هذه قصيدة مؤثرة للشاعر: سلمان بن محمد الفيفي، تجسد معاناة الشاعر مع المرض العضال ▪️وقد قال هذه القصيدة بعد أن أخبره الطبيب بألا أمل بشفائه وأن بقائه ــ بعد إرادة الله ــ في هذه الدنيا لا يتجاوز أياماً معدودة فكتب هذه القصيدة المورفة فألاً وصبراً ، وهي آخر ما كتب الشاعر الفيفي قبل وفاته بأيام رحمه الله:
تأرّني الطعـنة النجلاء في كبـدي فأتقــيها بــذكــــر الواحــــد الأحـــد
أحس يابارئي التمزيق في بدني واجعـلْ لهـيـب المـدى يـارب كالبَـرَد
يقول لي "حضرة الدكتور" لا أمل فقلت: لكن على ذي العرش معتمدي
ثم السلام عليكم ليس بي وجل مما أتـاني من الرحمـن يا ولـــــدي
لا تيئسن أيها الآسي فأنت على ما قــدر الله لــم تــنقــص ولــم تـزد
إن المنايا لكل الناس مُرصَدة فهــل هـناك من ينجـو من الرصـــد
● ● ●
والموت حق فلا أخشى بوادره وسـوف ألـقـــاه بالتـوحـــيد والجلـد
وليس خلفي من أخشى تيتُمهم بعـدي ولا لي من الأمـوال ملء يدي
وقد أخذت من الدنيا بهارجها وغـرني مــثُل غــيري كــثرة الـزبد
يا ربّ لو عُدّ ذنبي كالمحيط لما رددتــني خائــبا غــرقــان في العدد
● ● ●
يا منقـذي من لهـيب الـنار ياأملي يا خالقي صُبّ نور العفو في خلدي
يا سَعد من نعـمة الإسـلام تغـمره ومن خـلا قلبـه من وصمة الحسـد
يا قابل التوب أُمْحَ الذنب عني فقد مزجـتُ بين طــريق الغي والرشـد
لكن يقيني بعـفــو الله يحـفــزني ألا أخــافُ من التعــذيـب يـوم غـد
فالله معـتصـمي بل منـتهى أملي والله ملــتجــئي والله مســـتنـــدي
● ● ●
يارب إن كان خيراَ لي البقاء فهب لي من دوائك ما يشفي من الكمد
فـأنت أذهــبت عن أيـــوب محنته في شـدة الكـرب منّاَ منك بالمــدد
يا ذا الطبيب الذي أعلنت فاجعتي أما تـرى أنــني كالضــيغـم الحـرد
لم أهتزز عندما قالوا كذا مرضي بل زادني قــوة إذا لـم يطــل أمدي
وقد يموت الفتى من غير ما مرض بل كان يختـال في النعـماء والرغد