logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

لا تلم رأيي إذا ((الظرف)) نبا!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > لا تلم رأيي إذا ((الظرف)) نبا! حمد بن عبدالله القاضي

لا تلم رأيي إذا ((الظرف)) نبا!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

إلى كل من فهم وتفهم وحاور بعلم، وإلى كل من فهم خطأ ولكنه حاور من منطلق محبة و"شرهة".

 

أحياناً يجتهد الإنسان في إيضاح أمر أو أداء عمل..!

 

ويكون مقدماً على هذا الاجتهاد بكل ما يحمله من حسن قصد، وشرف هدف. ولكن..! أحياناً تخذله الظروف التي لم يتوقعها..

 

فبدلا من أن يتوقع ويستشرف "حواراً علمياً فكرياً" حول موضوع ما، يجد عكس ما يتوقع وخلاف ما كان يستشرف..!!

 

ولكن ـ مع كل هذا ـ فالمشاركة بالحوار أمر ضروري جداً خاصة إذا كان الحوار حول موضوع قائم بحضور الإنسان أو غيابه، فإن المشاركة فيه ـ والحالة هذه ـ خير من الصمت، والابتعاد.. بل قد تكون واجبة إبراء للذمة، وتصحيحاً لفهم قد يكون مغلوطاً.. ولم يضرً بكثير من قضايا ومبادئ الإسلام العادلة إلا الانهزام والبعد عن الحوار.

 

ورؤية الإسلام للحوار رؤية حضارية لا توجد في أي عقيدة، فالله أمر بالحوار وبالجدال بالتي هي أحسن وطلب البرهان حتى مع أولئك الذين أنكروا وحدانية الله فقال في سورة النمل مخاطباً المشركين (أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) النمل: الآية 64. فالله يشهد أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم والمؤمنون يعلمون ذلك لكنه سبحانه أمر الرسول والمؤمنين معه أن يجادلوا ويحاوروا ويطلبوا البرهان ممن أنكر ذلك.

 

وملايسات وظروف أي حوار لا تعني أن ينهزم الإنسان أو يغير البعض منا نظرته لذلك الطرف الذي كونً عنه صورة جيدة من خلال عطاءاته التي عرفها وعُرف بها على مدى سنين طويلة.

 

والإنسان دائماً مسؤول عما يقول هو.. أما أقوال الآخرين ومشاركتهم وآراؤهم فهم المسؤولون عنها دون الخلط بين هذا وذلك.

 

لكن المزعج هو فهم بعض الناس مهما كنت دقيقاً في طرحك لرأي ما.

 

فالبعض يفهم رأيك خطأ أو يريدك أن تتفق معه بالرأي حتى ولو خالف ذلك مبادئك والبعض يفسر ما تقول على حسب هواه.. والإمام بن حزم ـ رحمه الله ـ يقول: "لا تظن بكلمة خرجت من فم أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً" إن إيضاح الإنسان لوجهة نظر يعتقد صحتها لا يعني دعوته إليها أو تطبيقه لها.. ولكن من الصعب جداً أن يكتم علماً عرفه خاصة إذا كان هذا العلم أو هذا الرأي يتعلق بموضوع معلوم من الدين بالضرورة.

 

أما الآخرون البعيدون فنحن بحاجة ـ فعلاً ـ إلى أن نحاورهم خاصة إذا كنا مؤمنين أننا على حق، وأننا ننطلق في حوارنا وإيضاحنا من منطلقات الخير والطهر والصلاح لكافة فئات المجتمع.

 

ولا أحسب أن الآخرين سوف يفهموننا خطأ، إلا قلة كونوا تصوراً مسبقاً. وهؤلاء أمرهم لله!!

 

وبعد معذرة إن كانت الظروف لم تخدم ما من أجله حاور الإنسان بسبب غوغائية جدل، أو اصرار على خطأ، أو نوعية بعض المشاركين. و:

 

          "لا تلم" رأيي" إذا "القول" نبا

                      صحً مني العزم و"الظرف" أبي".

 

وأخيراً.. ومع كل هذه القناعات "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"..

 

وحسبي بذلك عذيراً وتبييناً..

 

مجلة اليمامة 27/صفر1417هـ