يبدو أن شرب الشاي لم يعد يأتي لمجرد بث النشاط في جسم الإنسان ولم يعد أمراً تستدعيه الرغبة في التسلية فقط، لقد جاءت الأخبار مؤخرا من أمريكا أم العلوم والطب، ومن مراكز البحوث تؤكد فوائد الشاي الصحية على جسم الإنسان ومكافحته لبعض الأمراض التي تتعب الإنسان.!
وهذا – بالطبع – سيفيد كل عشاق شرب الشاي، من ناحية وتبقى من ناحية أخرى ما يشاع من أضرار الشاي الصحية,أما الخبر أو البشرى الأولى فقد جاءت من أمريكا فقد جاء في الخبر الذي نشرته الصحف ما يؤكد أن الشاي يطرد الكولسترول من جسم الإنسان,, هذا الكولسترول الشبح الذي طالما أقض كثيرا من الأصحاء والمرضى معاً.
يقول نص الخبر: أكدت دراسة طبية أن الشاي الأسود يطرد الكولسترول الذي يؤثر على الشرايين في جسم الإنسان وبالتالي يقل حدوث تصلب الشرايين، وأوضحت هذه الدراسة التي قام بها متخصصون في مجلة التغذية الأمريكية تأثير خاصية منع التأكسد التي يتمتع بها الشاي الأسود على الكولسترول في 14 متطوعا شرب كل واحد منهم 3 اكواب من الشاي يوميا لمدة أربعة أسابيع وفي نهاية الدراسة تبين أن الوقت الذي يحتاج إليه الكولسترول للتأكسد وبالتالي الترسب على جدران الأوعية الدموية زاد من 54 دقيقة إلى 62 دقيقة ,أما الخبر الآخر أو البشرى الثانية لعشاق وكييفة الشاي فهو أوفر إدخالا للسرور على كل محبي الشاي الذين يرون – أنه وحده – الذي يسمر رؤوسهم .. ويدخل الراحة إلى نفوسهم .. واكرم به من شراب يحقق ما يرغب به الإنسان دون أن يجعله يؤجر دوره العلوي كما يقولون من خلال تناول الشراب الآخر.. !
لقد جاءت البشرى الثانية عبر خبر نشرته صحيفة الرياض من مندوبها في نيويورك، يؤكد أن الشاي يكافح مرض تسوس الأسنان المزمن والمتعب للصغار والكبار.. يقول نص الخبر: أكد الدكتور توني سميث أحد كبار البيولوجيين المتخصصين في أمراض الفم أن الشاي يعتبر واحدا من أغنى المصادر الغذائية بمادة الفلوريد التي نعرفها فحتى عندما يكون الشاي حلوا فإن قوة مكافحة التسوس لمادة الفلوريد تزيد على التدمير الذي يسببه السكر به شريطة أن يظل الإنسان مواظبا على تنظيف أسنانه باستمرار.
ويقول الدكتور سميث الذي رأس مشروعا استمر عاما كاملا بهدف ايجاد وسائل لاستعمال الشاي كبديل لذيذ الطعم ومهدىء لمعجون الأسنان: نحن في حاجة لايجاد وسيلة للحصول على مادة الفلوريد من الشاي، والتي تعمل على تقوية طبقة المينا وبالتالي تقوية الأسنان ضد التآكل .
* * *
وبعد..!
هذه الأخبار السارة لعشاق الشاي تجعلهم يشربونه وهم مطمئنون، وقلوبهم على كراسيها، فقد جمع شرب الشاي بين فائدة العلاج، ومتعة الشراب..!
وسوف يصبح الشاي أكثر حلاوة وأوفر إمتاعا خاصة إذا كان في جلسة مع أصحاب ترتاح لهم نفسك.. كما قال الشاعر النبطي في بيت جميل..
يا محلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيلة
وقد صدق..
صدق كثيراً..
أما العشاق فلهم مع الشاي شأن آخر.
فهم يستمتعون حتى في مشاهدتهم لمن يحبون وهم يشربون الشاي.
ألم يقل واحد من سادة العشق والشعر يصف امرأة قبالته تشرب الشاي، ولم يحفل هو بشايها وامتاعه وفائدته.. بل كان همه بصفته مشفوح أمام الجمال، فقد كان كل همه تلك الشفاه العذبة التي تضع الفنجان على شفتِها وترشف قطراته ولعله حسد هذا الفنجال، وحتى على الاستخدام لا يخلو الفنجال من الحسد :
يقول الشاعر في وصف هذا المنظر الرومنسي لحسناء تحتسي الشاي:
يثب الفنجان من لهفته
في يدي شوقا إلى فنجانها
هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها
إنني جارك يا سيدي
والربى تسأل عن جيرانها
وتطلعتُ فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها
ما علينا..!
ما علينا من العشاق وحبيباتهم سواء شربوه أم لم يشربوه.
المهم..علينا – الآن – أن نشرب شاي ونسمّر رؤوسنا ونريح أعصابنا.. ولا نخاف – بعدها – بخساً ولا رهقاً.
* * *
** الخطأ ومطر الراحة
** مَن مِنا الذي لم يخطىء في هذه الحياة؟
من ذا الذي لم يسىء قط؟
إنه لم يوجد ولن يوجد بشر كذلك سوى الأنبياء المعصومين.!
ولهذا فإن رحمة خالقنا أن جعلنا بشرا نخطىء فيغفر الرحمن لنا
أجل..
إننا لسنا ملائكة.
ولذا علينا ألا نجعل الندم يقض مضاجعنا عندما نخطىء لسبب بسيط وهو أن أبواب التوبة مشرعة أمامنا لفعل الخطأ بدلاً من الندم وجلد الذات.
إن الله – كما جاء – في الحديث – لو لم نذنب لأتى بآخرين يذنبون فيغفر الله لهم.
إن الإنسان عندما يقرأ هذه الآية العظيمة من كلام الغفور الرحيم:
ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً سورة النساء الآية 110.
إن من يقرأ هذه الآية يجد شلالا من الراحة يغمره بفيض من الراحة ويجعل سحابة من النقاء تمطر جوانحه، فتغسل ندمه، وتنقيه بماء التوبة.
إن الخطأ ليس أن نخطىء..
لكن الخطأ الكبير أن نستمر على الخطأ ونصر عليه.
* * *
** حول اختيار الأسماء مرة أخرى
** قارىء كريم هو: سعد عسيري من أبها بعث إليّ رسالة لطيفة يعلق فيها بل ويضيف على ما كتبته في المقالة التي سبق أن نشرتها تحت عنوان أحب من الأسماء ما وافق اسمها والتي تناولت فيها سوء اختيار أسماء الأولاد من بنات وأبناء من قبل بعض الآباء.. وضربت مثالاً على ذلك بمن يسمي ابنته دلال فهذا الاسم قد يناسبها وهي فتاة غضة لكن ماذا عن مناسبة هذا الاسم لها عندما تكبر وتصبح عجوزا عدد احفادها بعدد سني عمرها,القارىء سعد عسيري اتفق معي على أهمية اختيار الاسم مضمونا وحروفا وضرب مثلا طريفا في الاختيار غير المناسب لاسماء البنات، يقول: ما رأيك بمن يسمي ابنته باسم عذراء فهل سعادة البنت أن تظل عذراء.. أي دون زواج.. إن الأب هنا يتفاءل أو بالأحرى يتشاءم على ابنته بذلك عندما يسميها بهذا الاسم.. وقد يسعى الأب عندما يتأخر زواج ابنته إلى تغيير اسمها أو يقوم الزوج فيما إذا تزوجت بتبديل اسمها عندما تملأ بيته بالأولاد.
وبعد,,!
لنحرص على اختيار الأسماء المناسبة فهذا من حقوق الأولاد على الآباء كما أوجب الشرع الحكيم والعرب تقول لكل امرىء من اسمه نصيب ,فلنجعل نصيبهم من أسمائهم خيراً وبركة وسعادة، وتفاؤلاً حسناً.!
* * *
** للقارىء الكريم
** كتابتي عن كتاب الأديب الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل (كيف يموت العشاق) تتكون من حلقات أربع لكن لن. أجعلها متواصلة، بل سوف أفصل بين كل حلقة وحلقة بيوميات منوعة، طرداً للسأم عن القارىء، ولأن هناك موضوعات ملحة يحسن عدم تأخير نشرها.
