هناك – مع الأسف – فوضى وتخبط في الفتاوى الدينية من بعض المفتين في عالمنا الإسلامي، ما بين مفتٍ متشدد على الناس مع أن الإسلام دين السماحة، وما بين مفتٍ يصل ببعض فتاويه إلى درجة الاستهتار في الشأن الديني البالغ الأهمية.
ومن هؤلاء المفتين من يُطلق عليه – زوراً – المفكر الإسلامي جمال البنا..!، لقد بلغ من استهتاره – مع الأسف – في مسألة الفتاوى أنه أفتى بأن: (الراقصات بالجنة بوصف أن الرقص عمل محترم وحلال). وبغض النظر عن حكمه بالرقص فكيف حكم – مفتي آخر زمن! – بدخول الراقصات إلى الجنة!! مع أن أبسط بدهيات الدين أنه لا يُحكم لأحد بالجنة والنار إلا لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة. ولا تَقِفُ فتاوى هذا المفتي عند هذا الحد، فقد أفتى بجواز (القبلات) بين الشباب والشابات محتجاً بأنه أجاز ذلك بسبب تكاليف الزواج!! وعسى ألا تأتي فتوى منه تحلل «الزنا» للسبب ذاته!.
وبعد:
المطلوب من المؤسسات الإسلامية كرابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي ومركز البحوث بالأزهر أن تدرس عاجلاً موضوع تنظيم (الفتاوى بالعالم الإسلامي)، فهذا شأن يتعلق بالدين وليس بأمور دنيوية، والفتاوى الخاطئة تتجه وتشوش على أي مسلم بل تسيء إلى ديننا وتشوه صورته.
إنه لا بد من (ضبط الفتاوى) بعد أن وصلت الأمور إلى هذا الانحدار والاستهار في قضايا الدين والآخرة.
=2=
نفوس مطمئنة..!
تلك النفوس المطمئنة
هي التي لا تنظر إلى ما متَّع الله به غيرها، بل تتوفر القناعة في ذاتها بما رزقها إياه ربها.
إنها تلك التي تسعى لنيل نصيبها من الدنيا بطمأنينة المؤمن وقناعة بعيد النظر!
وهؤلاء هم المستريحون حتى ولو كانوا يسكنون عريش الأشجار!
وهذا لا يعني – إطلاقاً – أن الإنسان لا ينتشر في الأرض ويبتغي من رزق الله فيكون لديه (طموح) يحفزه على الإبداع، وأهداف تحثه على المزيد من العطاء!
لكن!
هناك فرق بين (القناعة) فيما منحك الله وبين (القعود) وعدم السعي إلى ما قدر لك الله!!.
=3=
لعلهم تحرَّوا رشدا
لا أدري لماذا يسارع البعض منا إلى تخطئة الآخرين عندما ييدون رأياً لا يتفق مع تصوراتهم، أو بالأحرى لا يعجبهم، إما الشخص أو الرأي..!
ترى:
لماذا لا نضع في اعتبارنا أن الصواب ليس حكراً علينا أو على ما نبديه من آراء؟
لماذا لا نجزم أن الآخرين ربما يكونون أدرى وأعلم في الشأن الذي قالوا فيه وجهة نظرهم؟
وأخيراً – وعلى أقل تقدير – لماذا نفسِّر الرأي الذي أبدوه ولو كان خطأ أنه من باب الاجتهاد ولعلهم تحروا فيه رشدا.!