهار والخصب والفن
ولكنـك الأبـهـى فأنت حـبـيبـتي
وأنتَ لي التاريخ والأهل والوطن
ومن يعشق التاريخ أهلاً وموطناً
يردّ ربيع الأرض لو أنه الثمن
فما بالكم إذا كان هذا الوطن هو المملكة العربية السعودية بكل ثرائها المعنوي وحضورها السياسي ونمائها الاقتصادي وأمنها المشهود.
** ماذا يعني أن ننتمي لوطن دستوره القرآن:
هذا الانتماء يحملنا مسؤولية جليلـة، لأننا لا نمثل أنفسنا بل نمثل سماحة إسلامنا.
إسلامنا الذي دعا إلى سعادة البشرية ونشر السلام في ربوع الأرض ، وإلى حسن التعامل مع الآخر بل والبر بـه مهما كان دينه { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [ سورة الممتحنة آية 8 ].
ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يقول: ((من آذى ذمياً فقد آذاني))، وحظ على حب الآخرين فرسول الإسلام يقول: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) وبلغت إنسانية الإسلام في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((في كل كبد رطبة أجر)). فضلاً عن أنه دين يعطي الحرية للناس حتى في المعتقد إيماناً منه بالتعددية { فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } [ سورة الكهف آية 29]
** وقفات قصيرة مع سماحة الإسلام:
1- الإسلام وثقافة التسامح:
2- الإسلام واحترام الإنسان:
3- فرية تهميش الإسلام للمرأة:
4- نماذج من سماحة علماء الإسلام:
5- الإسلام وترسيخ التعددية:
** وطن نفخر به:
* بعد كل ذلك يحق لنا أن نفخر ببلادنا عقيدة وكياناً وإنساناً وأن نكون الجديرين بتمثيلها وإعطاء أنصع الصور عنها فنحن نقدمها للآخرين: عقيدة متسامحة ومنجزات عملاقة، قيادة راشدة ومواطنين مسالمين صالحين إلا من شذّ والشاذّ لا حكم لـه – فهو موجود في كل أمة وملـة. فليكن تمثيلنا جميلاً لوطن يليق بنا وكما جعلت وزارة التعليم العالي هذا الشعار الصادق الجميل لمبتعثيها ومبتعثاتها ((خير سفير لخير وطن)).
إن وطننا هو الإنسان والتاريخ وليس البناء والمادة والنفط فقط إنه كما قال أحد أبنائه الشاعر الراحل غازي القصيبي – رحمه الله – :
نــفــط يـقــولـون عـن وطـــنـي
ما انصــــفوا وطـــني هو المــجد
هذا الوطن يحق لنا أن نفخر به لماذا ؟ إنه:
* على المستوى المادي حقق وطننا منجزات تنموية نباهي بها وأضرب مثلاً بالجامعات العملاقة.. وهي بإمكاناتها ومبانيها مدن كاملة يندر مثلها في العالم.
* لدينا كبريات الشركات العملاقة: سابك، أرامكو، شركة الاتصالات.
* لدينا جامعة الملك عبدالله التي تخاطب وتستشرف المستقبل.
** هذه البعثات الكبرى فوق (100) ألف طالب:
* مشروعات الإسكان، الطرق العظيمة، المستشفيات الراقية إلخ..
** هذا على المستوى المادي:
** أما على المستوى المعنوي والعالمي:
* المملكة لها حضورها السياسي والاقتصادي والدولي فهي عضو في كافة المؤسسات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، وهي أخيراً عضو في مجموعة العشرين.
* قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من دعا وتبنى حوار الثقافات والأديان، ليعم الحوار والسلام أرجاء العالم بديلاً عن الحروب والصراع.
* هي قطب العالم الإسلامي بوجود الحرمين الشريفين، ونشرفها بخدمتها والبذل عليها بسخاء توسعة وتطوير وخدمات متكاملـة للزوار والحجاج والمعتمرين.
** كيف نبني العلاقة مع الآخرين:
بناء العلاقة الجيدة هو مكسب لنا ومكسب لوطننا ولا يبني العلاقة سوى حسن التعامل.. لا تظن أن الآخر بحاجة إليك مادياً.. هو يريد منك الكلمة الطيبة، والتعامل المضيء، وأنت هنا تمثل دينك الذي يقول قرآنه: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} [سورة البقرة آية 83].
