أفرغوا الهواء وأفيدوا من رأي الآخر..!
حمد بن عبدالله القاضي
(1)
أفرغوا الهواء وأفيدوا من رأي الآخر..!
** في الشبكة العنكبوتية.. قرأت هذه الحكاية القصيرة المؤثرة التي تشير إلى أبعاد كثيرة كم تفدنا بحياتنا لو تمثلنا بها.
إن الإنسان تحضر أمامه أشياء وتغيب عنه أشياء كثيرة يستطيع أبسط الناس تقديمها لنا.
* تقول الحكاية:
(أحياناً يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع..
مرت طفلة صغيرة مع أمها على شاحنة محشورة في نفق.. ورجال المرور حولها يحاولون عاجزين عن إخراجها من النفق.. قالت الطفلة لأمها.. أنا أعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق! استنكرت الأم وردت: معقولة كل المرور غير قادرين وأنت قادرة! ولم تعطِ أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها.. تقدمت الطفلة للضابط: سيدي أفرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر! وفعلاً مرت الشاحنة وحلت المشكلة وعندما استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير!).
***
** إن هذه الحكاية القصيرة تلامس – بصدق – ثقافة اللامبالاة التي نواجه بها بل نجابه بها بعض الآراء التي قد تكون صائبة لكن لأنها تأتي ممن هو أصغر سناً أو مكانةً أو موقعاً لا نحفل بها، أو لأن الاعتداد بأنفسنا وآرائنا يجعلنا لا نلقي لوجهات نظر الآخرين بالاً أو نعيرها احتفاءً.
إننا – مع الأسف – ننبذ بعض الآراء من الآخر وننفيها مع أن الحق ماثل فيها ومتماثل معها.
كم هو ضارٌ بنا وبمجتمعنا عندما نرى أننا وحدنا الذين نهدي بآرائنا غيرنا ونريهم سبيل الرشاد.
إننا لو اختزلنا شيئاً من كبريائنا واستمعنا إلى غيرنا فلربما نجد لديهم وعندهم حلولاً صائبةً لكثير من القضايا مما لم نتوقعه أو نتخيله.
* فقط.. شيء من التواضع وقبول رأي الآخر ينير لنا تفكيرنا ويثري تجاربنا وحياتنا.
***
(2)
تخفيض النقال وخير البر عاجله.!
** استبشر الناس بالخبر الذي زفه معالي رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المشرفة والمراقبة لأعمال شركات الاتصالات:.. استبشروا عندما صرح في يوم 27-12-1427هـ بالخبر الذي تصدر الصفحة الأولى بصحيفة اليوم، الذي كان عنوانه (تخفيض تكلفة النقال 50% خلال الثلاث سنوات القادمة).
إنه خبر مفرح ينتظره الناس وبخاصة بعد أن أصبحت فواتير الهواتف النقال تأكل الأخضر واليابس من دخول الناس مقابل (كلام) لا يكلف شركات الاتصالات إلا زهيداً من الدراهم لكن هذه الشركات تأخذ مقابله الذهب.
إن النقال أضحى شأناً ضرورياً وليس كمالياً وليته نقال واحد ولكنه ثانٍ وثالث ورابع بعدد أفراد الأسرة ذكراً أو أنثى، أباً أو (بيبي)، و(يا حليل الثابت) أيام زمان كان في البيت الواحد هاتف أو هاتفان، وكانت أغلب المكالمات داخل المدينة ودون الحاجة (للصفر الجشِع).!
بقي أن نطالب – ونحن مع بدء العام الجديد – بسرعة تطبيق التخفيض الذي يخص السنة الأولى من حصة تخفيضات الـ50% التي سوف تتم على ثلاث سنوات.
ويا هيئة الاتصالات، ويا شركاتها (خير البر عاجله).!
***
(3)
قصة للعبرة..!
** ضاق وزير المأمون الحسن بن سهل بكثرة حوائج الناس وقال لأحد جلسائه (ثمامة الحنفي) (يا ثمامة لقد ضقت بطلاّب الحاجات، فقال له ثمامة: زِلْ عن موضعك وأنا ضمين لك بألاً يأتيك أحد، فقال الحسن: أما هذه فلا، وظل يجلس للناس ويقضي حوائجهم).
القصة لا تحتاج إلى تعليق.
***
(4)
آخر الجداول
قال الشاعر:
(لعمرك ما أهويت كفي لريبة
ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
ولست بماش ما حييت لمنكر
من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي)
***