** كم يسعدنا عندما نرى هذا التكافل بين فئات مجتمعنا موسرهم وفقيرهم، قادرهم والمحتاج منهم، بل إن هذا التكافل بفضل الله بقدر ما يشمل المواطنين المحتاجين فإن مطره يصل إلى المحتاجين من المقيمين على هذه الأرض الطيبة.
ولو ألقى الإنسان نظرة سريعة على الموائد التي توضع أوقات الافطار في المساجد تأكد له هذا التكافل الذي حافزه التراحم وطلب الأجر من الله، وهذا التكافل الذي يحفز كل فرد على عمل الخير طلباً للأجر من الله، وإن كان من ملاحظة فهي الاسراف في هذه الموائد ووضع اصناف عليها وبشكل يزيد عن حاجة الجالسين عليها اضعاف المرات خاصة إذا علمنا أن أغلب المساجد في بلادنا تتم فيها هذه الموائد بفضل الله.
***
إن هذا الاسراف في هذه الموائد قادني، بل جعلني أرحل وأتذكر إخوة لنا مسلمين فقراء ومعوزين ومحتاجين ومشردين ولاجئين في أقطار الدنيا هؤلاء لا يجدون ما يفطرون عليه، بل ان كثيراً منهم يصومون على الماء ويفطرون عليه، وكثيرون منهم يموتون جوعاً,!
* ودعوني أنقل لكم مشاهد مؤلمة جداً لحالات اخواننا المسلمين في دول افريقيا الفقيرة، وهذه المشاهد رواها رجل نذر نفسه لمساعدة اخوانه المسلمين هناك ألا وهو الدكتور عبدالرحمن السميط رئيس لجنة إغاثة مسلمي افريقيا بالكويت.
مواقف ونقل مشاهد يتفطر لها الفؤاد، ومن استمع إليها أو إلى شريطها المسجل وكان عنده أدنى شيء من الاحساس فإن قلبه سوف يبكي قبل عينيه.
دعوني أنقل بعض المواقف في دولة افريقية على لسان د, السميط:
***
* يقول في إحدى الدول الافريقية عندما ذهبنا إلى عمدة المدينة ليعطينا قائمة بأسماء المحتاجين في هذه القرية قال العمدة: أرجوكم نحن لا نريد طعاما، أرجوكم ساعدونا على حفر قبور لهم لأنكم سوف تعطونا الطعام لأيام وينفد ثم يكون الموت مصيرهم، وأنا ومن معي ضعفاء لا نستطيع أن نحفر لهم قبوراً.!
***
* ومشهد آخر أكثر مأساوية يرويه هذا الرجل المجاهد السميط يقول: وصلنا إلى احدى القرى الافريقية في الليل فذهبنا إلى الشقة المتواضعة التي نسكن فيها أنا وأسرتي، وبالمناسبة فأسرته ترحل معه وتساعده على الاغاثة، يقول: وعندما أذن الفجر نزلت للصلاة ووجدت عدداً من الجثث تحت باب العمارة فسألت إمام المسجد عما رأيت فتردد في الاجابة وعندما ألححت عليه قال: هؤلاء كانوا ينتظرون من الساكنين أن يرموا عليهم بقايا طعامهم، ولما لم يأتهم شيء أهلكم الجوع والبرد في الليل، وهو مشهد مألوف عندنا.
***
* أما المشهد الثالث الذي رواه فهو يعبِّر عن نفسه، يقول الشيخ السميط عندما نصبنا القدور التي فيها الطعام لانقاذ أهل القرى وأطفالهم الذين أنهكم الجوع، وعندما انتهى الطعام جاء المحتاجون، وكنا نعطي كل محتاج بإناء محدد لكثرة الجوعى والمحتاجين، ولفت نظرنا رجل جاء يسير في الليل من مكان بعيد وعندما وصل إلينا أعطانا بطاقته وإناءه، وأعطانا بطاقة أخرى باسم زوجته وأفاد أنها سوف تأتي لأخذ نصيبها، وعندما سألناه لماذا لم تأتيا معاً، صمت وبكى، وعندما ألححنا بالسؤال عليه قال: انه ليس لدينا سوى لباس واحد للخروج، وقد أرتديت اللباس، وعندما أعود سوف أخلع هذا اللباس لترتديه زوجتي وتأتي إليكم لأن اللباس الذي عليها لا يسترها إذ هي به شبه عارية.
