** كم مرة ازاح شهد الكلمة الطيبة غيوم الاسى من قلوب الاخرين.
وكم مرة كان (لعذب الخطاب) فعل السحر في وأد العذاب من بعض النفوس..!!.
وكم كان لعاجل القسوة مردود عكسي في صلاح الناس وانقيادهم.
ولهذا فان هناك حكيما عربيا مجربا قال – وقد صدق – (جربت اللّين والسيف، فوجدت اللّين أقطع)..!
وقبل ذلك وبعده قال الله سبحانه لنبي الرحمة:
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.. الآية)
وكم نجد من اساليب القسوة في تعامل البعض منا..!
فكم مرة نسمع عن شكاوى موظفين يقسو عليهم رؤساؤهم دون وجه حق، وبعدها لا الرؤساء يجعلونهم يحققون ما يريدون، ولا الموظفون يؤدون ما عليهم..!!
بل ان (القسوة) في غير موضعها توجد جدارا من الكراهية يكون من شأنه خلق مناخ غير جيد للعمل..!
ولهذا فان بعض الشركات اليابانية الناجحة اتخذت شعار (الادارة بالحب) وليس (الادارة بالقسوة) والضغط او الكراهية او الاكراه..!
ان خلق علاقة حب بين الانسان وبين عمله والقائمين على عمله، تجعله ينتج ويبدع ويعطي,وفي ميدان آخر…
نجد بعض الناس يمارس اشد صنوف القسوة مع من ولّاه الله عليهم من خدم وسائقين،وهنا يتعب صاحب الشأن رجلا او امرأة ويتعب معه مخدومه..!
وهؤلاء المستخدمون – على وجه الخصوص – اذا لم تكن العلاقة معهم على درجة من الوئام فان من الصعب بقاؤهم لديك، وخصوصا من يعملون في المنازل.
ان على الانسان ان يحمد الله انه لم يكن هو في موقعهم فاقة وغربة.. وليتذكر كل واحد منا قول الحكيم:
((واشكر فضائل صنع الله اذا جعلت
اليك لا لك عند الناس حاجات))
وقبل ذلك وبعده كم اتمنى ان يتذكر من يقسون على مخدومهم بحق وبغير وجه حق ان يتذكروا ما قاله خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عندما قال: (خدمت عند رسول الله طيلة عمري فما قال لي يوما اف) بأبي انت وامي يا رسول الله ونحن – بالتأكيد – يصعب علينا ان نبلغ مبلغ من جعله الله على خلق عظيم ولكن علينا ان نقارب وان نقتدي لنستريح ونريح.
ان (خفض الجناح) للآخرين نهج يجلب المودة ويجعل الاخرين يخدمونك وهم مرتاحون معك، سعيدون بك وهذا بالتالي ينعكس على حسن العمل وانضباطه معا.
***
إن هناك مبدأ اسلاميا رائعا يرسم نهج التعامل مع الاشخاص في هذه الحياة الا وهو مبدأ (الرفق) الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حاثا عليه ومرغبا فيه (ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء الا شانه).
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها: (ان الله رفيق يحب الرفق).
انه اذا كان الله سبحانه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف فما بالنا نحن البشر ونحن مخلوقون ضعاف، ولَّانا على بعض من خلقه نعنّف ونقسو ناسين اننا بشر مثلهم، لنا ولهم مشاعر تنفعل وتتأثر وتفرح وتحزن.
ان النظريات الانسانية والاجتماعية الحديثة تحبذ ما جاء على ألسنة الرسل والمعلمين وتؤكد نجاح اسلوب (اللطف والرفق) في تحقيق الاهداف، ونجاح العمل، ومحبة الاخرين.
ان هناك مؤلفا غربيا كان رجل اعمال ناجح ألف كتابا اسمه (قوة اللطافة) وصل فيه الى ان (اللطفاء في الحياة هم الناجحون فيها).
اما قبل:
فإن استخدام الاسلوب اللين في العمل والتعامل يريحنا قبل ان يريح الآخرين.
***
** وزارة الزراعة
والاستفادة من المياه المستعملة
** قرأت تقريرا مختصرا نشرته صحيفة البلاد عن الدراسة التي اجراها مركز فقيه للابحاث بمكة المكرمة الذي انشأه الشيخ عبدالرحمن فقيه، وقد كشفت دراسة المركز عن نتائج مهمة لتقنية استخدام المياه المستعملة والتي من شأنها ان توفر 44% من المياه مما سيقلل الحاجة الى تحلية المياه المكلفة وقد اوضحت الدراسة سهولة ويسر معالجة المياه المستعملة من اجل صلاحيتها للاستخدام اذا ما قورنت بتكلفة تحلية المياه المكلفة جدا,وقد اشارت الدراسة الى انه في حالة تعميم تقنية معالجة المياه فان التوفير في استخدام المياه سوف يصل الى 33%.
