16
أكتوبر
المتبرعون للخير بين طلب الشهرة والبحث عن الأجر !
حمد بن عبدالله القاضي
in مقالاتي
Comments
إظهار الصدقات والتبرعات أمر مقبول بل وقد يكون مشروعا إذا كان الهدف الاقتداء بالمتصدق والمتبرع لكن غير مقبول إطلاقا المبالغة في إبراز التصدق والتبرع, بمختلف وسائل الإعلام فذلك أقرب إلى الدعاية والمظهر والمنة إن المروءة وطلب الأجر تقتضي من بعض رجال الأعمال الذين ينهجون هذا النهج التقليص من غلواء إبراز مساهماتهم وطلب الشهرة بصدقاتهم لكيلا يذهب أجرهم ولكيلا يحرجوا من تبرعوا لهم, إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ .
***
في مقابل الصورة السلبية لعدد محدود من المتبرعين هناك صورة أخرى مضيئة لعدد كبير من المتبرعين والمتصدقين من رجال الأعمال الذين لا يتهافتون على وسائل الإعلام لإبراز تبرعاتهم وأعمالهم الخيرية، وقد لا يعلم الناس عنها إلا عن طريق من استفادوا منها سواء أفراداً أو جمعيات أو مراكز خيرية أو علاجية ذلك عندما يشكرونهم على أعمالهم أو يتحدثون عنهم في الوسائل الإعلامية أو بالمجالس العامة هؤلاء يستحقون أن نذكرهم نحن ماداموا زهدوا في الأضواء ابتغاء لما عند الله ثم لقناعتهم أن الخير يظهر من نفسه على مذهب الشاعر الذي قال: (يخفي محاسنه والله يظهرها).. هناك أسماء كثيرة تقدم الكثير من الخير والتبرعات، بعضها يعلم عنه الناس والكثير منها لا يعلمونه، ومن هؤلاء الذين يذكرهم الناس وتحضرني الآن أسماؤهم: الشيخ الفاضل عبدالرحمن فقيه وأعماله المباركة في وطنه وبخاصة لخير البقاع مكة المكرمة وأهلها وقاصديها، والأمير الكريم سلطان بن محمد بن سعود الكبير الذي أعرف أنه يأبى بل يكره أن ينشر أو يقال شيء عما يقوم به ويقدمه من تبرعات في عمل الخير وإسهامات مأجورة في الميدان الصحي، ومنهم الشيخ محمد حسين العمودي وتبرعاته الكبيرة للمؤسسات الخيرية ومراكز المعاقين، ود. ناصر الرشيد وهو مؤسسة خيرية كاملة بإنفاقه عشرات الملايين على العمل الخيري وتحديداً ما يتوجه منه إلى الأيتام والمعاقين والمرضى، ومنهم الشيخ الخلوق عبدالعزيز الشويعر الذي جسد شكر ربه على ما آتاه فأصبح يقدم الكثير من ماله إلى من يحتاج إلى هذا المال سواء على شكل إعانات أو منجزات مشهودة في مدن بلاده.