logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

القرن (21) والله خير حافظاً

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > القرن (21) والله خير حافظاً حمد بن عبدالله القاضي

القرن (21) والله خير حافظاً

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

** القرن الواحد والعشرون، الذي يوشك ان يشرق على أرضنا اصبح العلماء يزرعون الخوف في نفوس ساكني هذه الأرض مما سوف يقع فيه من علة الكمبيوتر وما سوف تسبب من مشكلات بل وربما مآس من سقوط الطائرات المرتبطة بأجهزة الكمبيوتر القديمة الى توقف أجهزة الأطباء اثناء اجراء العمليات، الى تعطل السيارات، والأجهزة الأخرى التي ينظم سير

عملها الكمبيوتر!.

 

وهذا كله يهون!.

 

لكن المفزع حقا هو هذا الخبر الذي قرأته قبل فترة، والذي يخوفنا فيه علماء الفضاء مما سوف يكون عام 2027 من ارتطام جرم كبير بالأرض ربما يقضي على الحياة فيها.. حيث يقول الخبر: إن هذا الجرم الذي هو كوكب يعادل حجم الكرة الأرضية عشرات، وهو يسير متجها الى الأرض، وسرعته بالملايين خلال الساعة الواحدة، ويتوقع هؤلاء العلماء ان يصل الى الأرض عام 2027م ويقولون: ان الأرض أشبه بحبة رمل صغيرة أمام هذا الكوكب الذي كأنه صخرة كبيرة أمام حبة رمل – التي هي أرضنا- وما أشد غرورنا نحن البشر الذين نسكن هذه الأرض الصغيرة أو حبة الرمل بالأحرى,انني عندما قرأت هذا الخبر – لا أنكر انني فزعت ولكنني رجعت الى نفسي وقلت ان هذه توقعات من علماء يعلمون الظاهر من الحياة الدنيا.. ولكنهم عاجزون عن معرفة الغيب وقدرة الله ورحمته,ولا نقول – مع اقتراب- القرن ال21 الذي نسأل الله ان يكون قرن سلام وخير وعدل وأمان.. لا نقول أمام تخويف وتوقعات علماء الفلك إلا: الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

 

***

 

** الامتثال بالقدوة:

 

** إننا نستطيع ان ندعو الناس الى خير القيم، وجميل الشمائل بالقدوة قبل القول، وبالتصرف قبل الوعظ.

 

إن الأسوأ ان ندعو الى ما لا نعمل وان نقول ما لا نفعل، وان نكتب مالا نلتزم به..!.

 

إننا هنا نكون كمن يحب ان يحمد بما لا يفعل.. وقد كبر ذلك مقتا عند الله..!.

 

ولكم أثرت عليّ هذه الرواية التاريخية عن الخليفة ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب والتي روتها كتب السيرة المحققة.

 

روي انه لما رجع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من حرب صفين، وجد درعا له كان قد افتقدها – بيد رجل يهودي يبيعها في سوق الكوفة، فقال علي: هذه درعي، لم أبعها أحدا، ولم أهبها، فقال اليهودي: بل هي درعي، وهي في يدي. فاختصما الى قاضي الكوفة شريح، فقال لعلي: هل لك بينة أنها درعك يا أمير المؤمنين؟ قال:
 

 

نعم، الحسن ابني، وقنبر مولاي، قال شريح: شهادة الابن للأب لا تجوز، وكذلك شهادة العبد لسيده، فقال علي: سبحان الله، رجل من أهل الجنة. فدهش اليهودي من تواضع علي رضي الله عنه، ومن شجاعة شريح في قول الحق، فأسلم قائلا: أمير المؤمنين يقدمني الى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه؟! أشهد ان هذا الدين حق، وأشهد ان لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.. ثم قال: يا أمير المؤمنين، والله إن الدرع هي لك، سقطت منك ليلة ذهابك الى صفين، فأخذتها.

 

أرأيتم القدوة والرضا بحكم شرع الله.
 

