** لكثرة ما كتب عن الفياجرا اصبحت أتجاوز أي شيء أجده مكتوبا عنه، وأحاول ان أصم اذني عندما اسمع أي حوار حوله.
ولكن صديقا عزيزا بعث اليّ بموضوع يحمل رؤى مختلفة عن الفياجرا ,اما الاولى فهي رؤية متعلقة بالفياجرا واستخدامه واقبال الناس عليه وخاصة كبار السن، هذه الرؤية للدكتور عبدالعظيم المطعني الاستاذ بجامعة الأزهر، وقد جاءت ضمن موضوع مطول عن الفياجرا في مجلة الجديدة: يقول هذا الرأي المدتثر بالعقل والفطرة: (لا أرى تناول الفياجرا فهو وسيلة من وسائل الاستهلاك الشره والاهلاك السريع، ان الانسان في مرحلة الشيخوخة يكون قد ادى واجبه في الحياة فما اجمل ان يخفف الله عنه من وطأة الشهوات ليجد في نهاية رحلته مع الحياة وقتا يعبد فيه ربه ويتدارك ما فاته من قصور في ايام الشباب .. ان من نعم الله على الانسان ان يخلق فيه حالة من الزهد عند كبر سنه).،أجل..انه رأي حكيم .. ولكن من يأخذ به؟ اما الرؤية الثانية فهي تحمل اجابة لطيفة من قبل سيدة مصرية عندما سألتها المجلة المذكورة عن جدوى الفياجرا من وجهة نظرها فكانت هذه الاجابة الساخرة منها: (انه حقق المساواة بين المرأة والرجل في ادق الامور: فهي تأخذ حبة لمنع الحمل، وهو يأخذ حبة لمنع العجز..!).
اما وجهة النظر الثالثة التي حملها هذا الموضوع فهو جواب لسيدة لبنانية وهو رأي جميل من امرأة عاقلة حريصة على استمرار العلاقة الزوجية حيث قالت عن رأيها في استخدام زوجها للفياجرا: (لا اعتقد ان الرجل العادي يحتاج الى استخدام فياجرا، فالمرأة هي فياجرا الرجل).
وبعد..!.
نحن الرجال دائما نتهم النساء بالجري وراء الموضة، والركض خلف الاشياء الغريبة، والدعايات الكاذبة، وها نحن طوال الشوارب وقعنا في المحظور,لقد اصبح الرجال كبارا وصغارا في هذا العالم يتابعون اخبار هذا الدواء الذي هو في تقديري دعاية كبيرة أكثر مما هو حقيقة علمية وإلا فان الامر كما يقول الشاعر ابن دريد في مقصورته:
من لم تفده عبراً أيامه
كان العمى أولى به من الهدى
والله المستعان..!.
***
** قبول الطلاب بالجامعات وحل سهل هل نطبقه.!.
** حضرت نقاشا جميلا وجيدا ذات مساء وكان الحوار حول موضوع مهم ذلك هو قبول الطلاب في الجامعات ..!.
ولن استعرض كل جوانب هذا الموضوع وخلفياته وحلوله.. فقط اتوقف عند احد الحلول التي تم طرحها لحل جزء كبير من هذه المشكلة وهذا الحل تم تطبيقه في احدى الدول فانتهت او على الاقل خفت كثيرا مشكلة عدم قبول الطلاب في جامعات بلادهم، هذه التجربة او هذا الحل هو: توجيه الطلاب منذ الانتهاء من المرحلة المتوسطة الى المهن والمهارات الكثيرة التي يحتاجها سوق العمل بحيث يتم تدريب هذه الكفاءات اشهرا معدودة، ثم يتم توجيههم الى العديد من المهارات والمهن التي تدربوا عليها فتدر عليهم دخلا ربما اكثر من الدخل الذي سوف يناله الواحد منهم بعد تخرجه من الجامعة، اما بقية الطلاب فيمكن ان يواصلوا الدراسة بالمرحلة الثانية، وعندما يتخرجون سوف يمكنهم الالتحاق بالجامعة دون اي اشكال لان اعدادهم ليست بتلك الكثرة التي تجعل الجامعات لاتستوعبهم.!.
