** نحن نلوم – أحياناً – بعض المسؤولين عند عدم تحقيق مطالبنا ورغباتنا، ولكننا نغفل ظروف هذا المسؤول.
إن البعض منا يتوقع أن المسؤول قادر على تحقيق كل ما نريد ولكن لو أدركنا أن مثل هذا المسؤول أمامه أنظمة لابد من مراعاتها، ومن الصعب عليه أن يشرح لكل إنسان الأنظمة والظروف،!
إننا هنا قد نعذره بدلاً من أن نعذله (بالذال).
ولنؤمن جميعاً
أنه لا تجود يد إلا بما تجد .
ومن جانب آخر قد نلوم صديقاً على أمر ما ونشره عليه، – كما يقول التعبير العامي,, لكن لو دقننا وتريثنا لربما أن لديه ظروفا من عدم الاقتدار أو القدرة – حالت دون – تلبية ما نرغب منه ولنتذكر هنا أنه:
لا تجود يد إلا بما تجد
وأخيراً,, قد يلوم البعض رجل أعمال بأنه لا يتبرع لأمر طلب منه,, وقد يخال الناس ذلك بخلاً بينما قد يكون تبرع أو تصدق من أجل أمور ليس بالضرورة أننا نعلمها، وهو يمنعه حرصه على إخفاء هذا التبرع.
لكن لاحظوا أنني قلت بعض رجال الأعمال ، وليس كلهم، ولهذا ومع هذا البعض علينا أن نؤمن أنه:
لا تجود يد إلا بما تجد .
هذه الحكمة الشعرية الصادقة التي قالها حكيم منذ مئات السنين.
بقي أخيراً،.
كم يجمل عندما يعجز الإنسان عن تحقيق مطلب ما لأسباب فوق طاقته أن يحسن التعبير عن هذا العذر بأسلوب صادق طيب.
إن الكل يستطيع أن يقول لا .
ولكن الرائعين المقنعين هم الذين يحسنون قولها بأسلوب هادىء يحقق الاقناع للآخر ويزرع الرضا في نفسه.
***
=2=
** الأمير عبدالله: وتواضع القادة
** لقد أدركت من تجربتي المتواضعة في الحياة أنه لا يتكبر إلا الفارغون..!
وأنه لا يتواضع إلا الفضلاء والأخيار من الناس..!
ومن يقرأ التاريخ يدرك هذه الحقيقة الجميلة الناصعة..!
ونحمد الله أننا وبلادنا نعيش تحت حكم قادة منا وفينا، يجمع بيننا وبينهم صدق المودة وناصع الحب.
ولهذا فهم يعمرون ميادينهم بالإخلاص للوطن، والتواضع في التعامل ونحن نحمل لهم الولاء في القلب، والتفاني في العطاء.
وأمامي أنموذج مضيء لشيمة التواضع الجميل والبهي لقادة هذا الوطن.
لقد تلقيت – قبل فترة – رسالة كريمة من نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والرسالة علاوة على صادق كلماتها وبهي تقديرها أضاف إليها الأمير الفارس وهو يوقعها كلمة جميلة محببة بخط يده ألا وهي كلمة أخوكم ..!
حقاً ..
لقد سعدت بهذا التقدير ليس لأنه موجه لي، ولكن لأنني أعتبره موجها لكل مواطن فنحن – فعلاً – أخوة قادة وقاعدة، حكاماً ومحكومين.
شكراً أيها الأمير النبيل وزادك الله من هذه الشيم الكريمة التي تقربك إلى الناس، وتحبب الناس لك.
***
=3=
** الله لا يعيدها من بطاقة..!
** هذه الكلمة سمعتها من أخ أربعيني كريم يرددها وهو يخرج من غرفة الصرف الآلي التابعة لأحد البنوك..!
كان يقولها بشفة مبتسمة، وبعين متأثرة، وبطريقة لا تخلو من سخرية ممتزجة بالتعجب والغرابة.
شدني مشهده هذا.
فبادرته بالسلام.. ثم سألته مازحاً
مالك ومال مقـرورة الحظ الطاقة؟
قال: الله يكفينا شرها.. وشر صرفياتها التي توشك أن تجعلنا ندج.!
