* وبدأت أبجدية الأفعال بعد أن انتهى ضجيج الأقوال الآن..!
* عندما تغشى أي مجلس تجد المتحدثين والمنظرين لعطاءات وإنجازات الوزراء والمسؤولين الجدد.
وهم على حق في طموحهم وانتظارهم وآمالهم فهم وجوه جديدة، جاءت محملة بالطموح ومعباة بالأمل والعمل معاً.. وكما يقول المثل الشعبي "بشًر الزرع بفلاح جديد" وهم جاؤوا فلاحين جدداً لإنبات زهور عطاءات جديدة في وزاراتهم ومؤسساتهم تضاف إلى زهور وإنجازات زملائهم الذين خلفوهم على هذه المساحات الوزارية والإدراية.
لكن..!
الذي علينا كمواطنين ألا نرهق هذه الوجوه الجديدة بفيض مطالبنا واستعجال آمالنا.. لأننا بهذا نحرج هذه الوجوه الجديدة وقد نرسم دوائر الصعب في نفوسها..! إنه بقدر ما يجمل بنا ألا نستعجل إنجازاتهم فعلينا آلا نلومهم عندما لا يتحقق ما نريد بالوقت الذي نريد.. فالأقوال والتنظيرات سهلة جداً، لكن لو تولينا الأمر وجلسنا على "كراسيهم" لعرفنا صعوبة التنفيذ وشاعرنا العربي الحكيم يقول مع اختلاف المناسبة:
"لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه".
٭٭٭
إن هذه الدماء الجديدة دماء بشرية.. وهي تحتاج إلى الدراسة والوقت والإمكانيات.. وهذه الأمور مجتمعة لا تتم في يوم أو شهر..!
إن الانتظار قليلاً من الوقت كفيل بأن يجعلنا ترى ثمار وعطاءات هذه القيادات التنفيذية.. والانتظار يثمر خيراً وعطاء.
وأضرب مثلاُ لإنجاز كبير حققه أحد الوزراء الذي تعين قبل التشكيل الجديد.. ذلك هو "نظام الجامعات" الذي صدر بعد أن تولى معالي د. خالد العنقري وزارة التعليم العالي.. وكان عطاء كبيراً بدأت آثاره الإيجابية على الجامعات ومنسوبيها وطلابها..!
٭٭٭
لذا فعلى المواطنين – وأنا هنا لا أترافع عن المسؤولين الجدد – ولكن لعلني أتحدث بلسان حالهم – إذ هم يؤملون منا قليلاً من الانتظار الذي – بحول الله – سيثمر العديد من الإنجازات والعطاءات والخدمات التي تحرص قيادة هذا الوطن بتوجيه خادم الحرمين الشريفين على تحقيقها, وقد أو كلت لهذه الدماء الجديدة إنجازها على أرض الواقع, لكن إنجاز الآمال لا يورق فجأة.. بل لابد من الدراسة والوقت ثم الإنجاز. بل أن الانتظار للشيء يكون أحياناً أحلى من مفاجأة الإنجاز.. وأذكر هنا قصة تراثية جميلة تقول:
ان يحيى بن خالد كلًم المنصور بن زياد في حاجة رجل فقال له: عدُهُ قضاءها فقال يحيى: وفقك الله وما يدعوك إلى الوعد وأنت قادر الآن على إنجازها فقال المنصور: إنك لا تعرف موضع الصنائع من القلوب، إن الحاجة إذا لم يتقدم قضاءها موعد لم تتجاذب النفس سرورها، أرأيت لو فاجأك الطعام كمن وجد رائحته فتطعمه ثم طعمه.. وقد صدق المنصور بن زياد فليس أجمل من الانتظار، وليس أحلى من ترقب الأشياء الزاهية.
٭٭٭
ولنفرح – نحن المواطنين – بالمواعيد قبل حلولها، وبانتظار الإنجازات قبل مشاهدتها ولنتطعم الطعام قبل أن نطعمه كما يقول المنصور. وقد رأينا بشائر عطاءات هذه الوجوه من الأبواب المفتوحة.. وقبل ذلك القلوب المشرعة، والآذان الصاغية للحوار والأفكار والمطالب والشكاوى التي ملؤوها الآن "كنائنكم بها" ليبدؤوا – إن شاء الله – خطوات حل هذه الشكايات, وإنجاز هذه المطالب, وقطف الثمار..!
ولقد بدأنا نلمس بدايات هذه الإنجازات أو بالأحرى "عينة هذا الإنجاز" – كما يعبر المزار عون!.
