logo

Select Sidearea

Populate the sidearea with useful widgets. It’s simple to add images, categories, latest post, social media icon links, tag clouds, and more.
hello@youremail.com
+1234567890

عسكريون ولكنهم مرهفو المشاعر..!

حمد بن عبدالله القاضي

حمد القاضي > مقالاتي  > عسكريون ولكنهم مرهفو المشاعر..! حمد بن عبدالله القاضي

عسكريون ولكنهم مرهفو المشاعر..!

حمد بن عبدالله القاضي

                                                                          

 

 

 

 

 

** لدى البعض انطباع عن (العسكريين) أنهم ذو مشاعر بعيدة عن الرقة، وبمنأى عن عشق الكلمة الشعرية!.

 

والحق أن هذا ليس حقاً!.

 

فلو أستعرضنا تاريخ الأدب العربي لوجدنا عددا من العسكريين شعراء وأدباء مبدعين في الكلمة الجميلة وهم يحملون أعلى الرتب العسكرية.

 

وفي بلادنا أعرف – كما تعرفون مثلي – أسماء عسكرية كثيرة يفيض تعاملها باللطف وبعضهم له عطاءاتهم الشعرية والنثرية البهية.

 

وعلى مستوى الصداقة والزمالة والتعامل تجد العسكريين فيهم الوفاء، والسماحة والسجايا الرفيعة كإخوانهم المدنيين وإذا ما شذَّ فرد فلا يحكم على المجموع، والشذوذ عن الخلق الكريم يحصل في الكل «مدنيين وعسكريين».

 

***

 

وفي عالم الكلمة الجميلة والشعر العذب ها هو صديق وزميل عسكري له عشرات القصائد والمقالات التي تنبض رقة، فضلاً عن تعامله الراقي، ذلكم هو الصديق اللواء عبدالقادر كمال – الزميل بمجلس الشورى سابقاً، وكم يسعدني وهو يتحفني بين آونة وأخرى بالأرقّ من قصائده وكلماته!.

 

وآخر نفحاته «الطازجة» قصيدة فيها وهج الحب، وتوهّج الرومانسية، وعفة المحب، وقد بعثها إليّ عبر ورقة «زنبقة» وليس من خلال فوّهة «بندقية»:

 

        ((لا لستُ أوّل من أحب بلا أمل

                        كم دون جني الشهد من إبر النّحلْ

        الـدلُّ طـــبعٌ للنســـاء وعــــادةٌ

                        والحسن يكّمنُ في التدلّل والخجلْ

        أنا يا مليــــحةُ عاشـــق ومتيم

                        وطبيعتي أنّي أعيش على أملْ

        أفدي النواعس كم أصْبن حشاشتي

                        ومراشفاً.. لو كان تَسمحُ بالقُبلْ..!

        هذي أماني.. والأماني خُلَّبٌ

                        من قال تقتربُ الثريا من زحلُ

        استغفر الله العظيم لزلّتي

                        فالشعر قولٌ لا يُصدَّقُ بالعملْ))

 

***

 

** وأختم لأرسّخ ما أشرت إليه آنفاً من كريم الأخلاق ورقة التعامل لدى العسكريين سواء كانوا ضباطاً أو أفراداً بقصة عشتها مع جندي فاضل وليس مع عسكري ذي مرتبة كبيرة.. تكشف عن سماحة بالتعامل رغم صعوبة عمل العسكريين في الشوارع وعلى المنافذ في صقيع البرد وتحت لهيب الشمس بل وخطورة عملهم على سلامة أرواحهم: لقد كنت ذات مساء أقطع أحد شوارع الرياض وأشار لي بيده جندي بالشارع لكي أتوقف وتوقفت للحظات لم يتجاوز وقتها السلام منه ثم الرد مني ثم قال بأسلوب حميم وبلغة راقية: «تفضَّل يا الغالي»: وأجزم أن هذا ليس خاصاً بي فهو -وقتها- لا يعرفني، لأن مهمته إيقاف سيارات معينة، أو أشخاص محددين، ويفترض ألا أضيق أنا ولا غيري لو أوقفنا للحظات للسؤال والاطمئنان ، فهذا الإيقاف من أجلنا ومن أجل سلامتنا وأمن وطننا وأطفالنا.

 

لقد توشّحت بالارتياح من هذا الموقف فهو يؤكد ما أشرت إليه سلفاً من كون العسكري هو مثل أخيه المدني في رقي التعامل إلا ما شذّ، والآحاد لا يحكم بها على الكل.

 

** ورد الختام: باقات امتنان لأولئك الذين ينذرون زهرات عمرهم لزرع الأمن وحراسة الحدود والرباط بميدان الشرف ليبقى مثمراً كنخيله، مضيئاً كمناراته، سعيداً كابتسامات أطفاله. و: «رَبَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا«.