وأدمع عيني ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة المسائية والذي جاء فيه: ان طفلا في الثانية عشرة من عمره لقي مصرعه تحت عجلات سيارة مسرعة عندما كان خارجاً من مدرسته الابتدائية بالرياض حاملا شهادة النجاح وفي طريقه الى بيته كان الحادث الذي أودى به..!!
الله..!!
لقد تصورتُ موقف والديه..!!
لقد خرج من عندهما ليأتي لهما (بشهادة النجاح) واذا هو يعود اليهما جثمانا لا حراك به معه (شهادة الموت)!!
لك الله..!!
أيتها الأم المكلومة..!!
لقد أيقظت ابنك في ذلك الصباح الجميل
قدمت له إفطاره
ألبسته أنصع الثياب
سكبت عليه من ماء حنانك ورواء محبتك
ثم تابعت خطواته حتى خرج من باب المنزل، ومن بوابة قلبك.
وما كنت – لك الله – تعلمين أنه لن يعود اليك
أنه سوف يخرج من دفء قلبك ليدخل في ظلمة القبر، وغياهب الموت.
وأنت يا والده..!!
لقد كنت – لك الله – تسعد بكل خطوة في حياته وفي قمتها رحلة تخطيه مرحلة دراسية جديدة، كنت تعلق عليه آمالا كبارا وأحلاما خضراء..!!
كان حلمك ان يعود وأن يعيش وأن ينجح، أن يأتي اليك زافاً شهادة النجاح لا حاملا في تابوته شهادة الموت..!!
ولكنها إرادة الله
لم تكن تعلم ان مرحلته القادمة سوف تكون تحت الأرض إنني لا أعرفكما – أيها الاب – أيتها الأم – ولكنني أحس بالألم الذي يسكن نفوسكما، إنني ادعو لكما بأن يربط الله على قلبيكما، وأن يشفع لكما بصغيركما.
***
أما أنتم
يا قادة السيارات..!!
فرفقاً
بحياة الناس وبأرواح الاطفال
ورفقا، قبل ذلك وبعده بقلوب الآباء والأمهات.
إن تهوركم في القيادة
يخطف ارواحا
ويبقى جراحا
ويخلف آلاما
لقد أفزعني الخبر الذي نشرته صحيفة (الحياة) عن إحصائية الحوادث المرورية التي حصلت في عام واحد والذي جاء فيه: (نجم عن حركة السير في طرق المملكة في عام 1418ه وقوع حوالي 153 الف حادث سير تسببت في وفاة 3474 شخصا وإصابة اكثر من 28 الفا كما أن 66 في المائة من تلك الحوادث وقعت بسبب السرعة والتهور وعدم التزام أنظمة السير).
لقد أضحت حوادث السيارات أشد فتكاً من أعتى الأمراض.
إن فرق الوقت – لو عقلنا – في الوصول الى الهدف بين من يقود سيارة بتعقل ومن يقودها بتهور لا يتجاوز دقائق معدودة..!!
لكن..!!
هذه الدقائق التي يحسب سائق السيارة المسرع أنه كسبها قد يكون وراءها أقسى الخسائر من حصد الأرواح، وإعاقة الاصحاء، وذبول زهرات الأطفال!!
إن في حوادث السيارات لعبرة لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد..!!
***
** د.شبكشي بين الطب والأدب
** معالي الدكتور الكريم أسامة شبكشي وزير الصحة لو لم يكن طبيباً وإداريا لكان أديباً محلقاً..!!
في رسائله وخطاباته تحس بشفافية الانسان ورقة الأديب، وتواضع المؤمن.
وآخر رسالة كريمة تلقيتها منه سوف أنشر جزءاً منها يلمس ويحس القارىء بهذه الشفافية من خلال سطور رسالته الكريمة:
** قرأت مقالتكم في جريدة الجزيرة بعددها رقم 9762 بتاريخ 7/3/1420ه حيث أشرتم: لكي تكون الوزارة براً لا وزراً فأعجبتني كثيراً طريقة عرضكم للمسئولية والأمانة.. ثم في الفقرة الرابعة أشرتم الى الوزراء الجدد واختتمتم سطوركم بالوزراء الذين سلموا حقائبهم الى من خلفهم مشيرين الى انهم ادوا الامانة.
