14
فبراير
أمَتُّ مطامعي فأرحت نفسي
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
** هذا الحكيم
الذي قال هذا الشطر من الشعر
كان حكيما حقا.. وصادقا جدا.!.
ويبدو أنه شقي – ككثير من عباد الله – وراء مطامع الدنيا وزخرفها ومالها ومراكزها، ولكن الفرق بينه وبين الاخرين انه ملك الشجاعة فأمات المطامع في مسارب نفسه فسعد واستراح وشعر بمتعة الحياة ونال راحة النفس حقا.!.
وأذكر هنا قصة رواها لي صيق عن رجل اعمال يقول هذا الصديق عن صديقه رجل الاعمال: (انه احيانا ينصرف عن المشاركة في مشروع تجاري رغم يقينه من نجاحه وارباحه.. ولكنه يدع ذلك معللا تركه لهذا المشروع قائلا: (انني عندما ادخل مثل هذا المشروع سوف احقق مكسبا ماديا لكنني سوف اتعب في العمل من اجله وملاحقة اموره والانشغال به جسديا وفكريا فأحرم نفسي من المتعة والراحة، وأهدر اياما وربما شهورا من عمري لا استمتع بها، والمال الرائح قد اعوضه بمشروع اخر لكن كيف اعوض الزمن الرائح).
وكم هو حكيم وصادق هذا الرجل في مقولته هذه ، تماما كما هو ذلك الشاعر الحكيم الذي قال: أمَتُّ مطامعي فأرحت نفسي !.
لكن.!.
اشير هنا.
الى ان الطمع غير الطموح.
وان العمل غير الكسل.
وذلك لكيلا يفهم احد ان اشارتي واشادتي برجل الاعمال هذا وبذلك الحكيم الشاعر هي بطاقة دعوة للكسل والنوم..!!.
لا..!.
ان الطمع غير الطموح – مرة اخرى وعاشرة- ..!.
***
** سابك سبيكة عطاء ووفاء
** في هذا الوطن
تنثال مناسبات العطاء والخير كل يوم كانثيال قطرات المطر.!.
وفي الرياض – خصوصا – نعيش كل يوم مع مناسبة خير، وافتتاح مشروع، او عقد ندوة. ولا يستطيع من يُدعى لمثل هذه المناسبات – بحكم صفة عمله – او منحى اهتمامه ان يستجيب لكل دعوة مع انه يتمنى ذلك؟!، ولكن هناك مناسبات لا يستطيع ان يعتذر الواحد منا عنها.. بل هو لا يرغب في الاعتذار مهما كانت ارتباطاته، ومنها مناسبات التقدير والوفاء للرجال الذين غادروا مواقعهم بعد ان اعطوا وطنهم زهي عمرهم.
ولقد سعدت – مؤخرا – ان حضرت مناسبة تكريم شركة سابك في شخص معالي رئيس مجلس ادارتها د. هاشم يماني، ونائب رئيس مجلس الادارة م. محمد الماضي لتكريم الاستاذ: ابراهيم بن سلمة، وعضوي مجلس الادارة د. صالح العمير، وم. مبارك الخفرة.
واتوقف عند أ. ابن سلمة.. هذا الذي يكاد اسمه يمتزج بسابك حتى لا تكاد تفرق بين ان يكون اسمه: ابراهيم بن سلمه، او ابراهيم بن سابك..!، لقد عاش هذا الرجل مع سابك منذ ان كانت حلما.. ثم مضغة.. ثم تكامل خلقها، او بالاحرى صنعها فاصبحت منارات صناعية شامخة على هذه الارض، جعلتنا في زمالة مع ارقى الدول الصناعية. فتحية له بعد ان ترجل من صهوة سابك بعد ان اعطاها فكره وجهده وصادق مفاوضاته، وحزم ادارته. وتحية لمعالي د.هاشم يماني وهو يكرم احد اعمدة شركة سابك الذي تركها بعد ان ادى رسالته على اكمل وجه، وتحية لخلفه م. محمد الماضي الذي هو الاخر ابن سابك وزميل ابن سلمة، تخطيطا وتفكيرا وتنفيذا وجميل ان تم اختيار احد ابناء سابك لادارتها بعد السلف السابق، وكم اعجبتني كلمة م. الماضي في توديع زميله ابن سلمة عندما ذكر طريقة مفاوضاتهم مع الشركات التي تريد انتدخل مشاركا لسابك في التصنيع عندما اشار الى السنة الحسنة التي ابتدعها زميله ابن سلمة عندما توقف الحوار مع مدير احدى الشركات عند رفض تخفيض مليون دولار في العقد، وتعب ابن سلمة وزملاؤه السعوديون من متابعة الحوار واقناعه، فما كان من ابن سلمة الا ان قام ورسم قبلة على جبين هذا المفاوض فاستسلم امام هذه الحركة الذكية.. واصبحت تلك سنة يسير علهيا مسئولو سابك كما قام المهندس الماضي في كلمته الجميلة.. و.. كله من اجل الوطن يهون.
وبعد..!.
ان (سابك) ليست منارات صناعية فقط، ولكنها منابر للعطاء والوفاء، وصنع الرجال..
***
** أجل التوازن في المهمات مطلوب:
** عدد كبير من المؤسسات والوزارات في حاجة الى اعادة ترتيب مهماتها او بالأحرى عدم الاحتفاء بمسؤولية من مسؤولياتها وترك المسئوليات الاخرى.
ولعل هذه القضية المهمة التي أحسبها تطرح أول مرة من خلال المقالة الموفقة التي كتبها أ. عبدالوهاب الفايز في صحيفة الرياض 1419/7/19هـ تحت عنوان ترتيب اولويات الجهاز الحكومي من يتصدى لها.. .
لقد كان الطرح من الزميل الكاتب موفقا وجيدا بعد ان لاحظنا فعلا اهمال عدد من الجهات مهمات ومسؤوليات الجهات هي من اختصاصها وذلكم على حساب اهتمامها بمسؤوليات اخرى دعت اليها ضرورة التنمية، ولقد استشهد الكاتب بعدد من الجهات الحكومية كوزارة التجارة التي اهتمت باتفاقية الجات وهي مهمة ولكن جوانب مهمة للمواطن في نطاق عملها جعلتها على الهامش.
ان بعض الوزارات اغفلت – فعلا – مهمات اساسية واتجهت الى مهمات اخرى هي مسؤولة عنها.. ولكن يجب الا يكون ذلك على حساب المسئوليات الاخرى.
اننا نطالب الوزراء والمسؤولين في المؤسسات والجهات الحكومية بعمل التوازن بين كل المهمات التي تنهض بها كل جهة بحيث لا يكون جانب على حساب جانب اخر.
ان المتضرر – في هذا التوجه – هو اقتصاد البلد.. والمتضرر – في الاحتفاء بجانب واهمال اخر – هو تنمية هذا الوطن.. والمتضرر – اخيرا – هو المواطن الذي تتعطل مصالحه بسبب توجه المسؤول وجهته وموظفيه الى جانب من جوانب الخدمات التي تقدمها جهتهم، ووضع المهمات الاخرى في اخر القائمة رغم اهميتها بل قد تكون اهم مما اتجهوا اليه بكلياتهم ومتابعاتهم وروحاتهم وغدواتهم.