logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

أحب: من الأسماء ما وافق اسمها.!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > أحب: من الأسماء ما وافق اسمها.! حمد بن عبدالله القاضي

أحب: من الأسماء ما وافق اسمها.!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

● ليس صحيحا أن الإنسان لا يرضى باسمه.. بل الصحيح أن الإنسان يرضى ويغلي اسمه حتى ولو كان غير ملائم بل وحتى لو كان قبيحا إلا فيما ندر..!

 

 لكن هذا لا يعني ألا يختار الوالدان لابنهما أو لبنتهما إسما غير لائق.. ومن أهم ذلك إبعاد اسم الذكر عن معاني الدلع والميوعة وتجنيب اسم البنت ما يشير إلى معنى جسدي أو معان ايحائية غير مناسبة سواء كان ذلك وهي صغيرة أو ارتباطه بها وهي كبيرة.

       

وأذكر مرة أنني كتبت عن اختيار الأسماء.. وضربت مثلا باسم غير مناسب أن تُسمي به البنت وهو كلمة "دلال" فهذا الاسم قد يجعلها تستسيغ هذه الصفة وتتعود عيها، وقد يدللها أبوها لكن زوجها لن يدللها ليس لعدم محبتها ولكن من أجل أن تتحمل مسؤولية بيتها وحياتها، و"الدلال" يناقض حمل المسؤولية لكن الأطرف من كل ذلك عندما تكبر هذه البنت التي اسمها "دلال" وتصبح امرأة عجوزا وتتحول إلى "شجرة جميز" ثم تنادى بـ"دلال" وهي إذا قعدت لا تستطيع أن تقوم، وإذا مشت تكاد تسقط إعياء لا دلالا.

       

لقد قلت في البداية: إن الإنسان يرضى ويرتاح ويتعود على اسمه أو اسم عائلته مهما كان غريبا أو عجيبا أو حتى قبيحا.

       

بل إن اسم الشخص أو اسم عائلته قد يوجهه إلى تخصصه في الحياة أو مهنته في العيش.

       

وقد قرات استطلاعا لطيفا نشرته إحدى المجلات حول الأسماء في مصر جاء فيه أن شخصا اسم عائلته "الديك" يعمل خبيرا في مزرعة الدواجن، وآخر اسم عائلته "شتلة" ويعمل عضو هيئة تدريس في كلية الزراعة/ ويشير د. شتلة في هذا اللقاء المنشور أن اسم عائلته كان سببا مهما في توجههه إلى كلية الزراعة والأغرب من ذلك ان جزاراً اسمه (سعيد كرشة) وحقا لقد وافق اسمه مسمى عمله مهو سعيد بذلك أما الأغرب من كل ذلك فهو ما جاء في هذا التحقيق الصحفي عن د. عبدالخالق عجينة الذي كان وكيل وزارة التموين لشؤون المخابز بمصر لعدد من السنوات.

       

حقا كم في عالم الأسماء من عجائب وغرائب.

       

أما في عالم العشاق والشعراء فلهم شأن آخر. 

       

فهم يُغلون أسماء حبيباتهم أكثر – بكثير – من أسمائهم بل إنهم يعشقون حتى الأسماء التي تكون قريبة من أسماء محبوباتهم (ولام من لامهم).. ألم يقل قيس بن الملوح: (أحب من الأسماء ما وافق اسمها).

       

ما علينا.!

       

وعالم الأسماء الغريبة، أو حبيبات المعشوقات اسما ومسمى.

       

إن الأهم أن يحرص الوالدان على اختيار اسم مولودهما، وقد وصي الدين الإسلامي بذلك، وجعل من حق الولد على أبيه أن يختار له الاسم الحسن، وكلما دل الاسم على أمر حسن وجميل ربما يكون ذلك حافزا للابن وللبنت على النجاح والأعمال الجميلة والحسنة، وإن كان ذلك ليس دائما.. فكم من شخص اسمه صالح وهو أفسد من البيض بالقيظ كما يقول المثل – وهذا المثل قد يكون صحياً قبل اختراع الثلاجات-.!!

       

وكم شخص اسمه (أمين) وهو أخون من طلعت عليه الشمس، ولذا يروى أن أحد المصلحين رأي شخصاً له اسم جميل وعمل قبيح فقال له يا هذا: (غير اسمك، أو بدل سيرتك). لكن – مع كل ذلك – فانتقاء الاسم أمر مطلوب.. والعرب تقول (إن لكل إمرىء من اسمه نصيباً)، وقد يكون هذا النصيب كثيرا أو قليلاً وقد يكون معدوماً.. لكن ذلك كله في علم الغيب – ونحن نعلم علم اليوم والأمس قبله فقط، لكن عن علم ما في غد – كما يقول الشاعر – عمي..!!

 

***
 

● كاتب
 

 

أفضل كتاباته بالحمام..!

 

أغيّر في مقولة سيدي عمر بن الخطاب قليلا وأقول، إنني أقرأ للكاتب، فإذا رأيت أنه لا "حياء" في كتاباته سقط من عيني..!

       

وهذا ما حصل – بالضبط – مع كاتب لست من قرائه كثيرا، ولكني أحيانا أقرا له بعض ما ينشره في صحيفة معروفة.!

       

هذا الكتاب العربي فأجاني بل فجعني عندما أجرت معه مجلة "اليمامة" – ولا أريد أن أسميه، فأنا أتحدث عن حالة وليس عن شخص – أقول فجعني عندما كان العنوان الرئيسي لحواره:

       

"أفضل ما كتبت في الحمام".. وقد خلت في الأمر لبسا..!

       

وقلت لعل المحاور أراد الإثارة فاختار هذا "الما نشيت" بهدف الإثارة كما نفعل نحن العاملين بهذه المهنة.

       

ولكن رجعت إلى اللقاء ووجدت هذا السؤال لهذا الكاتب كالآتي:

       

(أين تكتب مقالتك عادة؟!)

       

وكان نص الجواب: "ذكرت ذات مرة أن أفضل مكان لكتابة المقالات هو (الحمام).. أنت تجلس "عربيان" كما خلقك الله وفي "البانيو" حيث يغمرك الماء إلى الصدر.. تسترخي وتبداً الأفكار بالتدفق عليك بدون أن تجد شخصا ما يقاطعك لذا فمعظم أفكاري تأتيني في "الحمام"..! ثم أذهب لصياغتها وكتابتها بعد خروجي منه!!".

       

وبعد..!

       

ماذا عن كاتب يكتب ويتلقى إلهامه في "الحمام".. هل أقول لقراء هذا الكاتب أن عليهم أن "يتلثموا" عندما يقرأون له..!

       

إنني لو كنت مكانه.. حتى لو كان هذا هو الحقيقة لما نشرت ذلك، وأعلنته على رؤوس الملأ والقراء.!

       

أيها الكاتب

       

قليلا من الحياء.

جريدة الجزيرة 8/12/1417هـ