 

لقد جعلت ذلك اليهودي يترك دينه ويدخل في دين الله.. وربما لو سمع وعظا أو نصحا لما كان له أي أثر في نفسه!.لكنه رأى مثل هذا العدل النادر فجعله يهتدي الى عدل الإسلام فيؤمن به.

 

***

 

** أندى الشعر:

 

** من أندى ما قرأته من شعر في تجسيد حال البعيد عن أحبابه، النائي عن مرابع أشواقه، هذه الأبيات الجميلة للشاعر المقل والمجيد ابن سناء الملك التي يقول فيها:

 

           من للغريب هفــت به الفـكر
                  لا العـــين تونســه ولا الأثر
           لا تلتـــقي أجـــــفانه سـهرا
                  فكأنــــما أهـــــدابـــه إبــــر
           ما طـول ما يرمى بصحبتها
                  يبكي البـكاء ويسهر السهر
           يا دهــر، يامـن لا حـــنو له
                  أو ما علـــمــت بأنني بشر؟

 

***

 

           ريــح الجــــنوب أراك مدنفـة
                  هل شف جسمك مثلي السفر؟
           وأراك طــــيـبـة معـــــــــطرة
                  هل فـــيك من أحـــبابنا خـبر؟
           تلك الأحـــبة روض ودهــــــم
                  خضـل، وعمر صفائهم خضر
           كم فيــهم من غـــضّ ناظـــره
                  لما خلا من شخــــصي البصر
           ويـظن ظـــــنــا ان مــقــلــــتـه
                  لولاي لـــم يخـــلـق لها نظــــر

 

.. أجل:

 

انه شعر من أجمل ما قرأت من شعر عن ضنى الغربة.

 

***

 

** نتشرف باصطحاب الأطفال:

 

** لعلي من أوائل من كتب عن موضوع استهجان طلب عدم اصطحاب الأطفال في حفلات الزواج .. وكتابة مثل هذه العبارات ببطاقات الدعوة.. كأن ضحكات الأطفال وفرحهم سوف يطفىء شموع الفرح في قلوب الكبار..!.

 

ومع الأسف لا تزال عبارة عدم اصطحاب الأطفال تواجه عيون المدعوين في كثير من الدعوات وكأن هناك اصرارا على قتل الفرح في عيون الصغار، ورغبة في عدم مشاركتهم بالمناسبات السعيدة.. مع ان ضحكاتهم وحركاتهم وحتى لعبهم هي التي تضفي على هذه المناسبات الفرح الجميل والبريء والحقيقي,ولكم سرني عندما تلقيت دعوة كريمة من رجل فاضل بمناسبة زواج ابنته.. ولكم سعدت عندما وجدت في نهاية الدعوة عبارة يشرفنا اصطحاب أطفالكم .. لقد اسعدتني كثيرا هذه العبارة الجميلة.. فلم يكتف الداعي باشعار المدعو بالموافقة على اصطحاب الأطفال بل قرن ذلك بنيل الشرف والسعادة بحضورهم واصطحابهم.

 

إنني أكبر هذه البادرة الجميلة التي اتطلع الى ان نجدها على كل بطاقات الزواج.. فالأطفال هم عنوان الفرح وزهوه.. وكفى تغييبا لهم عن مشاركة الكبار الأفراح. إنني أحيي صاحب هذه الدعوة الشيخ مقبل المحمد المقبل على اضافة هذه الجملة الجميلة على بطاقات دعوة زواج كريمته.. وأسأل الله للزوجين التوفيق والسعادة.

 

***

 

** إلى كل منّاع للخير:

 

          ألا إنما مالي الــذي أنا منفـــقه

                  وليس لي المال الذي أنا تاركه

 

صدق -هذا الشاعر- ورب الكعبة، ونيابة عن هذا الشاعر أجيّره الى كل مناع للخير، والى كل ممسك سوف يذهب عن هذه الدنيا ولم يتمتع بما أفاءه الله عليه.

 

ولم يسخ على الآخرين بجزء من ملايينه التي سوف تظل أرقاما في البنوك.

 

فلا يسعد بها لا دنيا ولا أخرى

 

ولا يُسعد بها الآخرين.