إننا ونحن نعيش في بلد صحراوي ونحن احوج ما نكون الى قطرة الماء ادعو وزارة الزراعة الى الاستفادة من هذه الدراسة التي اعدها مركز فقيه للابحاث من اجل الاستفادة من المياه المستعملة والحد من انتاج المياه المحلاة ذات التكلفة العالية خصوصا ونحن نعيش مثل هذه الظروف الاقتصادية.
والشكر اخيرا للشيخ عبدالرحمن فقيه على انشاء هذا المركز وليس غريبا عليه هذا العمل الوطني وهو ذو المبادرات الوطنية والخيرية بل انه من اوائل رجال الاعمال في بلادنا الذين اسهموا ويسهمون في خدمة وطنهم بكل بذل واخلاص.
***
** إنسان بلا (:كمبيوتر)..!
** لي صديق عزيزكلما جاء ذكر ذلك الكمبيوتر,, وجدته يصد عنه صدودا اين منه صدودي..!!
انه مقتنع بعدم استخدام (الكمبيوتر) على مستوى شخصي في اموره الخاصة وان كان سعيدا بانتشاره وبخدماته التي يقدمها له بطريق غير مباشر من خلال استخدام الدوائر والشركات لهذا الجهاز..!
لكنه هو قد اغلق باب فكره عنه.
انه يسيِّر اموره – بشكل جيد – دون هذا الجهاز.. وهو – كما يقول – لا يستطيع ان يأخذ من عصره كل شيء لان هذا سوف يكون على حساب امور وهوايات اخرى مهمة جدا في نظره وقد اعتاد عليها وهو سعيد بل سيكون الحزين لو ابتعد عنها، والمثل يقول:
(من اراد كل شيء ترك كل شيء).
قال له احد اصدقائه وهو يحاوره في جلسة خاصة:-
إن (الكمبيوتر) سوف يختصر عليك كثيرا من الجهد والوقت، وكان رده: ومن قال لك انني أرغب في ذلك، انني سعيد وانا ادير عملي بنجاح ان اعمل فكري وجسدي وأبذل جهدا في تحقيق اهدافي، ان مثل ذلك (متعة) تمنحني الحيوية، وتجعلني احس بالحياة وبقيمة ما احققه فيها.. ولانني تعودت – على هذا الاسلوب – فاني أراه عملا يسيرا وممتعا.
قال له صاحبه:
حقا..!
انك انت المرتاح من الكمبيوتر وعلله وفيروساته وارهاقه للذهن بالارقام وانهاكه للعين بتحديق البصر وملاحقة البصيرة لمعلوماته المتداخلة، قبل ذلك (فالكمبيوتر) اصبح ليس لديه سر فمن خلال ضغط زر واحد قد ينكشف كل ما كان مستورا من معلومات وارقام.
***
** الشاعر مسلَّم
والرجولة المفقودة.!
** هذا الشاعر مقل لكنه مجيد عندما يطرح ابداعه.
ان قصائده باذخة بالمضامين العميقة.
انه الشاعر المجيد: عبدالمحسن حليت مسلم الذي يذكرني شعره بعروبة القروي، وجزالة النجفي، واما وجه الشبه بينه وبين الشاعر عمر ابو ريشة فهو في البيت الاخير او بيت (الفجاءة) كما كان يسميه الشاعر الراحل حيث يلخص الشاعر غايته من قصيدته فيه.
وآخر ما قرأت للشاعر عبدالرحمن مسلم قصيدة جميلة عنوانها (الفياجرا) وختمها بهذه الابيات الباذخة معنى، والموجعة مضمونا:
((ايها الازرق العجيب تلفَّت
فالفتوحات لم تعد مستحيلة
الف شكر.. ها نحن صرنا فحولا
ولنا وحـــدنا تكون الفـحولة
فـــمتى يبــعث الزمان الـــينا
بعقار يُحيي لدينا الرجوله))
أجل فنحن.. رجال العرب أوطاني نبحث عن الرجولة، التي افتقدناها حتى سلبت كرامتنا وكرامة مقدساتنا اما (الفحولة) فأمرها ميسور فقد اصبحت امرا يمكن استيراده وجذبه و: