21
فبراير
(تمير) مدينة الربيع ومهرجانها البديع
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
** هذا الوطن بكافة صباياه وعرائسه كم هو جميل وكم نحن نقصِّر في التواصل معه.
ويسعد المرء منا عندما تسمح له ظروفه ويزور أية جهة في بلادنا في شمالها أو جنوبها أو وسطها أو غربها أو شرقها.. وكم يسره عندما يجد أن الانطلاقة الحضارية.. شملت كل شبر في هذا الوطن.
** خلال الفترة الماضية سعدت بالاستجابة لدعوة كريمة من أهالي مدينة تمير ورئيس مركزها الشيخ الفاضل إبراهيم المنيع لزيارة هذه المدينة وحضور الحفل الختامي لمهرجانها (مهرجان تمير في عهد الخير).
وقبل أن أتحدث عن هذا المهرجان أشير إلى أنني أعرف هذه المدينة وأهلها منذ توثّقت العلاقة بيني وبين بعض أهلها المقيمين بالرياض فقد عرفتهم جيراناً وأصدقاء وأرحاماً، فوجدتُ فيهم مكارم الأخلاق وحسن التعامل ولطف المعشر.
كما أنني زرت هذه المدينة في سنوات سابقات أيام الربيع الذي تشتهر به وديان وروضات هذه المدينة وما حولها، أما في هذه الزيارة الأخيرة فقد عشت ربيعاً ليلياً جميلاً من خلال مناشط مهرجانها البديع.
***
** لقد كان مهرجان تمير ناجحاً وجميلاً بتنوع مناشطه وكثافة حضوره، وخفة ظله، فقد تراوحت برامجه في تلك الليلة التي امتدت إلى ثلاث ساعات ما بين أمسيات شعرية كان فارسها الشاعر الكبير والصوت الرخيم أحمد الناصر والشاعر المجيد شعراً وصوتاً حمد السنيد (هبوب الشمال) ثم الشاعران الشابان المثقفان: نايف المطيري وفهد العرافي بقصائدهم التي شدت الحضور، وكم سعد الحضور والأطفال خاصة بتلك الألعاب والمهارات العجيبة التي قدمتها فرقة (يا هلا) التي قدمت من مدينة عنيزة للمشاركة في هذا المهرجان، وقد أجاد الأستاذان يوسف الظاري وعادل الغنام بتعليقاتهما على هذه الألعاب، وتقديم صاحب المهارات المبدع الموهوب ناصر الغشام، لقد أجادوا جميعاً بتقديم وعرض ألعاب ومهارات نالت من الحضور الإعجاب بها والمتعة معها، وكان تنظيم المهرجان على مستوى عال جداً وقد تسابق أبناء وشباب تمير ببذل المزيد من الجهد ليظهر مهرجانها بهذه الصورة الشائقة، وقد كان لمركز تمير وبلدية تمير ونادي المجزل فيها الفضل بعد الله في قيام ونجاح هذا المهرجان في إعداده وتنظيمه، ونجاح مناشطه، كما كان لدعم رجال الأعمال من أبناء هذه المدينة الأوفياء الأثر الكبير في قيام ونجاح هذا الحفل وظهوره بهذا المستوى وفي مقدمتهم أحد أبنائها البررة الذي تم تكريمه بهذا المهرجان وهو الأستاذ مساعد ناصر الحسين، وزاد من نجاح المهرجان الأسلوب الموفق والمشوق الذي قدم فيه مذيعو ومقدمو هذا المهرجان الذي أسهم في شد الحضور الكبير لمناشط هذا المهرجان، والحق أن القائمين على هذا الحفل الختامي لمهرجانهم من أبناء المدينة ومن منسوبي نادي المجزل على وجه الخصوص بذلوا جهوداً كبيرة كان ثمرتها هذا التفاعل مع مهرجانهم الذي كان لا ينقصه سوى التعريف به والدعاية له والإعلام عنه ليحقق المهرجان السمعة التي يستحقها وليسهم في التعريف بهذه المدينة ومهرجانها.
***
** بقي قبيل وقبل أن أدع الحديث عن هذا المهرجان: أن أقترح على القائمين على هذا المهرجان ومهرجانات الصيف في المدن والمحافظات الأخرى عمل مكان خاص لحضور واستمتاع النصف الآخر من سيدات وطفلات أهالي هذه المدن والمحافظات بمشاهدة الفقرات المسلية والترفيهية، إذ من حق النصف الأحلى وبخاصة الوردات الطفولية الصغيرة أن يتسلين خلال الصيف وأيام الأعياد، تماماً كما يتمتع ويتسلى الأطفال الذكور، كما أن من حق النساء أن يرفهن عن أنفسهن تماماً كإخوانهن الرجال ما دام ذلك في مكان مستقل، ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يضع زوجته عائشة أم المؤمنين خلفه لترى فرح ولعب الناس بالطريق أيام العيد عندما رأى رغبتها بمشاهدة هذه الألعاب.
***