🌱النقد بين الموضوعيَّة والذاتيَّة.!
🌷النقد بين الموضوعية والذاتية.!
** النقد الموضوعي عامل يحفز على جودة العطاء بالمقترحات النابهة وهو معاون لمعالجة للمسؤول على معالجة الملاحظات والأخطاء.
والقارئ يتطلع لمن يطرح قضاياه ويبدي رأيه للجهة أو للمسؤول وهو حين يقرأ الصحيفة أو يطالع منصات التواصل الشبكي يرتاح حين يرى من يتناول أمور حياته وشؤون معيشته.!
***
🌱لكن أي نقد:
نعم السؤال: أي نقد هو المطلوب؟.
هو بالطبع : «النقد الموضوعي» الذي يبحث عن الحقيقة ويسهم في البناء وينأى عن الهدم.
***
🌱متى يفقد النقد جدواه؟
أتوقف – في هذه المقالة عند اتسام بعض الكتابات النقدية بثلاث سلبيات مقيتة
*أولها: «روح السخرية» التي تصل إلى درجة الهزء بالمسؤول.
*ثانيها: «تناول الشخص» والتركيز عليه بأكثر من التركيز على نقد الموضوع .
*ثالثها: تجاهل أية إيجابية أو إنجاز للجهة المنقودة وكأنها لم تفعل خيراً قط، مع أن الإنصاف يقتضي الموازنة بذكر الحسنات والسيئات والإيجابيات والسلبيات من منطلق أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت فضلاً عن أن العدل يقتضي الإشارة إلى الحسنات والإشادة بها من منطلق الأدب القرآني {ولا تبخسوا الناسَ أشياءهم}.
* * *
🌱النقد الإيجابي المطلوب
إن «الحماس» والبحث عن الشهرة أحيانا – يجعل بعض المغردين خاصة يشتطون ويبتعدون عن مقاربة الموضوعية فيجنحون بطيور حروفهم نحو فضاءات «ذات المسؤول» بأسلوب استهزائي لا يجمل أن يصدر منهم .
كم أتطلَّع أن نربأ جميعا في نقدنا وكتاباتنا ومجالسنا عن مثل هذا الأسلوب فهو لا يليق بمحبر حرف يقرأ في ثوابت نصوص القرآن الكريم : {لا يسخر قوم من قوم} .
ولا يحسن أن يصدر ممن هدفهم التفويم والإصلاح ونحن لطالما نردد على مسامعهم في أدبيات تراثهم وأخلاقهم قول الحكيم أبي تمام:-
من لي بإنسان إذا أغضبته
وجهلت كان الحلم رَدَّ جواب
* * *
🌱لننقدْ ولكن لنعذر أحيانا
** مسألة أخرى لها علاقة بهذا الشأن ألا وهي إن علينا – بوصفنا كتّاباً ومنظِّرين ومغرِّدين – أن نضع أنفسنا في مواقع هؤلاء المسؤولين عندما نرى تقصيراً أو قصوراً في الأجهزة التي هم مسؤولون عنها إذ قد تكون هناك عقبات كثيرة مثل عدم توافر الإمكانيات المادية التي تحول دون تحقيق ما نطالب به، أو معالجة القصور الذي نريد الحديث عنه وهذا لا يعني ألا ننقد نقداً موضوعياً ولا نكتب عَمَّا نراه من قصور لكن لو تصورنا مثل هذه العقبات لحفزنا ذلك على تخفيف حدة نقدنا وقسوته ولطرحنا ما نريد بأسلوب موضوعي «فمن يأكل الضرب ليس كمن يعدُّه»، وقديماً قال الشاعر الحكيم:-
«لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه»
والمسؤول مواطن يتطلع إلى ما نتطلع إليه كُتّاباً ومواطنين، ولكن – أحياناً – يصح منهم العزم لكن الدهر يأبى، والإمكانيات لا تواتي.!
* * *
وبعد
أجزم أن للكلمة «الهادئة» والنقد الموضوعي أثراً لدى المسؤول أكبر بكثير من الكلمة «القاسية» أو «الجارحة».. بل إن «الأسلوب الموضوعي الهادئ» يجعل المسؤول أقرب إلى التجاوب بدلاً من الغضب الذي قد ينتج عنه عدم الاكتراث بما كتب ولا ننسى أنه بشر له عواطفه وردود فعله ونحن – الكتّاب – لسنا أفضل من موسى وهارون اللذين أمرهما الله أن يذهبا إلى فرعون مستخدمين أجمل وأرق أسلوب مع ذلك الذي قال أنا ربكم الأعلى ولكن الله أمرهما بمخاطبته – بأرق أسلوب – { فقولا له فقولاً ليِّناً لعلَّهُ يتذكَّر أو يخشى"}.
* * *
إن الكلمة البانية هي التي تكون قناة رفق ومحبة والله – سبحانه – يعطي على «الرفق» ما لا يعطي على «العنف» – كما جاء في الحديث وهي تكون كذلك عندما تعتمر الموضوعية وتنأى عن «التجريح والسخرية» فالكلمة الطيبة «نهر إصلاح»
وكلما كانت أهدأ كانت أقرب الطرق إلى الإسهام في بناء هذا الوطن الذي يوحد بين أبنائه هدف نبيل وغال ألا وهو أن يكون «الوطن الأرقى» دائماً بإنسانه ومكتسباته ومؤسساته الحكومية والمدنيَّة.
* * *
🌱أصدق القول
** (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159)
🌱 صحيفة الجزيرة