logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

لكي تكون الوزارة بِرّاً لا وزراً,,!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > لكي تكون الوزارة بِرّاً لا وزراً,,! حمد بن عبدالله القاضي

لكي تكون الوزارة بِرّاً لا وزراً,,!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

** المسؤولية إخلاص واقتدار، وأداء للأمانة التي أبت الجبال أن تحملها، وحملها الرجال، والمسؤول الذي يستشعر مسؤوليته أمام الله -أولاً- ثم أمام ولاة أمره، وابناء وطنه بقدر ما يسعد أنه نال الثقة فإنه يحس أن المسؤولية رسالة يسعى إلى أدائها على أفضل وجه وأتم سبيل,!
وأنتم أيها الوزراء الجدد، أو المجدد لكم، بقدر ما نهنئكم بالثقة وبتجديدها فإن أمامكم مسؤوليات كبيرة وجسيمة نسأل الله أن يعينكم على أدائها,,!
إنني بهذه السطور أضع أمامكم بعض ما أحس أنه نبض مواطنيكم، وفيض أمانيهم، وآمالهم المعلقة فيكم لخدمة هذا الوطن الأبهى.

 

***
 

** أولاً: نثق أنكم -رفع الله درجاتكم في الفردوس الأعلى من الجنة- سوف تضعون خدمة المواطن الهدف الأساس والرئيس، وأنكم سوف تسعون إلى تطويع الأنظمة من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل بحيث لا تكون الأنظمة سبيلا إلى التشديد، ولا سببا في العرقلة.
إن الأنظمة تأخذ مرونتها وتحقيقها لغاياتها من خلال فهمكم لها، وتعاملكم معها, وأي تنظيم إنما وضع للتيسير وليس للتعسير، وتذكروا -جميعاً- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم ومن ولي أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي أمراً فشدَّد عليهم فاشدد عليه .

 

 

***
 

** ثانياً: أنتم -الوزراء المجدد لكم- المنتظر منكم كبير، فالسنوات السابقة التي قضيتموها عجمتم فيها عيدان وزاراتكم، وعرفتهم منسوبيكم، ووضعتهم فيها خططكم، وحددتم خطواتهم، ودرستم فيها العديد من الطموحات، وقد أنجزتم بعضها، وبقي أن تستكملوا إنجاز بقيتها.
لذا فإن الشرهة عليكم أكبر من زملائكم الجدد الذين -بلا ريب- يحتاجون كما احتجتم من قبلهم إلى بعض الوقت لمعرفة وزاراتهم، وللدراسة والتخطيط لطموحاتهم.

 

 

***
 

** ثالثاً: إننا نتعشّم فيكم -بصفتنا مواطنين- الا تجعلوا من الظروف المالية حاجزاً أو سبباً يجعلكم لا تسعون إلى تحقيق الآمال المطلوبة فيكم.
إن الظروف المالية سبب مهم -لا تتناطح في ذلك عنزان- في عدم تحقيق كل الطموحات والمشروعات، ولكن هذا لا يعني أن تحجب هذه الظروف كل إنجاز وكل طموح، إن الناجح هو من يحاول أن يتكيف مع الظروف، ويتعامل معها، ويعمل بحدود الامكانيات المتاحة حتى يحقق الانجازات المقدور عليها، والتي تسهم في نماء الوطن وسعادة المواطن، وبهذا يبقى الإنسان أعمالاً تُشكر وتذكر لوطنه وله.
وأمر آخر ألا وهو أن هناك أموراً لا تحتاج إلى اعتمادات أو بالأحرى كبير اعتمادات، وهذه أمور وأعمال كثيرة يمكن للوزير مع مسؤولي وزارته أن يحققوها وينجزوها.
بل إن أهم إنجاز لا يحتاج إطلاقاً إلى أي ريال واحد وذلك هو العمل على تيسير أمور مراجعيكم، والتعامل معهم بالكلمة الطيبة، وتذكروا -رعاكم الله- حكمة ذلك الشاعر العربي الذي يقول: بشاشة وجه المرء خير من القِرى .

 

 

***
 

** رابعاً: إنكم – وأخص هنا الوزراء الجدد منكم- واجدون في الوزارات التي وُليتم زمامها الكثير من الرجال الأخيار القادرين، فلتستفيدوا من تجاربهم، فالتغيير ليس هدفاً إلا ما تقتضيه المصلحة، ويقتنع بموضوعيته المسؤول، وثقوا أن الوفي مع سلفكم سوف يكون وفياً معكم، وقد شدتني مبادرة التقدير التي تبدت في التصريحين اللذين أدلى بهما الوزيران الجديدان: معالي الدكتور علي النملة وزير العمل، ومعالي الأستاذ إياد مدني وزير الحج وذلك نحو زملائهما الذين سوف يعملون معهما في وزارتيهما.

 

***
 

** أما قبل:

فإنه بمثل هذه الخطوات التي تخطونها، وبمثل هذه العطاءات التي سوف تقدمونها تكون الوزارة منكم براً نحو وطنكم وأبناء وطنكم.
وهي -بغير ذلك- تكون وزراً لا أرض إنجاز تقطع، ولا ظهر عمل أو ذكرى حسنة تبقى، ومنا -نحن المواطنين- الصبر، ومنكم -أيها المسؤولون- الإنجاز.

 

 

***
 

** وأختم سطوري هذه برسالة إلى الوزراء الذين سلموا حقائبهم إلى خلفهم واقول لهم: لقد أديتم أمانتكم، وقمتم بمسؤولياتكم، وقد لقيتم التقدير من قيادتكم، والشكر من مواطنيكم، وسوف تلاقون الأجر المدخر -بحول الله- من ربكم جزاء ما قدمتم لدينكم ووطنكم وأبناء وطنكم.