logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

لهذا رحلت الحروف الربيعية..!

حمد القاضي > مقالاتي  > لهذا رحلت الحروف الربيعية..!

لهذا رحلت الحروف الربيعية..!

لهذا رحلت الحروف الربيعية..!

                                                                    

 

 ** كانت الأيام بلون الأحلام فكانت الحروف هي الأخرى، بلون أطياف قوس قزح فكانت الدلاء تجيء ثرية بالعطاء والرواء.

قرأت سطورك التي وجهتها إليّ في "كل مساء" أو دعني اسميها رماح حروف تنكا بها الجراح فكأنك تريد ان تمنحني العذاب مرة أخرى.. و"كلما إلتأم جرح فاض بالتذكار جرح".

أيها الحبيب محمد العوين

دعني اعترف أن تلك الحروف الربيعية التي اختال بها هذا القلم حينا من الدهر أصبحت الآن تعاني الجفاف يؤطرها الخريف أصبح – يا للمأساة – رغيف الخبز أهم لدى قارئ اليوم من زهرة.. أضحي الجرح العربي فوق كل الجراح فوق كل الكلمات.

أعيد على ناظريك – يا محمد – هذه السطور التي أمطرتك بها ذات مرة لتأكيد هذا الاعتراف وهو سيد الأدلة اعترف – وخذها كما شاء الغرام صريحة – أن الأدب الذي أدخلني عالم الصحافة جاءت هذه الناكرة للجميل التي اسمها الصحافة – وأخرجتني – بقلة أدب من عالم الأدب إلى "خردة" الصحافة.. وحوّلتني من كاتب يقتدّ كلمات الشعر والعشق والسفر الجميل إلى كاتب يكتب بالسكين عن المرور والبلدية والحفريات هذا أولا وثانيا ان هذا القارئ الذي من أجله نكتب ونبكي يخذلنا ويخذلنا كثيرا فقد كنت اسهِّر جفني من أجل سطور ربيعية.. أو دراسة جادة.. ولكنك تفتقد من يحتفي بعطانك، ولكنك عندما تكتب وأنت مستلق على أريكتك عن "حفرة" في شارع مهجور فانك تجد صادق التجاوب وغامر الاهتمام.. وكنت لا أريد ان أصرخ في واد.. وكان خطئي الذي لا اغتفره لنفسي هو التزامي – على مدى عشر سنين – في كتابة زاوية يومية ولعل سحر الصحافة آنذاك هو ما أوقعني بهذه الخطيئة.. ولم أكن ادري انني أدمن عملية قتل نفسي وحرفي ولكنها "غلطة مش حتعود" بل هو ذنب على نفسي سألت الله ان يغفره وليس على طريقة الشاعر – كامل الشناوي- .      

 

*** 
 

وبعد..
 

وماذا بعد سوى الرجاء أن تنبت في القلب – كرة أخرى – سنابلُ تملا الوجدان اخضرارا.. تربي زهرة الود نماء.. لتعود الحروف أكثر إشراقا.. والكلمات أزهى وأندى.. ونجد وقتها القارئ الذي يعشق الكلمة الجميلة والحرف الأدبي أكثر من عشقه الركض وراء الكلمة الصحفية الحروف المدثر برائحة الرغيف.. القارئ الذي همه اختزان نبض القلب قبل ان يكون غاية عشقه التهام طبق البيض.

ويا للمفارقة المأساة أيها العزيز.

ورحم الله زمان الأدب..!