قلت: ولكنها سهلت أمور الناس، ويسرت عليهم الحصول على النقود مثل شرب الماء.!
قلت: وما في ذلك..!
قال: يا حليلك، من أول كان الواحد يحتاج إلى حال وأحوال وعندما يريد أن يحصل على نقود، من الذهاب إلى البنك ساعات والوقوف عند الصراف,, إلخ.!
قلت: هذا صحيح ولكن ومع ذلك فالبطاقة يسرت أمور الناس.
قال: نعم يسّرت.. وعسّرت.
قلت: كيف، قال: يسّرت الصرف وأتعبت النفس، وأردف، لقد كان لرب الأسرة في السابق عذر من قبل أسرته عندما يطلبون نقوداً.. كان الواحد منا يتعذر البنك مقفل ، وأنا الآن مشغول ، اليوم إجازة للبنك…إلخ.
أما الآن، ويا ويلي من الآن فهذه البطاقة التي توشك أن توقفنا على جدار الاستدانة فقد سقطت المعاذير، وألقى الإنسان معاذيره..!
وبعد..!
لقد نقلت هذا الحوار الذي دار بيني وبين هذا الأخ الكريم..
وإنني لأتأمل وأتساءل الآن..
حقاً المدنية الحديثة بقدر ما أراحتنا ووفرت سبل العيش لنا إلا أنها أرهقتنا من أمرها شططاً، وأنالتنا من تسهيلاتها رهقاً.!
بل أوقعت البعض في مصائد الديون والتقسيط وابتياع أشياء كمالية ليس هو أو أسرته بحاجة إليها، بل هي احتياجات هو قد لا يفيد منها.!
ولكنها حكمة الله..!
فلكل شيء في هذه الحياة منافعه ومضاره..
إن العاقل – وما أندره – يفيد من إيجابيات هذه الحضارة ودفع مضارها بحيث يوظف معطياتها لصالحه وصالح حاضره ومستقبله.
***
=4=
** شاعر بين الأسهم والشعر
** انكسر قلبي
عندما أطلعني صديق على مقطوعة شعرية وجدها منشورة في إحدى المجلات الشعبية، وهي لشاعر أراد أن يجرب تجارة الأسهم، لكنه عاد منها داجا لا تاجرا وهذه الأبيات فيها كثير من الصدق والطرفة معاً,, ولنقرأها معاً ثم يكون تعليقي عليها:
ساهمت أبا تجر مثل غيري من الناس
ورجـــمت أنا الدجه.. بســبع حصواتي
لو إن راس المـــال من بـــنك الافـلاس
بــنك يســـلّف كل مفــــلس ســــــــواتي
يقرضــــك، ما يكفــــلك عابس وعـبّاس
ويمكن يجـــيب القـــرض لك بالفــــلاتي
والحــــمد للي خفّـــف الكرب والبــــاَس
تغــــــنوا الركــــــــبان بمســـــاهمـــاتي
باسمــنت ينبع لي يجي عشــــرة اكياس
ولي بالمكـــيرش حـــول خمس كمخاتي
وأقول لهذا الشاعر تعليقاً على مقطوعته وعلى تجربته.. أقول له صادقاً لا معزياً:
أحمد ربك..!
إنك أنت المرتاح والسالم
أما انك مرتاح فمن الركض وراء عالم الأسهم الذي نرى متابعيه في نصب وقلق جسدي ونفسي.!
أما أنك أنت السالم.. فهذا صحيح أيضاً فأنت السالم من أمراض الضغط والسكر، وتصلب الشرايين التي تزيد مع حركة الأسهم انخفاضاً وارتفاعاً.
وأسأل الله إن خسرت أسهم شركاتك في تجارة الأسهم ألا تخسر أسهم شعرك وأسهم عطائك في ميادين الحياة الأخرى.
***
=5=
** آخر السطور:
** للشاعرة: عزة رشاد
يا لحزني
كيف ودعتك بالأمس
وقد كانت بساتيني تسمَّيك
ربيعاً
وبحيراتي تسميك لآل
كلما قلت وداعاً
صرخ القلب: تعال!!