لتحقيق التكريم: وصف الأسماء التي سُمِّيت بها الشوارع
تسمية الشوارع والأحياء بقدر ما هي إرشاد لسكان المدن وزوارها، ومظهر حضاري، ففي الوقت ذاته وفاء لمن يستحق الوفاء.
وكم يسرُّنا ونحن نسير بشوارعنا ونرى رموزًا وأسماء كبيرة ممن خدموا ديننا ووطننا وتنميتنا وثقافتنا، أو قدّموا للمدينة التي سُمي أحد شوارعها باسمه إنجازًا تفخر به المدينة أو المحافظة، أو أنهم ممن تفخر المدينة أو المحافظة بأنها أنجبتهم، فضلاً عن الرموز التي خضبت تاريخ أمتنا العربية والإسلامية بآثارها على مدى القرون.
* * *
هناك نقطة لاحظتها ولاحظها غيري بالشوارع، هي أن أكثر الأسماء التي تسمى الشوارع بها تُكتب مجردة؛ وبالتالي لا يعرف السائر بالطريق، فضلاً عن الجيل الجديد، ما هو الوصف التعريفي لهذا الاسم الذي تم تكريمه بوضع اسمه على الشارع.
إعلان
إنه ما دام الهدف الوفاء والتكريم فيُفترض أن توضع الصفة التي من أجلها تم التكريم، فإذا كان مهندسًا يُكتب قبله مهندس، وإذا كان شاعرًا أو أديبًا يُكتب وصفه، وإذا كان وزيرًا يُكتب الوزير، وإذا كان عالم دين يُضاف إليه الشيخ.. وهكذا مع كل اسم. وهذا المبدأ موجود، لكن في أسماء قليلة جدًّا.
أضرب مثلاً بما شاهدته بمحافظة عنيزة: فقد تم وضع اسم أحد الشعراء الكبار على أحد الشوارع الجميلة، لكن جاء اسمه الثلاثي مجردًا؛ فلا يعرف كثيرون مَن هو؟ فيُفترض أن يُكتب قبل اسمه وصف هذا الشاعر الذي أُطلق اسمه مجردًا، هو شاعر نجد الكبير محمد العبدالله القاضي. وقد رأيت اسمه دون أدنى تعريف به يسبق اسمه كوصفه بكلمة: الشاعر.
إن هذه الملاحظة موجودة بأغلب شوارع المملكة ما عدا استثناءات محدودة.
* * *
إن قيمة التكريم لمن تُطلق أسماؤهم على الشوارع هي بمعرفة السائرين بالطرق مَن هم؟ ولماذا كُرموا؟ بدلاً من وضع أسمائهم المجردة والمتشابهة مع أسماء آخرين لم يقدّموا شيئًا.
وإلحاق «الوصف» يجعل الذهن ينصرف إلى ذلك الاسم الذي استحق التكريم والتقدير. وهو إجراء بسيط، لا يكلف شيئًا، ولوحات الشوارع كبيرة؛ تستوعب إضافة كلمة وصف واحدة، تحقق التكريم المستحق.
* * *
أتوجه لمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف أ/ ماجد بن عبدالله الحقيل؛ لعله يوجّه الجهة المختصة بالوزارة؛ لتطلب من لجان التسمية بالمدن والمحافظات والمراكز توصيف أي اسم يطلق على أي شارع أو طريق؛ ليتم هدف التكريم.
وقبل أن أختم المقال استغربتُ أنه لا يوجد شارع باسم أحد رجال الدولة الكبار، عميد الوزراء على مدى يقارب نصف قرن، هو معالي الوزير د. عبدالعزيز الخويطر – رحمه الله -!!
🍃صحيفة الجزيرة 1442/05/16هـ