** سبحان من جعل الأخلاق لا تصنع في مصنع حتى يطلب منها الانسان ما يريد !.
فإن شاء كرما وضع المواصفات التي يريدها لهذا الكرم .
وإن رغب في وصفة حلم حدد المقاييس لهذه الوصفة .
وإن تاق الى حفنة شهامة كتب المواصفات المطلوبة، ثم استلمها من المصنع متى ما يريد وعلى ما يريد..!
***
الأخلاق ..!
هبة من الله..
السعي وراء المال والظفر به ممكن، وقد يحقق الانسان من خلال بذله ما يريد وما يطمح إليه ..
ولكن..، السعي وراء الأخلاق، لا يتم اذا لم يكن لدى الانسان الاستعداد الداخلي لنمو هذه الأخلاق وبقائها
أذكر موقفاً لرجل على خلق كبير عن طبع لا تطبع .
لقد عُرف فيه انه كان اذا ذكر أحد عنده امرءاً بسوء فإنه يحاول أن يصرف الحديث عن عن هذا الجانب,, وإذا لم يفهم أو يستجب صاحب التعريض والسباب كان يلجأ إلى الثناء على الشخص المنقود حتى يلجأ الطرف الناقد الى الصمت..!
ترى ..
مثل هذا الخلق
لم يكتسبه هذا الرجل النبيل اكتساباً .
بل هو مغروس فيه
مستمد من دينه وتربيته.
والناس يحبون كل ذي خلق كريم, ألم يقل الشاعر حافظ ابراهيم :
إني لتطربني الخلال كريمة
طرب الغريب بأوبةٍ وتلاق
النبلاء وحدهم هم الذين يمنحون فضاءات الاشراق في الحياة
وهم الذين يحلقون بالآخرين الى مدارات الشيم
وجمال الحياة.
***
** في غمضة عين
من ملياردير الى مديونير
** هذه قصة فيها الكثير من العبر، والوافر من الاعتبار ..! .
وليست من فضاء الخيال، أو رموز الأساطير.
لكنها حقيقة توقفت عندها كثيراً وأنا أقرأ تفاصيلها في صحيفة الاقتصادية .
إنها قصة ذلك الملياردير الكويتي جاسم المطوع الذي كان يملك عشرة بلايين دولار، أجل بلايين وليس ملايين، وفي غمضة عين أصبح فقيرا] يتطلع الى من يساعده في تسديد ديونه الباهظة.
واقرأوا معي تفاصيل مأساته كما نشرتها الاقتصادية قبل عدة ايام بقلم مندوبها بالكويت:
كان هذا الرجل يمتلك ثروة تقدر بنحو 10 مليارات دولار جمعها من المضاربة في البورصة، واليوم يعيش على الحصير، ولا يجد ديناراً يحصل به على دخانه .
ويُلقي جاسم المطوع اللوم على غيره في ضياع ثروته بين عشية وضحاها، إذ خسر كل ثروته في البورصة مع نحو 60 تاجراً كويتياً في البورصة، مما كبد الكويت خسائر بلغ حجمها 74 مليار دولار في عام 1986، مما أطلق على الحادث نفسه اسم أزمة المناخ وتلا هذه الأزمة قرار وزير المالية بمنع هؤلاء التجار من السفر خارج الكويت قبل سداد ديونهم، مما حال بينه وبين متابعة أعمال أخرى ليتحول الى أكبر مدين في التاريخ، لقد هبط هو في خانة مستحقي الصدقات، وينتظر من يدفع عنه نفقات حياته اليومية، وسألته الاقتصادية ماذا تنتظر في دنياك؟ فأجاب بأنه ينتظر أهل الخير من إخوانه في الكويت والخليج ليأخذوا بيديه من الحفرة التي سقط فيها، بعد أن كان بينه وبين الفقر هوة خرافية، تحولت بقدرة الله إلى عدم، بضربة واحدة في البورصة أه .
***
وبعد..!
لست هنا في مقام الناصح,, فقد وقع الفاس على الرأس ,, بالنسبة لهذا الرجل ولكن لا بد أن يأخذ الآخرون العبرة,, فهذا الرجل بعد تقدير الله يبدو أنه من الذين غامروا في سوق الأسهم واستدان من البنوك من أجل المضاربة في الأسهم لا
ليعيش هو وأستره ولكن ليزيد من ملياراته، ويضاعف أرقام حسابه في البنوك. ترى لو أبعد الانسان – أي انسان الطمع عن نفسه وباع واشترى في سوق الأسهم برأس ماله دون أن يُغرق نفسه في ديون البنوك من أجل شراء المزيد من الأسهم أتراه
يصير الى هذا الوضع المأساوي؟
انه حتى في أسوأ الأحوال سوف يخسر أسهمه التي اشتراها برأس ماله الذي يملكه.. وما دام ليس عليه ديون فقد يبدأ رحلته التجارية من جديد..!، لكن الديون قيود تجعل صاحبها يرسف فيها طوال حياته لا يستطيع بسببها أن يتحرك أو ينهض أو يبيع أو يشتري ..!.
واختتم كلماتي بحكمة سمعتها كثيراً وفيها عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، تقول الحكمة: التجار ثلاثة:
الأول: تاجر وهو الذي يتاجر بنصف رأس ماله ويترك الباقي لديه تحسباً لأمور الدهر .
الثاني: تويجر وهو الذي يتاجر بكل رأس ماله، وهذا قد يكون مقبولاً، وإن كان يعرِّض نفسه ورأس ماله للخطر .
الثالث: حثالة التجار وهو الذي يتاجر برأس ماله، ويستدين مثله .. فهذا هو حثالتهم لأنه يعرض نفسه في كل لحظة أن يكون ليس في حثالة التجار ولكن في حثالة الحياة بعد أن كان في قمتها .أجل حثالة الحياة، وهوان الذل بعد العز، ومذلة الفقر بعد أن كان في قمة العز والغنى ..! .
***
** والفارغات رؤوسهن شوامخ
** من خلال تجربتي البسيطة في الحياة, لم أر إنساناً عطيماً بحق يتكبر، ويحب أن يعلو على الناس لماله أو جاهه أو منصبه .
بل إني رأيت أكثر الناس نجاحاً أوفرهم خلقاً وتواضعاً إلا بالطبع ما ندروالشذوذ كما يقول المناطقة يؤكد القاعدة ولا ينفيها .
وقد صدق ذلك الحكيم الذي صرح قائلاً :
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
أجل ..الفارغات رؤوسهن شوامخ شوامخ بالفراغ فقط ،والفارغون رؤوسهم شوامخ بالغرور ليس إلا .. !