14
أكتوبر
اتبع الحسنة السيئة تمحها
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
** سألني صديق والحيرة تكتنف فكره ..!! .
لقد اسأت الى صديق – في لحظة جهل او عناد واريد ان امحو هذه الخطيئة من دفتر ذاكرته كيف أعمل؟
قلت له:
لا عليك فالمسألة سهلة جدا ..
قال: متلهِّفا : كيف؟
قلت له: فقط اتبع الحسنة السيئة تمحها كما يوصي الادب القرآني ..
وكما يقول جدك العربي الحكيم:-
..(فان كنت بالامس اقترفت اساءة
فثنِّ بإحسان وأنت رشيد )
وغاب هذا الصديق ..
ورأيته بعد حوالي الشهر ..
وسألته:-
كيف حالك مع صاحبك .. هل محوت اساءته فتهلل وجهه ضاحكا وقال:
نعم: لقد اخذت بمشورتك واحسنت اليه – بجميل – محا تلك الاساءة وعاد حبل المودة بيني وبينه كأن لم يكن بيننا الا نهر ممتد من الصفاء والمحبة ..!.
* * *
** أجل
إنه سجل من العطاء!.
** ظل هذا الكتاب على مكتبي مدة طويلة,, فقد استعرضته اول ما جاء الي ثم تركته لاقرأه قراءة متأنية .. ولكن اخذتني المشاغل عنه – كما تأخذ غيري – وفي شهر رمضان المبارك حيث اجد ان الوقت ينتظم فيه اكثر من غيره او ان الله سبحانه يبارك في ايام وليالي هذا الشهر الكريم .. في احدى ليالي رمضان اخذت هذا الكتاب (حمد المنصور المالك سجل حافل بالعطاء) تأليف الاستاذ الصديق الكريم: خالد بن حمد المالك وقد امضيت معه اوقاتا جميلة مستمتعا ومعتبرا.
وأسأل الله – اولا – للفقيد الراحل – في هذا الشهر الكريم – المغفرة والرضوان وان يكون مسكنه جنات النعيم جزاء ما قدمه لدينه ووطنه وابناء مجتمعه مصداقا
لقول الرسول صلىه الل عليه وسلم: (من ادخل على بيت من بيوت المسلمين سرورا لم يرض الله له سرورا الا الجنة كما اسأل الله ان يشمل بالرحمة والمغفرة آخر من
فقدت من هذه الاسرة الكريمة حفيد هذا الرجل (فهد خالد المالك (انني قبل قراءة هذا الكتاب كنت اسمع عن (الشيخ حمد المالك) واعماله المباركة عندما كنت في عنيزة وعندما جئت الى الرياض وذلك من بعض كبار اسرتي الذين لهم
علاقة وطيدة وعميقة بالراحل وفي مقدمتهم العم الراحل ابراهيم السليمان القاضي – غفر الله له – وجمعه مع صديقه حمد المالك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، لقد كانت العلاقة بين الراحلين نادرة بوفائها واستمرارها وعدد عقودها رغم ان كل واحد منهما كان في مدينة، واحد بالرس والثاني بعنيزة، وانني بعد قراءتي لهذا الكتاب الذي كشف عن الاعمال الكبيرة والواسعة للشيخ حمد المالك رأيت انني لم اسمع الا النذر اليسير عن هذا الرجل. لقد فاجأتني اعمال هذا الراحل في ميادين الخدمة الاجتماعية، والاعمال الانسانية، والشهامة الصادقة .. لقد كان..- رحمه الله – رجلا في امة .. وانك لتخال ان
هذا الرجل لم يعش الا للناس ولم يعش لنفسه قط، لقد كان مالكا للمعروف من جميع اطرافه ولعله من الصعب ان أتوقف عند كل اعماله ولدي شهادات كل من عايشوه او كتبوا عنه لكنني فقط اتوقف عندامر واحد الذي شدني كثيرا، ذلك هو (جانب اهتمامه بالعلم والتعليم) الى درجة تشعرك بوعي هذا الرجل المبكر في وقت كان الناس فيه مشغولين بقوت انفسهم واولادهم .
انني اتوقف عند شهادتين حول عنايته بالتعليم: الاولى شهادة الاستاذ المربي عبدالله العرفج الذي جاء الى الرس لافتتاح اول مدرسة ابتدائية عندما سافر اليها من عنيزة في رمضان عام 63هـ على جمل حمل عليه متاعه ووالدته، اما الاستاذ العرفج فقد مشى على قدميه – كما اشار في الكتاب – يالصبر الرجال – وعندما وصل وجد الشيخ حمد المالك بانتظاره وكأنه جاء ليفتح بيتا له، لا ليفتح مدرسة للناس .. وحال وصول العرفج وجد الشيخ المالك قد هيأ له بيتا لسكناه، وفّر فيه كل اسباب الراحة له، ومن الغد ذهب يبحث معه عن موقع يكون مناسبا للمدرسة واستمر الاستاذ العرفج في رواية هذه القصة التي تجسد عشق الشيخ المالك للعلم، ويقول العرفج: وجدنا مبنى لكن كان يحتاج الى زيادة غرف فتكفل الشيخ المالك ببنائها,, وفعلا وخلال فترة وجيزة كان المبنى جاهزا، واستمر الشيخ المالك يساعد ويساند مدير المدرسة .. بل انه – كما يقول العرفج – كان يقرض المدرسة عندما تتأخر الرواتب بحكم ظروف البلد في ذلك الوقت.
اما الشهادة الثانية فهي شهادة واحد من ابنائه الذي عمل في حقل التربية والتعليم الا وهو الاستاذ فهد المالك، لقد تحدث في موضوعه الذي كان تحت عنوان: (حمد المالك وحرصه على التعليم) وقد تحدث عن حب والده للعلم الى درجة الوله فلم يكتف بالسعي والمساندة لفتح مدرسة ابتدائية بالرس بل سعى الى فتح مدرسة عسكرية فيها، والحق اربعة من ابنائه بها .. وظل الراحل – طوال حياته – يحفل بكل شأن تعليمي في مدينة الرس .. ويبذل جاهه وماله، ووقته من اجل خدمة العلم وابنائه .. ولعل الراحل سعد – كثيرا – عندما رأى ثمار اهتمامه بالتعليم مورقة يانعة في ابنائه، وابناء مدينته الذين نالوا أعلى الشهادات وتقلدوا أعلى المراكز المدنية والعسكرية.
وبعد ..
ليس امتع من الحديث عن الرجال .. ولكنني اكتفي منالقلادة بما احاط بالعنق، واتطلع الى ان تستفيد الاجيال الجديدة من عطاء وبذل واخلاص هؤلاء الرجال ليدركوا ان ما يقدمونه في حياتهم لدينهم واوطانهم انما يمنحهم السمعة والحياة الطيبة في الدنيا والاجر الموفور في الحياة الاخرى ان شاء الله .
اخيرا:
لقد زال العجب مني فأنا كلما تعرفت على احد من ابناء هذا الرجل وجدته على خلق كريم وشهامة نادرة، وفي مقدمتهم، ابناؤه محمد وخالد وفهد وموسى المالك، الذينعرفتهم وسعدت بمعرفتهم وهم أنموذج لبقية أبناء وأسرة المالك.
واسأل الله ان يكون هذا العطاء في سجل الباقيات الصالحات له عند ربه رحم الله (حمد المنصور المالك)، الذي كانت – حياته – فعلا سجلا من العطاء
* * *
** رحيل الاعزاء