logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

التعدد: ماذا لو أنصف الرجال ..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > التعدد: ماذا لو أنصف الرجال ..! حمد بن عبدالله القاضي

التعدد: ماذا لو أنصف الرجال ..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

لست أرى أتفه ولا أقل جدوى من تكرار طرح ذلك السؤال الذي نراه شبه لازمة في الكثير من اللقاءات الصحفية والإذاعية، ذلك السؤال الذي يطرح على الشخص الذي تُجرى معه المقابلة حول رأيه في تعدد الزوجات.

 

إن هذا السؤال عديم الجدوى عندما يطرح في مجتمع مسلم .. ذلك أن إباحة التعدد ليست موضع خلاف أو اجتهاد، أو هي في حاجة إلى رأي شخصي .. ولهذا لا تأتي إجابة المسؤول عن السؤال بأدنى رأي جديد أو وجهة نظر أخرى.

 

إن قضية التعدد محسومة لدينا «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم».

 

ولعل الحوار يجيء مقبولاً حول شروط وظروف وأسباب التعدد الذي هو جائز وليس واجباً .. ولعل الذي جعل التعدد بغيضاً لدى النساء هو الظلم الذي وقع على بعض زوجات الرجال المعددين ويستوي ذلك الظلم على الزوجة الأولى وهو الأكثر، أو الثانية التي لا خطأ حصل منها.. ذلك في نظري هو الذي صيرّ بعض النساء يخترن الفراق على المرأة الأخرى.. لأنهن رأين ورأى أطفالهن بعد زواج أزواجهن صنوفاً من خطأ الظلم والجحود والتنكر واللامبالاة!.

 

وهذا ما شوه قضية التعدد وأحاطها بأسوار شائكة.

 

إنني أتصور أنه لو أنصف الرجال وكان لإقترانهم بأخرى أسباب وجيهة ما شقيت الزوجات وأولادهن، وإذا كان الرجل غير قادر على العدل فيما يملك من مبيت ونفقة وما شابه ذلك فليتق الله ولا يعدد، وهذا هو ما فرضه الشرع عندما أجاز التعدد «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة».

 

إن التعدد لا تترتب عليه مشكلات في أغلب الحالات لا للرجال ولا للنساء، عندما تكون له أسبابه، وفي الوقت نفسه يمنح السعادة لآلاف النساء اللائي اقترن برجال متزوجين.

 

ولكن متى يتحقق ذلك؟

 

إنني أتصور أن سلبيات الزواج الثاني تنتفي أو ينتفي أغلبها، عندما تتحقق ثلاثة أمور.

 

أولها: وجود سبب مقنع للتعدد وبالطبع ليس بالضرورة أن يكون هذا السبب نزوة عابرة، وليس هذا السبب مقصورا على عقم الزوجة أو مرضها فقط .. بل قد يكون الدافع عصمة الرجل واستقامته على الطريق الصحيح، والجميل لو رضيت به الزوجة لقناعتها بالأسباب التي أدت للتعدد .. إن هذا سبب شرعي وجيه للتعدد، وتعدد الزوجات خير ألف مرة من تعدد الخليلات.

 

وثانيها: وجود القدرة لدى الرجل وليس المقصود القدرة المادية فقط بل والقدرات الأخرى من قوة الجسم على أداء الواجب الزوجي والقدرة على التربية وإدارة المنزل.

 

وثالثها وأهمها: هو «العدل » .. العدل فيما يستطيعه الرجل من مال ومبيت وسفر وغيره .. وإنني لأجزم حد اليقين أنه لو أن كل رجل عدل بعد زواجه الثاني لما تكونت تلك الصورة المعتمة عن التعدد لدى كثير من النساء.

 

إن بعض الرجال – مع الأسف – تجاهلوا تعاليم دينهم وماتت ضمائرهم، ونسوا زوجاتهم وبيوتهم وأولادهم عند اقتران الواحد منهم بأخرى أو صار العكس أهمل الثانية والتفت للأولى، ومن هنا كانت كثير من المشكلات والسلبيات .. وإنني لأعرف رجالاًً

 

معدّدين وفقهم الله إلى العدل بين زوجاتهم وبيوتهم وأولادهم، ولهذا فإنهم يعيشون في ارتياح وتحت غيمة من الحب تظلّل