فها هو الدكتور محمد الرشيد وزير المعارف أعلن عن طموحات تربوية وتعليمية سوف نلمس ونرى آثارها في المدارس والمؤسسات التعليمية.
وها هو الدكتور علي بن طلال الجهني وزير البرق والبريد والهاتف أعلن برنامج وزارته باليوم والشهر لبدء انطلاقة تأسيس الهواتف العادية والنقالة بعد أن طال انتظارها.. وقد صمت هذا الرجل كثيراً ولكنه نطق خيراً وأرقاماً.
وها هو معالي الدكتور أسامه شبكشي بدأ جولاته العامة على المنشآت الصحية ليرى بعينه واقع الخدمات.. وكانت كل زيارة تثمر عن تلمس الملاحظات واعتماد الإنجازات التي سوف يلمسها المواطنون كما حصل في زيارته التي استمرت حوالي ثلاث ساعات لموقع من أهم المواقع الصحية "مجمع الرياض الطبي".. وقد بادر بعدها بالأمر بالقضاء على الشكاوى في الأقسام الهامة كقسم الكلى وعيادات الأطفال البقية تأتي والصحة – خاصة – تحتاج إلى مزيد من الوقت وإلى دقيق العلاج رغم استعجال الناس الإنجازات فيها!.
وها هو الدكتور محمد الجارالله وزير الشؤون البلدية والقروية وبكل ما يحمله من تجربة وبعد نظر يضخ المزيد من النشاط والمرونة في الأمانات والبلديات بعد أن رأوا منه الحماس والطموح.. ومشاريع البلديات- كما سمعت من معاليه – تحتاج إلى المزيد من الوقت ليراها الناس وسوف يرونها إن شاء الله.
وها هو وزير التجارة يعلن عن دراسة التعديد من الأنظمة التجارية التي سوف تسهم عند صدورها قريباً بالمزيد من خدمة اقتصادنا.
وها هو الدكتور ناصر السلوم بحيويته وخبرته (المواصلاتية) التي يحملها على ظهره لأكثر من ربع قرن يشيع النشاط في قطاعات وزاراته وفروعها من طرق ونقل وسكة حديد.
وها هو معالي أ. مساعد السناني يبدأ خطواته الهادئة في المزيد من العطاء لخدمة نشاطات العمل والشؤون الاجتماعية.
وها هو وزير الصناعة والكهرباء د. هاشم يماني يبدأ جولاته على المناطق الصناعية الموفقة، ونسال الله ألا تشغله هموم الكهرباء – وهي عسيرة حقاً – عن طموحات الصناعة.. لكنه قادر – بحول الله – على أن يعطي لكل حقه.
وها هو وزير الزراعة د. عبدالله المعمر يبدأ خطواته العملية بتلمس مشاكل المزارعين والاهتمام بموضوع الماء, ومتابعة صرف استحقاقات المزارعين التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين..
وها هو معالي رئيس ديوان الخدمة المدنية يواصل مسيرة سلفه الفاضل في المزيد من خدمة قطاع الخدمة المدنية ومنسوبيه.
وها هو – أخيراً – الرئيس العام لتعليم البنات د.علي المرشد يبادر إلى مزيد من خطوات الرقي بتعليم المرأة وتمهيد الطريق لها، وقد كانت آخر خطواته الموفقة تعميده بزيادة نسبة الطالبات المقبولات في كليات البنات إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين.
٭٭٭
وبعد..!
أما قلت في هذه السطور: منا الصبر وعليهم الإنجاز.
فدعاء صادق لهذه الدماء الجديدة بالمزيد من النجاح من أجل أن يتوشُح هذا الوطن – أبداً – بالبهاء والنماء.. وتحية للذين أدوا الأمانة على خير وجه, وسلموا الراية لخلفهم ليواصلوا المسيرة من أجل المزيد من العطاء لهذا الوطن, والرخاء للمواطن في هذا الوطن الأجمل والأندى.
٭٭٭
●● وقفة قصيرة:
أشكر كل الأخوة القراء الذين تجاوبوا وتفاعلوا مع تلك المقالة التي كتبتها في الفترة الماضية في "مجلة اليمامة" تحت عنوان "حوار مع كرسي"، وحسبي من هذه المقالة صدقها ومنتهى سعادتي بهذا التفاعل معها.. كما أقدم صادق امتناني لهؤلاء النخبة من "الوزراء".. الذين أثلجوا صدري بتفاعلهم معها.
لهم ولكم كل الامتنان من قلمي المتواضع عطاء ومن قلبي المفعم حباً لهذا الوطن وإنسان هذا الوطن..!