** لو كانت هناك جنازة لا يحضرها سوى الاطفال لكانت جنازة هذا الراحل العزيز د.عبدالعزيز بن علي الزامل رحمه الله.
إنه ليس طبيب الاطفال بل وحبيبهم، وكما قال د.عبدالعزيز الخويطر في كلمته الرثائية له بالجزيرة، انه حبيبهم والحاني عليهم بل وماسح دمعات آبائهم وأمهاتهم.!
كم من طفل كان بين الحياة والموت فوجد في قلب هذا الانسان الطبيب الحنان قبل ان يجد في مشرطه العلاج، وكم من أب مذعور وأم خائفة جاءا اليه في عز الليل فوجدا بين حنايا قلبه وحنان يديه الأمن والطمأنينة على فلذة كبدهم.!
إلى سنوات محدودة ماضية كان هذا الطبيب في الرياض، وكان أي أب أو أم لا يجدان علاجا ناجحا ناجعا لطفلهم في مستشفى أو مستوصف سرعان ما يهرعان إليه خائفين ثم يعودان بتوفيق الله وقد سكنت الطمأنينة قلبيهما على طفلهما الذي كان نداؤه الانين.
** لقد كان شعار الراحل د, الزامل بل شعوره دعوة الشاعر القروي من أجل بث الرحمة والحنان في قلوب الأطفال عندما قال:
ويارب حــبب كل طـــفل فلا يرى
وان لج في الاعنات وجـها مقطبا
وهيـــىء له في كل قلـــب صبابة
وفي كل لقــــيا مرحــبا ثم مرحـبا
كان هذا الراحل الغالي، الطبيب المحبوب الناجح ليس بتأهيله العالي وخبرته الطويلة فقط بل قبل ذلك بصدقه وعفويته ولهجته القصيمية المحببة التي لم تغيرها سنوات الغربة والتعليم الطويل في المانيا.
هذه المزايا عنده هي سر الطمأنينة التي يجدها الاطفال وأولياء أمورهم عندما كانوا يراجعونه في عيادته المتواضعة في شارع الاحساء والتي احسب ان عدداً كبيراً من أطفال الرياض وبالأخص الذين تجاوزوا خمسة عشر من عمرهم حظوا بمعالجة رحيمة من هذا الطبيب الراحل.!
***
إنني أذكر هنا مقالة نشرها الصديق محمد علوان في اليمامة قبل أكثر من عشر سنوات وكانت مقالة مؤثرة عرض فيها وضع طفله الذي كاد ان ينتهي بين يديه عندما كان يطوف به أمام الاسعاف والأحياء في عز الليل دون جدوى، ثم هداه الله الى الذهاب الى د. الزامل فوجد عنده العلاج، وقبل ذلك الرحمة والحنان على طفله.!
لقد كانت أمراض الطفولة هي هاجس د. الزامل ليس بصفته طبيبا معالجا وإنما ايضا بصفته مواطنا من عمق هذه الارض، وقد ألف قبل سنوات كتابا رائعا عن (الطفل) هدف فيه الى تقديم المعلومات المبسطة والعلمية عن رعاية الطفل، والمراحل التي يمر بها، وتطعيماته وعلاج أمراضه.