ليس الإشكالية بالنقد لكن بكيفية طرحه
حمد بن عبدالله القاضي
قبول الرأي من الآخر أو حتى نقده تجاه خطأ من فرد أو تقصير من مسؤول أمر يحتمه مطلب الإصلاح والوصول للأفضل ونشدان الحق.
لكن كيف يكون التعبير عن ذلك؟
إنه كلما كان التعبير عنه موضوعيا نائيًّا عن التجريح و»الشخصنة» فإن أي عاقل يرحّب به ويفيد منه.
أما النقد والتعبير عن عدم الرضا نحو أي أمر بالمنكر من القول أو التنابز بالألقاب فهو المنبوذ الذي لا يخلق إصلاحا وإنما يورث عداء.
أختم بهذه الواقعة المؤثرة التي حصلت للصدّيق أبي بكر رضي الله عنه كما أطلق عليه خليله عليه السلام.
جاءه رجلان مختصمان على شأن بينهما وكلّ يدعي أنه له فاستمع إليهما وبعدها حكم أنه لأحدهما وبالطبع لم يرض المحكوم عليه فخرج وهو يقول لأبي بكر: لأسبّنك سبًّا يدخل معك القبر.
فلم يزد أن قال له سيدنا أبو بكر بكل ما في قلبه من هدوء طمأنينة: «بل يدخل معك لا معي»
وقد صدق فهو لم يظلمه ولكنه حكم بالعدل بينهما ولم يشطط.