“مصر”
حبة القلب .. بؤبؤ العين .. وفلذة الكبد..
مصر الحب والحسين .. والأزهر وخان الخليلي ..
مصر الفكر والعروبة .. والإسلام.
مصر عمرو بن العاص .. وصلاح الدين ..
مصر بكل هذه المعاني المضيئة .. والوشائج الأصيلة .. هل نستطيع أن ننساها أو نسلو عنها .. إنها شرايين راسية في قلوبنا كأهراماتها .. متدفقة الهوى في وجداننا كجداول نيلها .
نحن لا نستطيع – كأمة عربية – أن ننفصل عنها .. وهي – كقلب نابض – لا تستطيع حتى محاولة الانفصام عنا .. وهل يصير الدم ماء .. وهل يستطيع توهّج الحب أن يصبح بقايا رماد ..؟
جسر عميق من الوفاء..
ذلك الجسر الذي تمتدٌ على حوافه حبات قلوبنا لتعانق تضحيات مصر .. وبساطة العم “مدبولي” وهو ينغّم مواله الصعيدي في أحد أحياء القاهرة.
لقد كانت “مصر” على مدى تاريخها وفية معنا.. فهل ننسى أن أبناءها أسهموا في تعليمنا .. وفي علاج مرضانا .. وفي تشغيل مصانعنا .. ولا يزالون على الوفاء لنا ومعنا .. مصر نحبها ليس لظلها الظليل .. ونيلها مروي الغليل فقط.. إنها منا ونحن منها.
عرفنا أبناءها هنا ببلادنا بعطائهم وبمحبتهم لنا ومحبتنا لهم .
وعرفنا هم حين زيارتنا لمصرنا العزيزة بتقديرهم لنا ومضيء تعاملهم معنا.
لن أنسى حين بقائي فيها إبّان دراستي العليا .. كيف رأينا صفاء قلوبهم وصادق مودتهم .
هذه هي “مصر” أهرامات من العطاء .. وفيض الوجد وبعض النبض .
وحقول المحبة لا يمكن أن تصبح حرائق من الكراهية .. تماماُ مثلما لا تستطيع منائر النور أن تتحول إلى خرائب من الظلام..
يا مصر…
إنني عربي أقف على غصن أخصر وأغني على مزمار وفائي .. مع شاعرك وشاعري العربي:
عانقتُ فيك النخيل السّمح دانيةً
قطوفه وحصرت الأملد الخضلا
وعاشقٌ في حواشي النّيل ذو ولَهٍ