أولئك الذين يغرِّدون بالحب
🌱حمد بن عبدالله القاضي
* عندما يضمك مجلس تحدّق في وجوه الناس، وفي كلماتهم وحركاتهم. بعضهم يدخل قلبك من خلال حواره.
وبعضهم تنفر منه بسبب سوء حديثه ونابي آرائه..!
وأما بعضهم فتود لو يصمت.. لو يصمت دائماً – لأن زيادته أو نقصه في ناظريك – بالتكلم كما يقول الشاعر. وفي منحى آخر..!
بعض الناس يحب أن يشيع الخير والطهر والنقاء والسعادة في جوانح الناس فهو حريص أن يكون هاتف خير، وبلبل شدو كما يقول الشاعر علي الجندي – رحمه الله -:
((وكن بلبلاً تحلو الحياة بشدوه
ولا تك مثل البوم ينعب بالردى))
وهو يريد – دوماً – أن يكون ذلك البلبل الذي يغرّد بالحب ويتغنى بنشيد المحبة للناس. لكن بعضهم.. تراه لا يبادر إلا إلى نشر الشَّر.. ولا يسعى إلا إلى إشاعة الفاحشة.. ولا ترتاح نفسه إلا عندما يعلن نبأ السوء.. تجده يصمّ نظره عن كل المعاني الجميلة ويغلق فمه عن نشر الأشياء الأخّاذة التي تجعل الآخرين يتوشّحون بدهشة الفرح، وتعبق جوانحهم بعود السعادة، وتفيض نفوسهم برواء الراحة.