وقــولـه: {وَجَــادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [سورة النحل آية 125]. ويقول رسولـه صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة)) وتمثل وطنك الذي ينشد السلام ويدعو للحوار.
ولنؤمن أننا لا نستطيع أن نصل إلى أهدافنا إلا بالرفق واللين.. وهناك حكيم يقول: ((جربت اللين والسيف فوجدت اللين أقطع)).
والشاعر المجرب الآخر يقول:
وكن بلـبـلاً تحلو الــحـياة بـشـدوه
ولا تك مــــثل البــوم ينعق بالردى
فلنكن بلابل ننشر التغريد والنشيد والكلم الجميل.
أروي لكم حكاية واقعية قرأتها قبل فترة تؤكد أن اللطف هو الذي يجعلنا نعطي أنصع الصور عن ديننا ووطننا وذاتنا فضلاً عن هذا هو ما يوصلنا إلى أهدافنا : ((لقد كان هناك أحد الأطفال لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها .. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء. فحاول أن يخرجها فأبت ..ضربها بالعصا فلم تأبه به .. صرخ فيها فزادت تمنعا. فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق وقال له: ماذا بك يا بني ؟ فحكى له مشكلته مع السلحفاة، فابتسم الأب وقال لـه دعها وتعال معي. ثم أشعل الأب المدفأة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان .. ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء. فابتسم الأب لطفله وقال: يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك))، وقد أصاب هذا الحكيم وصدق.
***
** المحور الثاني: تشكيل الوعي نحو مواجهة الصعوبات وارتياد سبل النجاح:
هذا المحور لـه ارتباط قوي بالمحور الأول فوعينا بالمشكلات ومواجهتها هي ما يجعلنا نمثل وطننا على بصيرة وننتج ونحقق أهدافنا سواء في مسيرتنا العلمية أو العملية
** النجاح توازن:
أولى الخطوات أن نؤمن أن الحياة توازن بمعنى ألا يركز الإنسان على شيء ويترك آخر فمثلاً لا يركز على دراسته وينسى صحته، أو يهتم بنفسه ويتجاهل أسرته، وكل ما يستحق الاهتمام به وبغير هذا التوازن قد يحقق النجاح في شيء لكنه قد نخسر الأكثر والأهم، فالحياة انسجام والنجاح توازن، وأروي لكم قصة حقيقية ترسخ مبدأ أن أول طرق الحياة والفلاح هي إعطاء كل شيء ما يستحقه من اهتمام دون أن يطغى أمر على أمر وإلا فالمحصلة الفشل لا النجاح، وهذه القصة الحقيقية لصاحب قصر كبير اختار أحد الأشخاص مديراً لقصره لكن أراد اختباره قبل أن يلحقه بالعمل فطلب منه أن يطلع ويتجول على كافة غرف وصوالين وأفنية القصر ليتعرف عليه، وأعطاه إناء فيه قطرتان من الزيت وطلب أن يحمله وهو يتجول بالقصر وأن يحافظ على نقطتي الزيت لكيلا تنسكبا بالأرض وفعلاً بدأ هذا الشخص يدور قبل مباشرة العمل على القصر وقلبه وعينه على قطرتي الزيت، وعاد بعد الجولة والقطرتان في الإناء لم تنسكبا فسأله صاحب القصر: هل رأيت المكان الفلاني، هل رأيت بركة السباحة وهل وهل.. وكان الرجل يجيبه بلا كلما سأله واعتذر بأن تركيزه كان منصباً على قطرتي الزيت خشية السقوط، فقال لـه صاحب القصر الحكيم: أنت لا تصلح لإدارة القصر فأنا أريد مديراً لا يهمل شأناً في سبيل الاهتمام بشأن آخر، فالحياة – وليس هذا القصر فقط – لا يمكن أن ينجح الإنسان في دروبها إذا لم يعط الانتباه لكل شيء يمارسه في حياته.