ان هذا الحل – في تقديري – احد الحلول البسيطة والناجحة والتي طبقت في بعض الدول ونجحت، وهو لا يخفف مشكلة قبول الطلاب بالجامعات بل يحقق تشغيل الطاقات الوطنية وتقليص العمالة المستقدمة.
ترى..!.
لماذا لا يدرس هذا الحل، ثم نسعى الى تطبيقه عاجلا غير آجل، انني أؤكد ان هذا الحل يقضي على مشكلة قبول الطالبات في الجامعات بل يحل مشكلة عدم توفر الطاقات الوطنية الشابة لعشرات الآلاف من الاعمال والمهن التي يشغلها ربما 80% من العمالة المستقدمة، بل ان هذه الفكرة لو درست وطبقت سوف تقضي او بالاحرى تقلص مشكلة عدم تشغيل خريجي الجامعات التي تزداد عاما بعد عام. فهل من المعقول ان يكون كل ابناء الوطن مدرسين واطباء ومهندسين ومديرين.!.
ان هؤلاء يحتاجون الى اضعاف اضعافهم من الفنيين والممرضين والمساعدين وموظفي السكرتارية وآلاف العاملين بالمهن والمهارات الاخرى.
انني اتطلع من الجهات المختصة: المعارف، التعليم العالي، الداخلية. التعليم الفني، دراسة هذه الفكرة والاستفادة من تجارب الآخرين الذين لم يعانوا من مشكلة قبول الطلاب بالجامعات عندما طبقوا الحل السابق ثم ان هذه الفكرة الجميلة جعلت ابناء بلادهم يعملون في آلاف المهن والاعمال التي تتولاها ايد وطنية والتي رآها كل من زار مثل هذه البلدان.
***
** لحظة تسامح
** ما اجمل ان يجلس الواحد منا الى نفسه بين فترة واخرى فيأخذ ممحاة التسامح – كما يقول احد المفكرين – فيمسح من ذاكرته اخطاء الآخرين التي نالته منهم خطأ او عن قصد، ان روح التسامح تبعث الراحة في النفس والطمأنينة بالذات.!.
اننا عندما نلتمس للآخرين عذرا فلابد ان نجده بين وديان نفوسنا.. وفي جوانب قلوبنا.
فقط..علينا لتحقق ممحاة التسامح فعلها الكامل ان نجزم ان الخطأ من الآخر وارد وحتمي في هذه الحياة.!.
بل ان الانسان قد يخطىء بحق في نفسه اما جهلا او عمدا – أحيانا – او تزين له نفسه سوء عمله.. لكنه يندم ثم يدع هذا الخطأ.!.فما لك باخطاء الآخرين نحو غيرهم.!.ان الآخرين هم – ايضا – قد يخطئون بحق الغير اما بسبب الجهل او سوء الفهم الآخر او حتى تزيين سوء العمل في لحظات من لحظات الضعف الانساني التي تمر بكل انسان الا من شاء الله.!.
ان ثقافة التسامح .!.
نغم جميل .. ما اروع ان تسري في اوردة الافراد وحدود الدول. ان التسامح لغة جميلة تمنح تناغما بهيا ومريحا للحياة يجعل الواحد يعيش وقد خلا ذهنه من تعب التذكر وشهوة الانتقام.
ان التسامح ماء زلال تستطيع ان تسكبه بين بيادر نفوسنا فيزرع بدلا من ألم تذكر الاخطاء لغة الارتياح والعفو عن الآخرين. ان الانقياء وحدهم هم القادرون على سكب هذا الماء الزلال بين شعاب نفوسهم فيرتاحون ويريحون