إلا أنني أختلف مع الأخ الفاضل فيما اشار اليه الى أن المولى جلت قدرته قد رفع درجاتي في الحياة الدنيا.. فأنّى لي أن يرفع الله درجاتي في الحياة الدنيا وما أنا إلا عبدٌ من عباد الله وأنا ابن آدم وآدم من تراب.. وبدات كنطفة وسأنتهي كجيفة ككل إنسان أو كما قال رسول الأمة الهادي البشير صلوات الله وسلامه عليه: (أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد).. وإن كنت أسأل المولى جلت قدرته أن يتقبل عمل كل منا وأن يحتسب ذلك في ميزان حسناتنا حيث أن المرء منا يعمل وكأنه يرى الله، فإن لم يكن يراه فإن الله سبحانه وتعالى يراه.. كما أن المولى جلت قدرته يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه.
شاكرا لكم دعوتكم الكريمة في أن يرفع العلي القدير درجتي في الحياة الأخرى في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر وأن يجمعنا بكم في جنة الخلد بإذنه تعالى.
أيها الأخ الأديب: إن كلماتكم الرقيقة ذات اللون الأدبي المميز يفوح عبقها كنسمة رقيقة تلطف علينا لهيب العمل الإداري علاوة على ما فيها من شحنة قوية تزيد من عزائمنا وتكون حافزاً لنا في أن نشمر عن سواعدنا لكي ننال شرف خدمة الوطن كل في مجال عمله، وكل يتسابق لتقديم أفضل ما يمكن أن يقدمه لبني جلدته ومواطنيه.
والله أسأل أن يتقبل منا ذلك وأن يجعل عملنا لوجهه الكريم.
وتقبلوا وافر تحياتي مع جزيل شكري وتقديري..
محبكم
أسامة بن عبدالمجيد شبكشي
***
** الطويان والوفاء و(رجال في الذاكرة)
** كم هي بلادنا
بحاجة إلى من يؤرخ ويكتب عن رجالها الذين خدموا بلادنا وعقيدتنا، يستوي في ذلك من رحلوا الى العالم الآخر أو من يعيشون بيننا متعهم الله بالصحة..!!
إن الأجيال الجديدة بحاجة الى ان تعرف سير هؤلاء الرجال في جميع مناطق بلادنا تخليداً ولمسة وفاء بحقهم، وليكونوا قدوة للأجيال الحالية والقادمة في جليل أعمالهم، وصادق عطاءاتهم..!!
ولكم شدّني الكتاب الذي أصدره الأديب الأستاذ: عبدالله بن زايد الطويان من ابناء مدينة بريدة العزيزة، والكتاب عنوانه (رجال في الذاكرة سير ذاتية لبعض رجال نجد المعاصرين) حيث بحث وبذل جهداً كبيراً حتى قدم ترجمات وافية عن حياة وأعمال أكثر من (80) شخصية كريمة من أبناء ورجال نجد الذين كانت لهم الاعمال المذكورة والمشكورة في الماضي القريب والحاضر المشرق.
وقد كشف في هذا الكتاب الجميل جوانب عديدة لا يعرفها الكثيرون عن هؤلاء الرجال الأخيار وعن الأعمال الكبيرة التي قدموها سواء في مجال العمل الحكومي او الخاص أو الانساني أو الأدبي.
وهو عمل توثيقي وموفق يستحق عليه الكاتب كل التقدير.. وأستشرف ان يواصل بحثه وتنقيبه عن هؤلاء الرجال الذين يكاد يطويهم النسيان، ولعله يصدر سلسلة من هذا الكتاب الذي تجسدت فيه قيمة الوفاء لهؤلاء الرجال، والكتاب جدير ان يقرأه أبناء هذا الجيل ليعرفوا ماذا قدمه آباؤهم وأجدادهم من عظيم العطاء في ظروف كانت صعبة وعسيرة.
إنه كتاب سيبقى في الذاكرة لأنه تحدث عن رجال أخيار نبلاء لكيلا يغيبوا عن الذاكرة.
فلقد اخرجهم المؤلف الطويان من طي النسيان فله صادق التقدير.