إنها الأرواح عندما تتآلف..!
حمد بن عبدالله القاضي
🌱بعض الوجوه تألفها حالما تنظر إليها، وبعض الأصوات تتآلف معها سرعان ما تسمعها.
وبعض الناس ترتاح إلى قسماتهم وإلى طلعتهم ربما من أول لقاء معهم..!
والبعض على الضد من ذلك وجوهاً وأصواتاً وناساً..!
وقد تعجز أن تفسر ذلك.. أو ترجعه إلى دليل عقل أو حجة منطق..!
إنه (سر عجيب)!
أمر يعود إلى تجانس الأرواح قبل أي شيء آخر.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف).
وقد صدق وربّ هذه النفس التي خلقها فسواها..
ويقولون:
إن حديث العيون ولغتها يعبران عن الحب ويجسدان الكراهية..!
وقد يكون في هذا شيء قليل من الصحة، بل قد زعم ذلك الشاعر العربي الذي قال:
والنفس تعرف من عين محدثها
إن كان من حزبها أو من أعاديها
ومن وجهة نظري المتواضعة – كتواضع سطوري – فإنني لا أعوّل على لغة العيون كثيراً..!
فالعيون – كثيراً – ما تكون خادعة مخادعة..!
وأحياناً تكون لغتها صعبة لا يستطيع كل إنسان أن يفك طلاسمها..!
(أما الأرواح وتآلفها)..!
فهو وحده ما يفسر تآلف بعض الناس.. وتقارب الأشخاص في حالة التوائم ولو عند أول لقاء.
وهو وحده ما يفك (لغز) عدم ارتياحك لبعض الناس حتى ولو لم تكن لك معهم سابق معرفة..!
إنه – فقط – ارتياح الوجه للوجه.. والعيون للعيون.. وقبل ذلك ارتياح الروح للروح.
وهذا لا يعني أن عدم ارتياحك لبعض الوجوه أنك تكرههم أو تعاديهم لكنه يقف – فقط – عند شاطئ (عدم الارتياح لهم)..!
وهذا أمر قد لا يملكه الإنسان.
إن الذي يملكه مالك الأرواح.. ومؤلف القلوب.. وجامع الوجوه..!
■ ■ ■
-2-
■ ■ آخر الجداول:
■ للشريف الرضي:
(وعد لعينيك عندي ما وفيت به
يا قرب ما كذبت عــيني عيــناك
أنت النــعيم لقـلـبي والعــذاب له
فمــا أمرّك في قلبـــي وأحـــلاك)