هذه نماذج من المشاهد التي رواها الشيخ السميط، وهي كافية لتعبر بنفسها عن مآسي الفقر والمرض التي تصيب إخواننا هناك في افريقيا.
وهناك مشاهد أخرى لا تقل فجيعة من هذه المشاهد رواها في هذه المحاضرة المسجلة.
***
** ولقد نقلت هذه المشاهد المؤلمة لعدة اسباب:
* أولها : حمد الله وشكره على ما تعيش فيه بلادنا من رغد عيش، وخير وأمان، ومن هنا فعلينا أن نحمد الله قولا وعملا.
* وثانيها : وهو هدف هذا المقال أن نتصدق بالفائض من حاجتنا وصدقاتنا على اخواننا المسلمين المحتاجين في افريقيا وغيرها، إنه مؤلم أن نرمي أطايب وصنوف الطعام ونحن نعرف أن لنا إخوة بحاجة إلى لقمة تنقذهم من الجوع، وإلى شربة تنقذهم من الموت.
وإن المؤلم أن تمتلئ خزائننا بعشرات الملابس التي نحتاج إليها والتي لا نحتاج إليها وإخوة وأخوات لنا يرتدون العري هناك.
وإنه مؤلم أن نؤمن لأطفالنا أغلى الألعاب التي سرعان ما ينتهون منها ويكسرونها في لحظات وأطفال إخوة لنا تحصدهم الأمراض من فقر الدم والسل وغيرها بسبب سوء، بل انعدام التغذية، وحتى في مجال الصدقات اننا نعطي الصدقات أحيانا لأناس قد لا يحتاجون إليها أو هم يحصلون عليها لتأمين كماليات ليست ملحة بينما إخوة لنا ولهم عاجزون عن تأمين الضروريات من المأكل والملبس والدواء.
صحيح أن الأقربين أولى بالمعروف ولكن إذا كان هناك من إخوة القربى في الدين من هم أكثر احتياجا واضطرارا فالمسألة نسبية ومحددة بالاحتياج والاضطرار.
إننا نلاحظ أن الموائد التي توضع في المساجد تكفي لعشرات الأفراد، ولا يجلس عليها سوى نفر محدود من المقيمين في هذا الوطن العزيز.
ترى لماذا لا نضع لهؤلاء قدر حاجتهم ونتصدق بالفائض لإخوة إن لم يكونوا في بلادنا فهم إخوة لنا في العقيدة والإسلام.
وفي مجال بناء المساجد نجد في بعض الأحياء عددا من المساجد التي ربما يكفي واحد منها وهناك مدن وقرى إسلامية كاملة لا يوجد فيها مسجد واحد يؤدي فيه المسلمون صلواتهم ويرفعون فيه اسم ربهم.
***
إنه يوجد في بلادنا بلد الخير جمعيات ومؤسسات لها أعمالها المباركة في مساعدة اخوتنا من الفقراء والمرضى والمحتاجين والأيتام والأيامي والعاجزين في أقطار الدنيا، ويقوم عليها إخوة أخيار منا من أمثال مؤسسة الحرمين الخيرية وغيرها.
من هنا
علينا أن نبادر لإعطاء بعض صدقاتنا وزكواتنا لهذه الجمعيات المباركة لتذهب هذه الصدقات إلى أكثر القنوات والأشخاص احتياجاً لتحقق هدف التكافل الإسلامي، ويتضاعف الأجر إن شاء الله.
لنعلم ونوقن ان مثل هذه الصدقات التي ندفعها إنما تسهم
في إغاثة جائع
وكفالة يتيم
وشفاء مريض
وتعليم طفل
ودعوة ضال
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
***
** ملاحظات في بيت الله الحرام
** بعث إلي الأستاذ صالح بن محمد الصالح بعض الملاحظات المهمة التي عايشها أثناء زيارته لمكة المكرمة ولبيت الله الحرام، ويسعدني أن أنشرها هنا:
** يسرني أن أقدم هذه الملاحظات التي تهم الحجاج والمعتمرين إلى فضيلة الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد لاحظتها ولاحظها غيري، وإننا لنأمل الأخذ بها خدمة لزوار بيت الله الحرام.
