logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

حديث السمر في مساوئ السفر..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > حديث السمر في مساوئ السفر..! حمد بن عبدالله القاضي

حديث السمر في مساوئ السفر..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

 

لعل أنسب وقت للحديث عن السفر وبخاصة (مساوئه) على وجه الخصوص هذه الأيام بعد أن عاد الناس من أسفارهم ورجعوا من إجازاتهم وأضحى كل منهم يتحدث عما لاقى في سفره من راحة، أو ما عانى من نصب..!!
 

ولقد ضمني قبل ليالٍ معدودة مجلس كان فيه شرائح مختلفة من أنماط المجتمع، ودار الحديث فيه عن السفر والإجازة وأين ذهب كل شخص وما مر به في رحلته.
 

ولعل الغريبَ أن أغلب المتحدثين تحدثوا عن السفر حديث الشاكي لا الشاكر والمتضايق لا المرتاح وأغلبهم كانوا مسافرين خارج المملكة..!
 

فواحدٌ أشار إلى معاناته في السكن الذي استأجره وما لقي فيه من نقصٍ في التأثيث وعدم نظافة المكان وغلاء السعر، و(نكد) ذلك سفره – كما قال.
 

وآخر تحدّث بألمٍ عن الخسائر التي تكبدها لكونه خليجياً، فالأسعار كانت مضاعفة عليه سواء في الأسواق أو المطاعم أو السكن أو السيارات، والمؤلم أن هذه الأموال تسلب بغير وجه حقٍ لأن السائح من بلد غني فقط أو يفترضون أنه غني..!
 

وآخر أشار إلى (المرض) الذي ألمّ به وأسرته جراء تناولهم لبعض الأطعمة في بعض الفنادق الراقية جداً وكيف تعبت معداتهم وأجهزتهم الهضمية.!
 

رابع تحدّث عن عمليات النصب والاحتيال التي تستهدف السائح الخليجي، وقد ذكر الصديق الأستاذ خالد الشثري ما حدث له من تزوير في التوقيع على بطاقته الائتمانية، ولولا توفيق الله ثم تدارك الأمر عاجلاً لذهب عليه مبلغ كبير.
 

***
 

** المشكلة أن المسافر يريد أن يرتاح وليس لديه استعداد للجدال وحصول مشاكل مع الآخرين فنجده يتنازل أحياناً عن حقه الصّراح..!
 

الذي يبدو في (السفر) أن هناك تضاداً عكسياً فكلما توفرت وسائل السفر المادية الحديثة كان هناك مزيدٌ من العناء في السفر.. ذلك العناء المعنوي والنفسي الذي يفوق العناء الجسدي في السابق، حيث إنه أشد مشقةً وإرهاقاً.
 

***
 

** وإذا كان الشاعر ذكر خمس فوائد للسفر – وهي معروفة – فهناك شاعر آخر هجا السفر وعد له عيوباً كثيرة حيث جعل بدل الفوائد الخمس سبع مشاكل للسفر، ذلك هو الشاعر (الطرموشي) الذي قال:

 

((تخلف عن الأسفار إن كنت طالباً
نجاة ففي الأسفار سبع عوائق
تباعد أوطان وفقد أحبة
وتشتيت أموال وخيفة سارق
وكثرة إيحاش وقلة مؤنس
وأعظمها يا صاحبي سكنى الفنادق..!))

 

والحق أن الشاعر محق وبخاصة في هذا الزمن.. زمن المخاوف وعدم الأمان..!
 

ومصادقاً لقوله في أبياته هذه (خيفة سارق)، فقد نشرت صحيفة (الجزيرة) في بداية الصيف خبراً عن عصابات متخصصة في إحدى الدول تقتنص السياح ومن ثم استدراجهم لأخذ ما معهم إما بالقوة حيث يعتدون عليهم بالضرب، وإما بالمكر أو الخديعة وهنا أشير إلى ما ذكره وكيل وزارة الخارجية ورئيس الشعبة القنصلية أ. إبراهيم الخراشي في تصريح صحفي سابق حيث أشار إلى: (أن بعض السعوديين المسافرين يتعرضون – فعلاً – لجرائم السرقات لأموالهم أو جوازاتهم بل قد يتجاوز ذلك ويتعرض أحدهم للخطف والاعتداء الجسدي طمعاً في ماله أو للإساءة إليه).
 

***

** ولعلي هنا أضيف إلى مساوئ السفر المتعددة سيئة أخرى وهي أن السفر قد يحرمك من القيام بواجب إنساني أو إخواني تجاه عزيز لديك، فأنت أحياناً بسبب السفر لا تستطيع لبعد المسافة المشاركة في أفراح أو أتراح صديق أو قريب.
 

لكن أحياناً لا مجالَ لترك السفر خارج المملكة بشكل نهائي وإن فاقت مساوئه فوائده.
 

ولا تثريبَ في ذلك لكن مع أخذ الاحتياطات سعياً لتخفيف السلبيات ويحسن ألا يكون سفر الإجازة عادة سنوية، وحين يتم اختيار البلدان يبحث المرء عن أكثرها أمناً وحسن تعامل، والتي لا تفرق بين هوية السياح المسافرين إن وجد هذا البلد الذي يفرّق.
 

بقي على المسافر أن يحرص على تمسكه بالقيم التي نزلت عليه من السماء، والأخلاقيات التي رضعها من أمه الصحراء..!
 

حينها لا أقول تنعدم مخاطر السفر ومساوئه لكنها بالتأكيد سوف تكون أقل..!
 

وحفظ الله الجميع في حلهم وترحالهم.
 

وانتهى الموضوع
فهو تنزيل من حكيم حميد

 

** أكرر شكري لكل من عقَّب على موضوع الإيهام بنقص بالقرآن وقد انتهى الموضوع بحمد الله بنفي صريح من صاحب الموضوع لهذه التهمة عن القرآن العظيم وإيمانه العميق – مع كل المسلمين – باكتمال القرآن الكريم وحفظ منزله له، حيث نشر صاحب مؤسسة الفرقان هذا النفي عن نقصه، وهذا التأكيد على اكتماله في ملحق الرسالة الشهير الذي يصدر عن صحيفة (المدينة)، وذلك في عدد الجمعة قبل الماضية، وقد كنت من أكثر السعداء بذلك، فالهدف من الكتابة كان الدفاع عن قرآننا والغيرة عليه – كما أشرت في رسالتي، لصحيفة (المدينة) التي نشرتها يوم أمس تعليقاً على هذا الموضوع.
 

وحمداً لله ونحن في هذا الوطن الذي نحكم القرآن أننا جميع أبنائه نؤمن بأن القرآن العظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
 

***
 

آخر الجداول
 

 

قال تعالى: { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} )24) سورة الحج.