14
أكتوبر
الدكتوراه وأنا ((وقد يجهل الإنسان وهو مدكتر..!))
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
منذ صرفت النظر عن إكمال الحصول على شهادة الدكتوراه بعد الماجستير، وكنت شرعت وقتها بموضوع الرسالة وهيأت مراجعها وأعددت بعض محاورها وفصولها منذ ذلك الحين وأن تزداد قناعتي بصرف النظر عنها ويشاركني هذه القناعة الصديق الأثير أ. منصور الخضيري وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب وقد كنا (أربعة) ندرس الماجستير (د/علي الخضيري، ود/ عايض الردادي، وأ/ منصور الخضيري وكاتب هذه السطور وأكمل الأولان ولم يكمل الأخيران)، ولا أنسى ولا ينسى هؤلاء الزملاء ((برقية)) مختصرة جميلة جاءتنا تفيدنا بالحصول على الماجستير وكان نصها: ((نجحتم أنتم الأربعة)).
-
أعود إلى موضوع الانصراف عن إكمال الدكتوراه والقناعات التي ترسخت في ذهني: فأولها: قناعتي بأن العلم والمعرفة يأخذها الإنسان بالبحث والتحصيل والقراءة أكثر مما يأخذها من حصوله على أعظم شهادة، وثانيها أنني رأيت أن هذه الشهادة لن تضيف لي شيئاً وبخاصة على المستوى العملي، فقد حققت بفضل الله كثيراً مما أطمح إليه مما لا توفره لي مثل هذه الشهادة، وأما السبب الثالث الذي أكد قناعتي والذي جعلني أزهد بها هو أن هذه الشهادات بعد أن بدأ -بالسنوات الأخيرة- بيعها بالشقق المفروشة!، ولقد كتبت ذات مرة مقالة تحت عنوان: ((ماجستير.. دكتوراه.. حراج وحده حراج ثنتين)).. لقد اختلط مع الأسف حابل من حصل على هذه الشهادات بجهده وفكره وعرق جبينه بنابل حصل عليها بحُر ماله وعرق جيبه! كما قال أحد الأصحاب الذين لم ينالوا شرف ((الدكتره))! وأما الأمر الرابع فلقناعتي أن هدف الأغلبية من الحصول على هذه الشهادة وبخاصة في الفترات الأخيرة هو إما الشهرة التي يبحثون عنها أو لعلها تكون وسيلة لمرتبة راقية أو سبيلاً لوظيفة عالية، وأخيراً: لأني رأيت بعض حملة هذه الشهادات الذين ربما جاءت إليهم تجرجر أذيالها وهم على أرائك مكاتبهم، رأيت العجب من جهلهم وقلة علمهم وكلما رأيتهم تذكرت المقال التي عنونه د. غازي القصيبي، أو أ. عبدالرحمن المعمر ((في اليمامة)) ب((وقد يجهل الإنسان وهو مدكتر!)).
بقي أخيراً أن أشير إلى أن كاتب هذه السطور يُحرَج كثيراً عندما يلقب ((بدكتور)) وهو شرف لا يدعيه ومرقى انصرف عنه لا يبتغيه، إنني عندما أُنادى بذلك فأنا إما أن أصمت لكيلا أحرج محدثي أو أضطر للنفي وبخاصة إذا ((منحني)) المتحدث أو المحاور هذا اللقب أمام مشاهدي تلفزيون أو في ندوة أمام الآخرين، وقد حصل أن نفيت ذلك أكثر من مرة وآخرها في برنامج بقناة ((الاقتصادية)).
ختاماً بمناسبة هذا الحديث دعوني أطرّيّ عيونكم بهذه الأبيات الشعرية اللطيفة للشاعر عبدالرحمن عوض الحربي الذي حصل معه مثلما يحصل معي، فقد كان في لقاء إذاعي وخاطبه المذيع ب(د) فكان أن ردّ عليه بقصيدة طريفة منها هذه الأبيات الظريفة:
((أنكرتَ من أسمي المأثور مأثوراً
وقد تناهى لأذْني الاسم دكتورا
يا مانحَ اللقب المنحول معذرةً
فما أنا إن رضيتُ الأمر معذورا
فاهتفْ باسمي إذا ناديتَ منفرداً
تلقَ الجواب، ومن ناديتَ مسرورا
من لم ينلْ اسمه منِ فعْله شرفاً
لم تُغنِه هالة الألقاب قطميرا))
●●
مقابر الرياض وخدمات ومقترحات لأمانتها
حمدت الله كثيراً أن عدداً من المقترحات التي كتبت وكتب عنها غيري تم تحقيقها بمقابر الرياض مثل إلغاء ((المقابل المادي)) الذي كان يُؤخذ من ذوي المتوفى مقابل حفر قبر متوفاهم، وكأن ميزانية المليارات عاجزة عن تأمين قيمة قبر لإنسان يودع الدنيا وهذا آخر مطلب مادي له فيها..!.ولابد أن نَحمد لأمانة منطقة الرياض عنايتها بالسنوات الأخيرة بالمقابر من ناحية تسويرها وتأمين الخدمات فيها وأهمها تهيئة مقابر جديدة وكبيرة في مختلف مناطق الرياض لكي يتم استخدامها عند الحاجة ولو كان الأمر بالأماني لتمنينا أن هذا هو المشروع الوحيد الذي لا يتم تنفيذه ولكن الموت حق!.