** ضرورة التخصص:
* التخصص في علم بعد القناعة به هو أحد أسرار النجاح ليس في الدراسة فحسب بل بالوجود كلـه، إن الإنسان إذا وفقه الله في مجال دراسي أو عملي فإن عليه أن يستمر فيه مهما كان هذا التخصص وحتى لو واجهه بعض العناء ، فالمهم النجاح وهناك مثل بسيط وصادق يقول: ((بائع اللب الناجح خير من الطبيب الفاشل)) ومصداقاً لهذه الرؤية وكيلا يكون حديثي مثالياً؛ أروي لكم هذه القصة التي حصلت لمحدثكم: ((لقد كنت أنا وزميل لنا بعد تخرجنا من الجامعة ومباشرة عملنا الوظيفي وبعد حوالي سنة جاءنا عرض للانتقال إلى عمل آخر بإغراء مادي جيد وأنا ترددت بالانتقال، وصاحبي عزم وانتقل دون تبصر بالأمر من عمله إلى العمل الآخر ولم تمض مدة قصيرة إلا وهذا الصديق يندم، أما أنا فلم انتقل وكان السبب مقولـة مؤثرة قرأتها خلال دوامة التفكير هل انتقل أم لا ، لقد كنت أقرأ ذات ليلة كتاب ((رجال حول الرسول)) للمؤرخ الأديب خالد محمد خالد – رحمه الله -، وإذا بعبارة حكيمة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عثرت عليها كأنها فتحت كوة ضوء واطمئنان في وجداني: ((من بورك لـه في شيء فيلزمـه))، وأقفلت الكتاب ظللت أفكر: أنا مرتاح في عملي رغم أن دخلـه يقل عن العمل المعروض علي، وقد أنتقل إلى العمل الآخر ولا أجد الراحة والبركة فيه، لذا قررت البقاء في عملي ، وكان خيراً لي فقد تدرجت بالعمل الحكومي حتى وصلت إلى مرتبة عالية وتوليت إدارة عامة، أما صاحبي فقد كان تسرعه وعدم تدبره للأمر ندم على انتقالـه، وحاول العودة إلى عملـه السابق وعندما عاد فاتته الترقية انظروا وانظرن إلى من حولكم تجدوا أن الذين نجحوا هم الذين ركزوا على ميدان معين، وأقرب مثال على ذلك رجال الأعمال، فالذين عملوا وجدوا في نوع محدد من الأعمال نجحوا وتفوقوا والذي ينتقلون من ميدان تجاري إلى ميدان تجاري آخر ربما ليس لهم خبرة فيه فهم مثل الواحد تاجر مواد غذائية ثم ينتقل بكليته وبكل رأس مالـه إلى ميدان العقار أو الأسهم إننا نجد أن هؤلاء يمنون بخسائر كبيرة بعضهم أدى به إلى الإفلاس وكذا الشأن في الميدان الدراسي، فالذين ينتقلون من تخصص إلى تخصص فهم يضيعون سنوات من عمرهم بل قد يفشلون في تحقيق طموحهم دون دراسة وتدقيق من مجال إلى مجال هم في الغالب يخسرون ولا يربحون.
** النجاح هو التفرد:
* النجاح على صعوبته قد يتحقق لكن النجاح نسبي.. النجاح الأغلى أو ما يمكن أن نسميه ((التفوق)) يكون بالتميز والطموح فهذا هو النجاح الأكبر والأبقى!.
إن الطالب عندما يبذل بعض الجهد يحقق النجاح، لكن الأروع أن يجد ويتعب أكثر ليحقق التفوق على غيره، ومن يدخل ((السباق)) ويسبق يعد من السباقين، لكن الأعظم أن تسبق الآخرين.
إن أهم مدماك لهذا النجاح المتميز هو ((الطموح)) المبني على قدرات الإنسان وإمكاناته وهو لا يتقاطع مع التأمل وحساب الخسائر، وفي ثقافتنا الإسلامية: الطموح للأعلى مطلوب ومشروع في شؤون الدنيا والآخرة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سألت الله الجنة فأسأله الفردوس الأعلى فيها)) وهذا هو الذي يسمى ((الطموح)) في مسألة النجاح.. بل هذا هو الخيار الأجمل الذي يخضِّب حياة الإنسان بالكثير من السعادة والوافر من العطاء لـه وغيره.
** النجاح والخلطة السرية:
* في تقديري ليس هناك عامل واحد يؤدي إلى النجاح، لكن هناك العديد من العوامل التي تشكل ما يمكن أن يسمى ((الخلطة السرية)) النجاح.
