من أكثر المشروعات الإنسانية التي وشّحت قلبي بالفرح ذلك المشروع الذي يهدف إلى الوصول إلى المرضى وعلاجهم في منازلهم وقراهم بسبب عدم قدرتهم الوصول إلى المستشفيات إما بسبب بُعد مواقعهم أو بسبب ظروفهم الصحية التي يصعب معها وصولهم إلى المستشفيات أو بحكم ظروفهم المادية وعدم من يتكفل بإيصالهم!.
هذا مشروع إنساني صحي فريد!.
كم من أولئك الذين ينتقلون إلى رحمة الله لأنهم لم يستطيعوا الذهاب إلى الأطباء بالمستشفيات، وكم أولئك الذين تتفاقم أمراضهم لأنهم لم يجدوا من ينقلهم إلى المشافي!.
إن هذا المشروع تبنته جمعية خيرية تطوعية مباركة بمنطقة مكة المكرمة هي جمعية: (زمزم للخدمات الصحية) ودعوني أجعل رئيس مجلس إدارتها د. عدنان البار يوضح أعمال هذه الجمعية وخدماتها: (فكرة المشروع تتمثل في عيادات صحية مجهزة متنقلة تصل إلى من لا يستطيع الوصول إلى أماكن الخدمات الصحية في القرى والهجر والأربطة الخيرية والأسر الفقيرة بجمعيات البر. وقال: إن هذا المشروع يهدف إلى تقديم خدمة صحية شاملة لأهل القرى ونزلاء الأربطة والأسر الفقيرة بجدة. وتنفيذ خدمات وقائية كالتطعيم ومكافحة بعض الأمراض الشائعة والمستوطنة بالقرى النائية, والقيام بالتوعية ا لصحية لأبرز المشاكل الصحية والأمراض المنتشرة، وتحويل بعض الحالات التي تحتاج إلى خدمة صحية أكبر كالتنويم إلى المستشفيات التابعة لحالته. وتقديم الخدمة الصحية لمن لا يستطيع الوصول للخدمة الصحية المتاحة. وأردف البار أن المشروع اشتمل على تسيير (40) قافلة طبية للقرى والهجر في منطقة مكة المكرمة والمناطق المحيطة بها. والقيام ب (87) جولة داخلية للأربطة الخيرية والأسر الفقيرة بالمستودع الخيري وجمعيات البر بجدة، وأكد أن المشروع تميز بإيصال الخدمة الصحية إلى من لا يستطيع الوصول إليها. والحد من انتشار بعض الأمراض الوبائية في القرى والهجر. ومكافحة بعض الأمراض الشائعة والمستوطنة والمزمنة، وتفعيل دور المتطوعين من الأطباء والفنيين وغيرهم، وتحويل بعض الحالات التي تحتاج إلى المستشفيات بجدة).
***
أرأيتم أنبل من هذه الأهداف، وأعظم من هذه الخدمات التي تقدمها هذه الجمعية. إني أدعو أولاً إلى دعم هذه الجمعية من أهل الخير واليسار لتواصل أعمالها المباركة، كما أدعو إلى تعميم هذه الجمعية في كل المدن والمحافظات، فيا رجال الخير والأعمال هذا باب إنساني خيري لكم فيه الذكر العاطر والأجر الوافر، فتنادوا وتعاونوا لإنشاء وإقامة هذه الجمعيات، التي أجزم أن خدماتها التي تؤديها من أهم الخدمات التي تقدمها الجمعيات الخيرية، فهي تتوجه إلى فئات غالية من المرضى، تفيض أعينهم من الدمع حزناً على أوضاعهم الصحية، وعجزاً عن الوصول إلى المستشفيات لعلاجهم.
***
هؤلاء المعاقون حركياً في ليلة فرحهم
** كان من اللحظات التي أمطرت وديان نفسي بالابتهاج عندما شاركت وحضرت زواج مجموعة من الإخوة ذوي الإعاقة الحركية بالرياض في حفل بهيج نظمته مشكورة جمعية الإعاقة الحركية للكبار، ورعاة وشرفه سمو الأمير الجليل سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة ا لرياض بالنيابة وحضور سمو الأمير الفاضل سلطان بن محمد بن سعود الكبير.
إن هذه الليلة أعاقت الألم في نفوس إخواننا، وأطلقت حركة السعادة فيها حيث رسمت السعادة في قلوب عدد من الشباب المعاقين والشابات المعاقات الذين بلغ عددهم واحدا ًوخمسين شاباً على إحدى وخمسين شابة في ليلة من ليالي عمرهم.
لقد شعر الجميع ليلة الأربعاء الماضي أن الفرح كان غمامة غمرت أفئدة المتزوجين والمتزوجات من ذوي الإعاقة الحركية بهتان من السرور.. حيث تهيأ لهؤلاء الإخوة والأخوات الزواج وتكوين أسر شأنهم شأن إخوتهم الآخرين، وقد ضاعف فرحتهم مشاركة عدد من أبناء وطنهم ليلة عرسهم.
تحية لهذه المبادرة الإنسانية من هذه الجمعية المباركة التي يرأس مجلس إدارتها المهندس النبيل ناصر المطوع وزملائه الأكارم بالجمعية.
للتأمل..!
* مقولة تقرأ للحظة لكنها تحتاج إلى ساعة لتتأملها وتقرأ أبعادها (إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك ففي أدناها ما يكفيك، وإن كنت لا ترضى فيها بما يكفيك فليس فيها شيء يغيبك).
ومن هذا الحكيم إلى كل من اشتغل بدراهم الدنيا فلم يهنأ بها!