لقد قرأت في ((الكتيب)) الصغير عن مقابر الرياض الذي تم توزيعه مع صحيفة الجزيرة: تهيئة أرض كبيرة لتكون مقبرة في شمال الرياض ونظراً لحاجة الشمال ذي الكثافة السكانية، فإن الجميع يتطلعون إلى سرعة تجهيز (أرض المقبرة) ليتم الدفن فيها بسبب الاحتياج الكبير لها لراحة المشيعين والتيسير عليهم وللتخفيف عن المقبرة الرئيسية بالرياض ((النسيم)).
أخيراً هنالك مطلب أبلغني عنه أكثر من مواطن وهو أن تقوم الأمانة بعمل ((جسر مشاة)) ما بين مقبرة النسيم وجامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الشارع الكبير الذي يفصل بينهما، وفي هذا خدمة للمصلين والمشيعين كما أنه سيقلل من دخول أعداد السيارات إلى المقبرة، وكذا الشأن بالنسبة لمقبرة (أم الحمام) فهي بحاجة إلى جسر بينها وبين جامع الملك خالد.
وتحية لجهود أمانة الرياض التي تعتني بالأموات كما تعتني بالأحياء.
ورحم الله كل الراحلين من الغالين علينا والغاليات.
●●
تروعنا الجنائز!
من أصدق الشعر الذي قرأته: هذان البيتان للشاعر جرير الذي يصور فيها -بصدق- خوف الناس من رؤية دلالات اليوم، ثم انقضاء هذا الخوف لحكمة أرادها الله وهي عمار هذا الكون وإعماره:
اقرؤوا معي هذا الأبيات وتأملوها:
((تروِّعنا الجنائز مقبلات
فنلهوا حين تذهب مدبرات
كثّلَة أيِّل ريعت بذئبٍ
فلما غاب عادت راتعات))
لقد صدق!.
●●
قناة الاقتصادية ومقترح لبرنامجها الناجح (هذا اليوم)
في قناة ((الاقتصادية)) متابعة للشأن المحلي وبأسلوب مشوق وكأنها (الإخبارية) إلى وقت قريب، والتي نأمل أن تعود إلى سابق حيويتها بجهود مديرها النشيط أ. محمد التونسي في قناة ((الاقتصادية)) العديد من البرامج الجيدة، ومن أفضل برامجها الذي يتناول كل يوم شأناً محلياً حياً سواء كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو ثقافياً برنامج ((هذا اليوم)) الذي يقدم حياً على الهواء الساعة الثامنة من مساء كل يوم.. وتبذل أسرة البرنامج وهي تتكون من كفاءات سعودية ((نسائية ورجالية)) ناجحة جهداً كبيراً ليظل البرنامج متابعاً وشاداً للناس.
تبقى ملاحظة تتعلق بهذا البرنامج ألا وهي وقت إعادته فهو لا يعاد سوى مرة واحدة في آخر الليل ومع بدايات الفجر والناس وقتها مستغرقون مع أحلامهم في نومهم العميق.
إنني أحرص أن أشاهد بعض الحلقات التي يهمني موضوعها ولا تسمح ظروفي بمشاهدتها في عرضها الأول، لكن وقت الإعادة المتأخر جداً لا يمكنني ولا يمكن الكثير من مشاهدتها والاستفادة منها.
لذا أقترح على ((الاقتصادية)) إعادة هذا البرنامج الناجح في وقت آخر وأتوجه بالاقتراح إلى مدير القناة أ. عبدالعزيز الرويشد وهو ذو التجربة الإعلامية الناجحة الذي أوجد في القناة حياة وتجديداً منذ تولى إدارتها.
مزيداً من العطاء.
●●
●آخر الجداول●●