وإذا توفرت الأسباب سواء كانت معنوية أو مادية فإنها هي التي تجعل المرء أو المرأة يقفان على مشارف النجاح.
والإرادة وحدها لا توصّل إلى ميناء الفلاح.. والجدية لا تسير بصاحبها بمفردها إلى عوالم النجاح.
لكن ما يقود إلى النجاح: عندما تجتمع كل هذه الأسباب ولا يرتهن الإنسان إلى واحد منها أو يراهن على أحدها!.
إن هذه العوامل إذا ما التقت وتظافرت وصاحبها قبل ذلك وبعده – إيمان راسخ بالله سبحانه – هي ما ييسر طرق النجاح ويوصل إلى ضفته.
إن النجاح إرادة وإدارة معاً..عندها يسير الإنسان وهو معتمر عقال الثقة أو فستانها إن كان امرأة فيكون الأجدر باحتضان نياشين الفوز سواء كان مادياً أو معنوياً.
هذه هي خلطة النجاح السرية أو العلنية – إن كان للنجاح خلطة – وأي فقد لشيء منها أو عدم توفير لشيء من مقاديرها يعني السقوط في دائرة الفشل.
** النجاح تميز أو تفكير بالمقلوب:
—النجاح – كما قال أحد رجال الأعمال الناجحين –: ((أن تفكر في غير المقلّد أو العادي أو النمطي.. أن تخالف ولا تقلد ، وأن تقدم ولكن باتزان)).
لقد قرأت رؤية إبداعية لمسألة النجاح تسمى ((التفكير بالمقلوب)) ونشرها د/ خالد المنيف بصحيفة ((الجزيرة)) .. تقول الرؤية: ((يشكو الكثير من الناس من عدم استطاعتهم الإتيان بأفكار جديدة وإن كانوا يقضون فترة من الوقت مفكرين إلا أن الأفكار الجديدة لا تأتيهم وما ذلك إلا لنقص ممارستهم للتفكير الإبداعي الذي تتعدد طرقه التي من أهمها ((التفكير بالمقلوب)) أي نفكر بالعكس ومن أمثلة ذلك أولئك الذين قدموا أفكار مبتكرة فأقدموا عليها ونجحوا فيها ونالوا براءة اختراعها.
1- فهذا الذي ابتكر ((الشاي البارد)) فكر وسأل نفسه لماذا فقط ((الشاي الساخن)) ففكر بشاي يصنع ويباع بارداً، وقد نجحت الفكرة المقلوبة وحقق قالبها أو مبتكرها دخلاً كبيراً.
2- وهذا الذي فكر بالقلم لماذا الأحبار خارج الأقلام ((المحبرة)) فرأى أن يجعل الحبر داخل الأقلام، وحقق ذلك واختفت المحبرة وظل استخدام القلم ميسراً لوجود الحبر داخلـه.
3- حدائق الحيوان في معظم أنحاء العالم تكون فيها الحيوانات محبوسة في أقفاص والناس أحرار يتجولون فجاء أحد المبدعين وفكر بالمقلوب، وقال: لم لا نجعل الحيوانات أحراراً والناس محبوسين؟. وفعلاً قام بإنشاء حدائق للحيوانات الطليقة، أما الناس فهم في عربات أو سيارات ينظرون إلى هذه الحيوانات المتجولة في الحديقة)) ،ونجحت هذه الفكرة ((المقلوبة)) ولقيت إقبالاً كبيراً.
لنحاول – فعلاً أن نفكر بالمقلوب ولكن المقلوب الإيجابي الذي يحفز على الابتكار، ويجعل جياد العطاء تركض نحو صارية النجاح)).
** وبعد:
هكذا نمثل وطننا بتعاملنا المضيء، وهكذا نحقق طموحنا بعطائنا المجدي. إننا وطناً وأفراداً نريد التفوق والتفرد لنا ولوطننا وبقدر ما نحول ما نؤمن به من سلوك قويم وطموح مشروع من رواية إلى رؤية تشاهد وتُرى بحيث نحيلها من الورق إلى الواقع هنا نمسك بمقود النجاح بتوفيق الله فنكون – فعلاً – خير سفراء لخير دين، وخير وطن، وخير مواطن ،وخير أسرة.
دعواتي لكم ولكن بالتوفيق والنجاح وسلام عليكم من رب غفور رحيم.