logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

يومان في (بوابة العبير) تبوك!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > يومان في (بوابة العبير) تبوك! حمد بن عبدالله القاضي

يومان في (بوابة العبير) تبوك!

حمد بن عبدالله القاضي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* بعض المدن تحس أنها ثقيلة الدم وسرعان ما تود فراقها والابتعاد عن مرابعها، وبعضها على الضد من ذلك، تحس من أول نظرة أنها (خفيفة الدم) تأنس لها، وتتمتع بمشاهدة جمال ضفائر أشجارها والارتياح لأبنائها والسكاكين فيها..!

 

و(تبوك) في شمال هذا الوطن هي من نوع المدن (الثاني)، لقد أحسست من أول زيارة لها بارتياحي فيها ومنها ومن ناسها..!

 

ولا أدري ما السر في ذلك..!

 

هل لسماحة أهلها، أم لنبل أميرها، أم لرحابة أرضها، أم لاخضرار أراضيها وبكارة ترابها..!

 

من المؤكد أن كل ذلك صحيح، ولكن.. قبل ذلك.. وبعده، هناك شيء من الارتياح يسكنك – أحياناً – تجاه المدن والأشخاص قد لا تستطيع له تفسيرا..!، إن تبوك جميلة كجمال زهور مزارعها، واسعة الشوارع والميادين كسعة قلوب ساكنيها، مخضرة أراضيها كاخضرار قلوب العاشقين، عشت فيها – يومين جميلين – حاضراً ومشاركاً في أعراسها الثقافية التي رعاها أميرها (المثقف) فهد بن سلطان، الذي رأيت أهاليها يحبونه كما يحبون سنابل أراضيهم، وهو يستحق ذلك فهو قد أحب تبوك وأهلها، ومن منظومة هذا الحب انطلق بتبوك إنساناً وتراباً إلى منجزات حضارية وزراعية وتنموية جعلت تبوك – على حداثة تطورها- تنافس عرائس مدن ومناطق بلادنا الكبرى.

 

لقد حاولت أن أقرأ تبوك الإنسان والأصالة، ولقد رأيت أن أقرب طريق لقراءتها هو من خلال أحاديث البسطاء عنها، ومن خلا لتراثها الشعبي، وكم توقفت إعجابا وأنا أسمع هذا البيت الشعري الجميل من أحد شعراء تبوك الشعبين وهو ينشده:

 

           بلاد جاها مطــر وبـــلاد ما جاها

                     وبلاد جاها كحيل العين واسقاها

 

جميل.. جميل جداً..

 

رأيتني أنطلق بهذه الكلمة وأنا أستمع إلى هذا النغم الشعبي الجميل، تماماً كما توقفت معجباً ومبهوراً بجمال وسعة واخضرار شوارع تبوك إنها – كتب مفتوحة أمامك – تشدك ورود ميادينها، وجمال ساحاتها، وامتداد أطوالها، إن تبوك مدينة لم تحجب زرقة سمائها أو اخضرار أراضيها تلك الكتل الأسمنتية.. بل إن (بناياتها) تجيء بتنسيقها وارتفاعاتها منسجمة تماماً مع جغرافيتها وجمال وجهها، إنها لم تحجب عيونها، أو تغطي ضفائر شعرها.. إن هذه المنطقة موعودة أن تكون منطقة سياحية، فكل مقومات السياحة فيها من جو معتدل إلى صحار خضراء، إلى فنادق متطورة وجميلة، إلى آثار عريقة موغلة بالقدم، أما لماذا أسميتها (بوابة العبير) كما جاء في عنوان هذه (المرافئ) فلأنها فعلاً كذلك.

 

إنني لأول مرة أسكن مدينة عنوانها (الورود)، ولأول مرة أتجول في ساحة كبيرة فيها أشكال الزهور والورود.. إنك تسير في واحدة من مزارعها الكبيرة فتحفل فيها باقات الزهور، وينفحك عبق الورد، هذا الذي يتزين أمامك ليغريك باللمس والشم معاً.. ولقد تذكرت عندها الشاعر الكبير (عمر أبو ريشة) الذي قال على لسان (مليحة) كانت تتجول في حديقة زهور فغارت من هذه الزهور التي تبرجت بزينتها فخاطبتها قائلة:

 

            تفنن الورد ألواناً ليفتننا

                     أيحلف الورد أنا ما فتناه

 

والحق معها فهي – كامرأة- لم تفتن الورد بل فتنت من قلوبهم رقيقة كالورد..! وبعد..!

 

ليس هذا هو الحديث الذي تستحقه تبوك أميراً وإنساناً وتراباً.. ولكن (بعض الربيع ببعض الورد يختصر) كما يقول الشاعر..!

 

 

***

 

** وقفتان:

 

 

مقولة جميلة وصادقة قرأتها منذ أمد ولم استطع نسيانها وهي لجبران خليل جبران:

 

إذا أساء إليك امرؤ فإنك تظل ذاكراً لهذه الإساءة أبداً..!

 

***

 

بين دهشة الطفولة وشهقة الفرح

خيط رفيع ولكنه متين

والطفولة تضحك الكبار لأنها تعيدهم إلى عوالمها..!

 

ويبدو أننا لكي نفرح ونضحك ونسعد بشهقة الفرح لابد أن نعود إلى الطفولة ببراءتها ودهشتها وعوالمها..!

 

ولم لا؟

 

أليس الفرح هو قرينها والمقترن بها..!

 

***

** آخر المرافئ:

 

 

للشاعر إبراهيم مفتاح:

 

         تسائلني.. هل مسـني الحب قبلها

                  وهل ذقــت يوماً في الأحبة مثلها

         وهل شفــني وجــد تناثر في دمي

                  لهـــيباً.. فأعــيتني إجابة ســؤلها