logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

أجمل هزيمة..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > أجمل هزيمة..! حمد بن عبدالله القاضي

أجمل هزيمة..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

**إلى كل الأحبة الذين ضاق بهم بياض الورق واتسع لهم فضاء القلب..      

**أجمل هزيمة :

عندما تنهزم أمام انتصار عواطف الآخرين وانعطاف محبتهم نحوك.

إنك مهما منحتهم لحظتها من صفاء الكلمات وصادق العرفان إلا أنك تحس – في بيادر ذاتك – أنك العاجز أمام اقتدار محبتهم ..!

وأمام ذلك يجمل بك – أن تقف موقف ذلك الشاعر العربي الذي عندما عجز عن مقابلة عرفان الآخرين لجا إلى دمع عينيه، فكان تعبيرهما أصدق شكر، وأعمق تعبير:

           ” شكرت جميل صنعكم بدمعي

                         ودمع العين مقياس الشعور”

وآونة تحتويك طريقة الشاعر شكسبير الذي هتف لأولئك الذين غمروه بدفء تهانيهم على نجاح إحدى مسرحياته، فكان رد جميلهم بهذه الكلمة الجميلة : “إنني لا أجد إلا قلبي لأقطف لكم من ورده، ولعل ورده أكثر عبقاً من ورود الأشجار..!”

أما أبقى شكر فهو أن تدعو – بظهر الغيب – لكل من يمطرك بهتان مودته ونبيل مشاعره .. والدعاء هو تاج الشكر وقمته ..!

لقد دارت الرؤى في فضاء ذاتي – في الأيام الماضية – وأنا أعيش أصداء مناسبة عزيزة، ولقد أيقنت عندها أن السعادة بمشاعر الناس تعادل الفرح بهذه المناسبة إن لم تتفوق عليها..!

وكم هم رائعون .. أولئك الذين يسعدون عندما يطرُزون دروب الآخرين بالكلمة “الجميلة” أو يخضبون لحظاتهم بنبيل المشاعر الزاهية.

**على جناح يمامة :ـ

**”إذا قصرت يدك بالمكافأة فليطل لسانك بالشكر”..!

أجل عندما نعجز عن تقديم بطاقة امتنان تماثل محبة الآخرين فليكن سبيلك إلى فضاءات العرفان فيضاً من الكلمات تطوق بها حدائق قلبوهم.

** من وهج التراث قرأت من هذه القصة التي لا تحتاج إلى صداق لتقديمها بل إن بديع صدقها وجميل معانيها هما اللذان يزفانها إلى الآخرين :

روى الأصمعي قال: قال أحد الحكماء:“رأيت رجلاً يروح ويغدو في حوائج الناس فقلت له: قد أتعبت بدنك فما لك راحة ولا قرار، فلو اقتصدت بعض الاقتصاد؟ فقال الرجل: سمعت تغريد الأطيار، وغناء الجواري الحسان، فما طربت بشيء منها طربي لنغمة شاكر أوليته معروفاً أو سعيت له في حاجة .. فقلت له صدقت لا لوم عليك ولا تثريب ..”.

أجل..

صدقت أيها الراوي, وصدق هذا النبيل.

فليس أجمل من “المعروف” عندما تبذره في قلوب الناس كل الناس ليثمر وهج حب وخزامى وفاء.