ومن هذه الملاحظات ما يلي:
1 وضع الخط البني المحدد لبداية الطواف بالكعبة مقابل الحجر الأسود حيث يتسبب في الازدحام الشديد والعرقلة للطائفين، وقد رأيت شخصياً أناساً يصلون على الخط وربما أنهم يعتقدون في هذا الخط وأكتفي فيما ذكره فضيلة الشيخ بكر أبو زيد الذي أوضح كل ما يتعلق بهذا الخط من مبررات وأسباب تمنع وضعه والمطلوب إزالة هذا الحدث والاكتفاء بعلامة بالركن والعلامة الخضراء.
2 المداخل الرئيسية للحرم تنغلق بالمصلين تماماً اثناء الصلاة وأداء الخطبة يوم الجمعة مثل مدخل باب الملك عبدالعزيز ومدخل باب الملك فهد ومدخل باب الصفا وباب العمرة وباب الفتح, وهذه المداخل تصل مباشرة للصحن حول الكعبة والمطلوب منع المصلين من أداء الصلاة في المداخل والممرات وإبقاؤها مفتوحة للدخول والخروج من وإلى الصحن ويتم المنع من قبل رجال الأمن بالحرم وذلك في كل الأوقات خاصة أيام الحج وشهر رمضان والجمعة وغيرها وجعلها مفتوحة دائماً لما في ذلك من المنافع، إضافة إلى أن الصلاة في الممرات والطرقات لا تجوز.
3 حاجة دورات المياه وأماكن الوضوء إلى الصيانة المستمرة حيث إن بعض الأبواب والسيفونات وصنابير المياه غير صالحة وتحتاج إلى صيانة مما يتطلب الأمر تكليف الجهة المختصة بمراقبة ذلك يومياً.
4 تشديد الرقابة على المتسولين داخل الحرم من رجال ونساء وأطفال ومنعهم من ذلك لما فيه من مظاهر غير حضارية.
***
** الشيشان بين روسيا والبابا..!
** أي عصر هذا الذي نعيش فيه؟
دولة كبرى روسيا تهدد بأنها سوف تقتحم مدينة مسلمة كاملة لتحطمها بصواريخها وطائراتها,.
أي عصر هذا؟
وأي هوان يحيط بالمسلمين؟
لقد بلغ الأمر بقادة الشيشان أن يرفعوا قبل فترة نداء من الشيشان المسلمة إلى البابا لإنقاذهم من صواريخ روسيا الشيوعية وطائراتها,!
يارب
إلى هذه الدرجة بلغت اللامبالاة بأكثر من مليار مسلم.!
ألهذه الدرجة تبلّد شعور المسلمين نحو إخوتهم في العقيدة والإيمان.!
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست آذانهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
يارب.. !
إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي.
***
** حملة الشيشان
وخيرية هذا المجتمع
** حقاً
إن مجتمعنا بخير وإلى خير
وآخر دلالات هذه الخيرية في هذا المجتمع هو ذلك التنافس الكبير على التصدق لإخوتنا الشيشانيين خلال الحملة الموفقة والناجحة التي قدمتها القناة الأولى بالتلفزيون السعودي بالتعاون مع الهيئة المشتركة لإغاثة إخوتنا المستضعفين بالشيشان.
لقد بدأ تدفق الخير بداية من خادم الحرمين الشريفين حتى أصغر طفل في هذا الوطن.
ولكن تأثرت عندما شاهدت امرأة تصدقت بحليها وكذلك الطفل الذي قدم مائة ريال من مصروفه.
إنه مجتمع خير موعود من الله بالأمن والرخاء والرحمة في الدنيا، والفلاح في الآخرة إن شاء الله، وصدق الله: (إن رحمت الله قريب من المحسنين) سورة الأعراف: الآية56 .
***
** دعاء :
** دعاء مؤثر قرأته وظللت أدعو الله به:
** ياربّ، لا تجعلني جزاراً يذبح الخرفان، ولا شاةً يذبحها الجزارون.
يارب، ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء، وساعدني على أن لا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء.
يارب، إذا اعطيتني مالاً لا تأخذ سعادتي، وإذا أعطيتني قوة لا تأخذ عقلي, وإذا أعطيتني نجاحاً لا تأخذ تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعاً فلا تأخذ مني اعتزازي بكرامتي .