من الأشياء التي تضايقني عندما أزور مكة المكرمة مكان الوحي ووطن لغة الضاد عندما أرى تلك «اللوحات» التي ترفع الأسماء الأجنبية للمطاعم والشركات والمحلات التجارية. ولهذا جاء قرار سمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بإبقاء شوارع منطقة مكة المكرمة خالية من تشويهها بهذه الأسماء الأجنبية ليشعر المواطنون والمسلمون الذين يزورون مكة المكرمة أنهم في منزل القرآن الذي بلسان عربي مبين.
بقي أن أطلب من سمو الأمير الغيور على لغته وعلى قبلة المسلمين أن يستكمل هذا «التوجيه الغيور» بأن يتبعه بتوجيه الفنادق وبخاصة التي في مكة المكرمة فمع الأسف عندما تتصل عليها فيجيب مأمور السنترال ب»ول كم» بدلاً من السلام عليكم أو مرحباً أو أي كلمة عربية، وعندما تسأله وتناقشه وتطلب منه أن يرد عليك بالعربية فهو يتحدث من فندق مهبط الوحي يرد عليك «هذا هو السستم» وهو معذور، فالشركة الأجنبية أو السعودية التي تشغل هذا الفندق هي التي فرضت ذلك. إنني أتطلع إلى أن يستكمل سمو الأمير الغيور خالد الفيصل أمره بتغيير اللوحات الأجنبية سواء على المحلات أو تلك الإعلانات باللغة الأجنبية التي تستقبل الزوار على مداخل مهبط الوحي، ووطن لغة العرب، ويرافق ذلك توجيه الفنادق بمكة المكرمة بأن يرد موظفو «الهاتف» بفنادقها على المتصلين باللغة العربية وبخاصة أن هناك الآلاف الذين يتصلون بالفنادق للحجز أو الاتصال بالساكنين من خارج بلادنا فكيف يتم الرد عليهم من فنادق مكة المكرمة بغير لغة الضاد؟.
المشكلة أحياناً في سؤال طالب الفتوى
شدتني كثيراً رؤية الزميل د/ حمود أبوطالب في زاويته بصحيفة «عكاظ» عند تناول فتوى «الكاشيرات» مشيراً إلى أن صيغة السؤال وما يحمله بين طياته من محاذير هي التي جعلت «اللجنة الدائمة للإفتاء» تضع هذا العمل في نطاق التحريم.
والحق أن هذه المشكلة لا تواجه عالم الدين فقط بل والطبيب والمثقف وأستاذ الجامعة حيث يجيء السؤال بطريقة تجعل المسؤول يجيب على قدر السؤال بل لعل بعض الأسئلة تحمل الجواب، والمشكلة أن الإجابة تؤخذ أحياناً على أساس أنها عامة بينما يفترض أن تكون محصورة بحيثيات السؤال.
هنا أدعو السائلين -وبخاصة بالشأن الديني- أن يكونوا دقيقين في أسئلتهم ولا يضمنوا سؤالهم الإجابة التي يريدونها، لأن عالم الدين لا بد أن يجيب على قدر السؤال إذ لا يستطيع أن يكتم العلم من جانب، ولابد بالتالي أن يبرئ ذمته بالإجابة على السؤال الذي يتم طرحه عليه بما يراه على ضوء السؤال المطروح وما حمله من محاذير والقاعدة الفقهية تقول: «الأحكام مرتبطة بعللها».
٭٭٭
** قطرة مطر:
جميلة الحياة عندما تقابلنا بعبق روحها.
وهي مؤلمة عندما تجابهنا بقسوة أمواجها.
ولكن علينا أن نسعد بالأولى وبعبقها.
وعلينا أن نقبل الثانية ونصير على قسوتها.
وإلا فإننا لا نستطيع أن نعيش ونتعايش مع الحياة والأحياء.
