تصريح حول الأيام الثقافية السعودية ورسالتها في بلورة المنجز الثقافي السعودي أمام الآخر
حمد بن عبدالله القاضي
تصريح حول:
الأيام الثقافية السعودية ورسالتها في بلورة المنجز الثقافي السعودي أمام الآخر
***
حمد بن عبدالله القاضي
أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الثقافية
عضو مجلس الشورى السابق
الرياض
** منظومة التنمية في المملكة منظومة متكاملة اقتصادياً
* واجتماعياً وصناعياً وثقافياً.. لكن الآخرين لا ينظرون إلا إلى الحضور الاقتصادي والسياسي لبلادنا.. بل هناك رؤية ذهنية مشوهه عن الإنسان السعودي لدى الآخر سواء كان البعيد أو القريب وذلك من منطلق نظرتهم : أنه إنسان يفيد من ثقافات الآخرين ويستهلكها ولا يضيف إليها.
وفي تقديري أن هذا يعود إلى عدم معرفتهم بمنجزنا الثقافي ومنتجنا العلمي.. إذ هناك حراك علمي مشهود وهناك خطاب ثقافي يرفع في مجملـه هتاف المحبة ويحفز على مفردات السماحة والسلام ، لكن ينقصه التسويق وهذا يقع عبئه ومسؤوليته علينا قبل أن يقع على الآخرين ، وقد أدركنا ذلك في السنوات القليلة الماضية وبدأنا بخطوة التعريف بهذا المنجز وتسويقه سواء عبر معارض الكتب الدولية ، أو المشاركة بالمناسبات العلمية والثقافية والدولية ، أو إقامة الأيام الثقافية التي تنظمها وزارة التعليم عبر ملحقياتها الثقافية ، وأخيراً الأسابيع الثقافية والفنية التي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام ، فضلاً عن صعود عدد من السعوديين والسعوديات منصات التكريم وحصولهم على الجوائز العلمية والثقافية ، إضافة إلى براءات الاختراعات التي حصل ويحصل عليها عدد من أبناء وبنات الوطن .
إن ((إقامة الأيام الثقافية)) التي تنهض بها وزارة الثقافة والإعلام من أبرز ما يبلور ثقافتنا ويصحح النظرة إلى خطابنا الثقافي؛ ذلك أنها ترحل إلى الناس في مدنهم وقاعاتهم فتسهم فعلاً في بلورة عطاء الإنسان السعودي وإشعار الآخر بإسهامه في منجز الأمم الثقافي والعلمي والفني .
إن الأيام الثقافية التي تنظمها لها وزارة الثقافة والإعلام بفعالية واقتدار بدأت في تغيير الصورة النمطية فهي تعرض وتقدم وتعرف بمكتسباتنا الثقافية بأسلوب حضاري فاعل لتقول: إن مكتسباتنا الثقافية لا تقل عن مكتسباتنا الاقتصادية والصناعية بل تتماهى معها وتتجاور معها في قاربها بوصف أن حضارة أي وطن لابد أن تجمع وتناغم بين منتج الآلـة، وسنبلة المعرفة .
لقد لمست ثمار هذه المناشط الثقافية من خلال حضوري ومشاركتي ببعض هذه المناشط التي أقامتها وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام بالخارج وتفاعل الحضور معها وانشدادهم إليها بل وبداية تبدل النظرة إلى الإنسان السعودي وخطابه الثقافي من واقع تعرفهم على إسهامات المواطن السعودي من منطلق الرؤية لا الرواية ، لقد رأوا وشاهدوا عطاء المبدع السعودي عالماً وأديباً وفناناً .
إنني أدعو وزارة الثقافة والإعلام ووزيرها المثقف د/ عبدالعزيز خوجه إلى المزيد من إقامة وتكثيف هذه المناشط الثقافية والفنية خارج بلادنا سواء في العالم الغربي أو الشرقي ليعرف العالم من حولنا أن الإنسان يستند إلى حضارة عريقة أضافت بل وأضاءت دهاليز العالم عندما كان غارقاً بالظلام ، وإن المواطن السعودي يعيش في وطن تعطي حكومته لمنظومة التعليم والمعرفة والثقافة رقماً كبيراً في رصيد ميزانيتها لقناعة وإيمان القيادة بأن التنمية بالمملكة بقدر ما تعنى بتنمية ومدنية المكان فهي في الوقت ذاته تعنى وتحفل ببناء وثقافة الإنسان لكونه مرتكز النماء وغايته.