logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

نحن والحوار..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > نحن والحوار..! حمد بن عبدالله القاضي

نحن والحوار..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                         

 

 

 

 

 

 

 

لماذا يغضب بعضهم عندما يخالفه إنسان في رأي؟

لماذا ينفعل الواحد عندما يحاوره شخص فلا يتفق معه في وجهة نظره..؟!

هل يغفل المحاور منا أن الاختلاف في الرأي بين الناس حقيقة سرمدية أقرها القرآن الكريم في أية كريمة أجزم أن من يقرأها ويتدبرها سيمتلئ باليقين حول هذه الحقيقة.. والآية هي:

(ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..)..

ترى، بعد هذا..

هل نعترض –نحن البشر- على إرادة الله في اختلاف الناس، وتباين تصوراتهم وآرائهم.

إن الاختلاف في الرأي يحتم علينا ألا نغضب من بعضنا عندما يختلف أحد معنا في أي طرح، وأن يستمر الحوار معهم، بهدف الإقناع أو الاقتناع، الإقناع لهم، أو الاقتناع بوجهات نظرهم.

إن الخطأ في الحوار يبدأ من الجزم بأن الصواب معنا ونحن نحاور (الآخر) بينما الصحيح أن ننطلق من بحثنا عن الصواب سواء كان معنا أو مع غيرنا.

وكم يجمل بكل محاور أن يتمثل –وهو يحاول قول الإمام الشافعي: (ما ناظرت أحدا إلا وتمنيت أن يجري الحق على لسانه).

لكن من يستطيع أن يبلغ تلك المنزلة في أدبيات الحوار..

إنه لا يقدر على ذلك إلا أولو العزم من المحاورين، ولكن لعلنا نقدر –على الأقل- على تقبل الصواب عندما يجيء من غيرنا حتى ولو لم نتمناه منهم.

إن الحوار – بدون – هذه القيمة الأخلاقية يصبح شجاراً لا يقر حقاً، ولا يثبت صواباً.. بل إنه لا يجلب إلا لجاجاً، ولا يزرع إلا شحناء تبقى في الصدور، وبالتالي تباعد بين القلوب وبين الآراء أيضاً.