16
فبراير
التعدد: ماذا لو أنصف الرجال ..!
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
لست أرى أتفه ولا أقل جدوى من تكرار طرح ذلك السؤال الذي نراه شبه لازمة في الكثير من اللقاءات الصحفية والإذاعية، ذلك السؤال الذي يطرح على الشخص الذي تُجرى معه المقابلة حول رأيه في تعدد الزوجات.
إن هذا السؤال عديم الجدوى عندما يطرح في مجتمع مسلم .. ذلك أن إباحة التعدد ليست موضع خلاف أو اجتهاد، أو هي في حاجة إلى رأي شخصي .. ولهذا لا تأتي إجابة المسؤول عن السؤال بأدنى رأي جديد أو وجهة نظر أخرى.
إن قضية التعدد محسومة لدينا «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».
ولعل الحوار يجيء مقبولاً حول شروط وظروف وأسباب التعدد الذي هو جائز وليس واجباً .. ولعل الذي جعل التعدد بغيضاً لدى النساء هو الظلم الذي وقع على بعض زوجات الرجال المعددين ويستوي ذلك الظلم على الزوجة الأولى وهو الأكثر، أو الثانية التي لا خطأ حصل منها.. ذلك في نظري هو الذي صيرّ بعض النساء يخترن الفراق على المرأة الأخرى.. لأنهن رأين ورأى أطفالهن بعد زواج أزواجهن صنوفاً من خطأ الظلم والجحود والتنكر واللامبالاة!.
وهذا ما شوه قضية التعدد وأحاطها بأسوار شائكة.
إنني أتصور أنه لو أنصف الرجال وكان لإقترانهم بأخرى أسباب وجيهة ما شقيت الزوجات وأولادهن، وإذا كان الرجل غير قادر على العدل فيما يملك من مبيت ونفقة وما شابه ذلك فليتق الله ولا يعدد، وهذا هو ما فرضه الشرع عندما أجاز التعدد «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».